fbpx
الجنوب من يمثله

هل القضية الجنوبية حاضرة في المفاوضات التي تجري بين أطراف ثلاثة الشرعية وجانب أنصار الله والمخلوع صالح .

في تقدير الكثير من المتابعين أن الأمور تجري بمعزل عن إشراك الطرف الجنوبي عبر حامل قضيته الرئيسي الحراك الجنوبي بمختلف فصائل ..الأمر الذي يثير المخاوف والشكوك لدى الجنوبيين من مصير قضيتهم الأساسية خصوصا والمفاوضات الراهنة تأتي بعد جمله متغيرات عاصفة على صعيد الساحة الجنوبية التي تلقت خلال سنوات العقدين الماضيين حاله اجتياحين للجنوب كل منها ترك آثار عميقة على صعيد الواقع الاجتماعي والسياسي.

ومن غير المقبول لدى الجنوبيين بالمطلق العودة الى مربع البداية خصوصا وقد استكملت حلقات معاناتنا بصورة لا تقبل المراهنة بالمطلق بقضيتنا الأساسية فما دفعه الشعب الجنوبي العظيم من دماء أبنائه لا يمكنه  أن يذهب هدرا .. كما لا يمكن البناء لأين كان على أنقاض دماء من ضحو بأرواحهم لأجل الحرية والاستقلال لشعبنا الصامد الصابر تحت جوهر القهر والقمع والمعاناة

الساحة الجنوبية في هذه الأثناء لم تفيق بعد من صدمة الاجتياح الثنائي لمليشيات صالح والحوثي بكل ما أرتبط بها من مآسي عميقة خلفت الآلاف من الشهداء والجرحى والمعوقين ناهيك عن حاله الدمار الماحق الذي بلغ ذروته في محافظات الجنوب تحديدا التي كانت ساحه المعركة الأساسية وهذا الموقع المرير أتى دون ريب بعد سنوات عجاف من النهب والتدمير والممارسات المستخفة التي مورست على أرضنا الطاهرة سنوات من القهر والقمع قابلها إصرار شعبنا العظيم على مواجهة كل تلك الأساليب القمعية عبر ثورته التحررية السلمية التي ربما كانت تقديرات بعض دول الجوار الإقليمي الخاطئ بحقها وقد جعلت الكل يدفع الثمن حين أراد صالح والحوثي تسليم مثل هذه المنطقة ذات الممرات المائية الهامة لطرف إقليمي دخيل ألا وهو إيران بكل ما تربط به من حساسيات شديده تجاه المنطقة العربية بصورة عامة .

إثر ما سلف هب الشعب الجنوبي الشجاع ببسالة لا نظير لها في مواجهة هذا المد الفارسي المستهدف أمن واستقرار منطقتنا العربية وكان للتحالف العربي دورا لا يستهان به في وقد هذا المخطط الشرير ذاك بفضل حنكة الملك السعودي سلمان المعروف عنه حزمة وحلمه وقوة اتخاذ القرار لديه في مثل هذه الظروف التي لا تحتمل التأخير والمراهنة .

وبعد أن تحقق النصر على الساحة الجنوبية إثر ملاحم كبيرة سطرها أبناء الجنوب والأشقاء في التحالف هل من المعقول التفريط بهذا النصر العظيم والتفريط بورقة الجنوب شديدة الأهمية من أجل افتراضات لا يتوقع أن تتحقق بأي حال خصوصا على صعيد اليمن الشمالي بصورة عامة ما يعني إن تجاوز تواجد الحراك الجنوبي في تمثيل قضيته في هذه الأثناء ربما يؤدي لحالة خلل عميقة قد تطال واقع الأطراف المتحالفة التي خرجت بهذا المستوى من النصر في الجنوب.

والحال وفق رؤية المهتمين بالشأن اليمني والجنوبي خصوصا يعني أن أهمية إشراك الجنوبيين في تمثيل قضيتهم يشكل حجر الزاوية في الوصول إلى تسويه سياسيه منصفة وعادله ناهيك عن ما يمثل ذلك من تدعيم لطرف شرعية هادي التي دون ريب هي في وضع حرج جراء الضغوطات الدولية عليها ربما من منطلق ما يمثل الوضع السابق لشركات النفط التابعة لتلك البلدان من حالة مثالية تحقق مصالحها بغض النظر عن تبعيات الوضع على شعب الجنوب وقواه الوطنية التي تؤمن بمواصلة النضال  والتضحية حتى تحقيق التحرير والاستقلال والخروج من شرنقة صنعاء وقبائلها المتناحرة على السلطة منذ زمن بعيد المتفقه بكل أطيافها على مواصلة ظلم الجنوب رغم وضوح قضيته العادلة .

وهنا يبرز السؤال المنطقي هل من المعقول عوده الجنوب إلى مربع المعاناة الأول بعد كل هذه التضحيات التي قدمها خلال السنوات الماضية، ثم لماذا كل هذا التجاهل الذي تمارسه كافة الأطراف لأصحاب الحق الصريح الذي لا يقبل أدنى تأويل في فكرة استعاده دولته؟