fbpx
من يعطل قرار دمج المقاومة بالجيش والأمن ولماذا ؟

ياسر اليافعي

كتبت مقال بعد تحرير عدن مباشرة كان يتحدث عن أولويات المرحلة وذكرت ان أهم الأولويات هي دمج المقاومة بأجهزة الأمن والجيش واستيعاب الشباب ومن ثم إعادة نشرهم في عدن والمحافظات القريبة منها لحفظ الاستقرار تحت اشراف جهاز أمني وعسكري على قدر كبير من التنظيم .

لكن مرت الأيام سريعاً ونحن الان نقترب من الشهر الثالث منذُ تحرير عدن ولم ينفذ قرار الدمج الصادر من الرئيس هادي، بل سعت اطراف الى إفشال الدمج وتأخيره، وتفريخ المقاومة وشيطنتها عبر حملات اعلامية مرتب لها ولتحقيق مصالح سياسية ومادية شخصية .

نعلم جميعاً ان الاجهزة الأمنية في عدن قبل الحرب كانت تتبع الرئيس المخلوع علي صالح ومع وصول هادي الى عدن واقتراب الحوثيين منها هربت هذه الاجهزة والبعض منها قاتل ابناء عدن ضمن صفوف قوات الحوثي وصالح، وبعد الانتصار وتحرير عدن بقيت بدون جهاز أمني أو عسكري يحميها .

شعرنا بخطر كبير منذُ البداية من بقاء المقاومة دون تنظيم وترتيب ودون صرف مستحقاتهم، بحت اصواتنا ونحن نناشد استيعاب المقاومة وتنظيمها لما لهذا الوضع من مخاطر كبيرة تعصف بكل الانتصارات التي تحققت وتساهم في بروز أمراء حرب وجماعات متشددة مسلحة تستغل احتياجات الشباب ورغبتهم في القتال خصوصاً بعد ان عاشوا فترة طويلة يشاهدون القتل والموت والدمار .

وللأسف رغم تلك المخاطر من بقاء الوضع مثل ما هو عليه لم نجد فعل حقيقي على الأرض للمقاومة يحفظ تضحيات الشهداء ويصون كرامة المقاومين، بل ان الكثير من قيادات المقاومة دخل في معمعة الخلافات السياسية والاصطفاف خلف الاشخاص ونسوا دماء رفاقهم وتضحياتهم خلال فترة الحرب، بل المحزن ان مرض الاستنساخ والتفريخ أنتقل من مكونات الحراك الى قيادات المقاومة .

تساؤولات كثيرة تدور في ذهني مثل ما تدور في ذهن كل ابناء عدن من يعطل دمج المقاومة بقوات الجيش والأمن ولماذا ؟ لا نجد غير تفسير واحد ان هناك أسباب سياسية تهدف الى عكس صورة سلبية عن المقاومة الجنوبية وفشلها الذريع في حماية عدن حتى يعود الشماليون مجدداً الى عدن بحجة حمايتها !!

على المقاومة الجنوبية ان تخرج من دائرة العزلة والركود التي اصابتها خلال الفترة الماضية، عليها ان تنقذ التضحيات الجسمية وتحافظ على سمعتها التي تريد بعض الاطراف تلطيخها، عليها ان توحد صفوفها وستنفر افرادها وترفض كل أعمال البلطجة والنهب التي تُمارس بأسمها، عليها ان تضغط بضرورة سرعة الدمج وعليها ان تفضح كل من يطعنها من الخلف او يتأمر عليها ..

أخيراً نقول ان الرئيس هادي والفريق المحيط به والمتخاذلين من المقاومة وحدهم من سيتحمل أي اخفاق او تدهور للأوضاع في عدن، كونهم هم من يؤخر قرار الدمج حتى الان، ويقدمون رغباتهم ومصالحهم على المصلحة العامة لعدن وأهلها .

رئيس تحرير صحيفة يافع نيوز