fbpx
مفاوضات النفس الأخير .. مفاوضات جزئية بعيدة عن واقع الجنوب وقضيته التي لا حل إلا بها .!
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير خاص – أديب السيد

فاجئت الامم المتحدة الجميع، بإعلانها عن الجولة الجديدة من المفاوضات بين مليشيات الحوثيين وصالح، وسلطات هادي الشرعية، ولعل هذه المفاجئة جاءت بعد جهود مضنية بذلها ” ولد الشيخ ” سريا، وكل ذلك من اجل تحسين صورة الامم المتحدة .

لكن مراقبون يرون، ان هذا المفاوضات، تأتي في وقت يوشك التحالف العربي ان يقضي على الحوثيين وصالح، ويطيح بهما في عقر دارهم .. فهل تريد الأمم المتحدة انقاذ الحوثيين وصالح من النهاية المحتومة بمفاوضات ( النفس الاخير ) ..؟

مفاوضات بلا أمل :

لا أمل يلوح في الافق في انفراج قريب باليمن، نتيجة التداخل العميق وتضارب المصالح في شأن اليمن، فالتدخلات الايرانية اودت بالأمور الى المنحدر خطير، وربما لم تحسب له حساب، فتوريطت وفقدت بوصلة مصالحها ومشاريعها في منطقة الجنوب الساحلي لشبة الجزيرة العربية ” باب المندب وعدن ” – ” ميناء ميدي  والحديدة والمخاء ” وغيرها .

ومع استمرار الاعتداءات على الحدود السعودية من قبل مليشيات صالح والحوثيين، ورغم اعلان موعد المفاوضات بانه تقرر نهاية الشهر الجاري، اعلن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، ان هذه المفاوضات لا دخل لها بالحرب الميدانية، فالحرب شيء والمفاوضات شيء اخر وانهم مستمرة بحربهم ضد السعودية .

وكما هي عادات المخلوع صالح خلال تاريخ طويل من حكمه، وكذلك الحوثيين، بعدم تمسكهم بالاتفاقيات والعهود، وسبق لهم ان نقضوا اتفاقيات كثيرة بعد التزامهم بها وتوقيعهم عليها، ومن هنا  فلا أمل هناك، لقبول ” صالح والحوثيين، بأي اتفاقيات قادمة، او نتائج مفاوضات . وذلك بحسب ما يؤكده سياسيين ومراقبين عن كثب .

ترحيب خليجي بالمفاوضات :

رحبت دول التحالف العربي، بالمفاوضات التي دعت لها لها الأمم المتحدة، بين الحوثيين وصالح، وبين سلطات هادي الشرعية، من اجل اخراج اليمن من حالة الحرب، واعادة العملية السياسية لمسارها السلمي .

وكانت اولى المرحبين ” المملكة العربية السعودية “، إلا ان الحوثيين وصالح لا يبدو انهم جادين في جولة المفاوضات الجديدة .

ومع أن المأزق الذي وقع فيه الحوثيين وصالح، يفترض ان يدفعهم للحرص على انجاح هذه المفاوضات، لكن يظهر جليا من خلال ردود افعال المليشيات، أنها تنظر لهذه المفاوضات ” مجرد تحصيل حاصل “، وارضاء للأمم المتحدة لكسب موقف سياسي خارجي .

 الجنوب والمفاوضات :

بما أن المفاوضات الجديدة، التي لم يحدد موعدها بعد، تأتي في مرحلة حساسة وخطيرة، إلا انها لا تزال مغلقة بشمع أحمر تجاه الواقع الجديد الذي تشكل على الأرض نتيجة الحرب .

فالجنوب الذي كانت ثورته السلمية بقيادة ” الحراك الجنوبي ” مغيبة عن كل الاتفاقيات السابقة، بسبب مكابرة اطراف صنعاء عن ” حل القضية الجنوبية ” كطرف انتج  ” القضية الجنوبية ” وكان سببا في اندلاع ثورة الشعب الجنوبي المطالبة باستعادة استقلال دولة الجنوب التي كانت قائمة الى العام 90 قبل ان تدخل يوم 22 مايو 90 في وحدة مع اليمن الشمالي، وتم احتلالها عام 94 بحرب شنها اليمن الشمالي على دولة الجنوب . لا يزال رافضا لمفاوضات ” الفشل المكرر “، ويطالب بمفاوضات جدية وندية بين الشمال والجنوب من أجل حل القضية الجنوبية، معتبرا ان لا شأن للقضية الجنوبية ووضع الجنوب، بمفاوضات الشرعية والحوثيين كونه خلاف ناشئ حول مركز السلطة وكرسي الحكم في صنعاء .

ويرى سياسيون، ان مفاوضات ” جنيف 2 ” المعلن عنها، اذا ما نجحت، فإنها لن تحل إلا جزءً من المشكلة اليمنية، والمتعلقة بالحوثيين وصالح وسلطات هادي الشرعية، أما ” القضية الجنوبية فلها شأن آخر ومسار تفاوضي آخر .

لن تنجح أي مفاوضات دون الجنوب :

المفاوضات المبتورة، هي عملية ” تخدير موضعي ” ومسكن آني، لا يمكن له ان يحل القضايا السياسية والخلافية باليمن شمالاً وجنوباً .

ومع الحرب التي فرضت واقعا جديدا في الجنوب، وأدت الى طرد مليشيات الحوثيين وصالح المتحالفة، وخاصة مليشيات الأخير التي كانت تتواجد بالجنوب منذ دخولها واحتلالها له عام 94م، إلا ان الامور السياسية تحتاج لنظرة عميقة وجادة من اجل حل المشاكل والخروج من هذه الحالة الخطيرة التي وصل اليها اليمن شمالا وجنوبا، وانقاذ ما يمكن انقاذه .

المرحلة الحالية، التي دخل فيها الخليج بحرب مصيرية، ورمى بثقلة كاملا نحو عدن والجنوب وباب المندب، يحتم على كل القوى السياسية وصناع القرار المحليين والعرب وحتى الدوليين، الى اعادة قراءاتهم للمشهد من اجل اخراج الجنوب والشمال اليمنيين من النفق المظلم والخطير .

 

 

أخبار ذات صله