fbpx
حذَارٌ من لوحات (الجنوب العربي)!!

منذ انتصار عدن وبقية محافظات الجنوب أخذت تنتشر تدريجياً ظاهرة السيارات التي تحمل لوحات خاصة، تغطي اللوحات الرسمية التي تحمل الأرقام المخصصة لكل سيارة.. ومعظم اللوحات الجديدة كُتب عليها (الجنوب العربي، 2015) فقط، أو قد يضاف اسم المحافظة أحيانا، مثل عدن أو غيرها من المحافظات الجنوبية.
أعرف أن الدافع للجوء الكثيرين إلى مثل هذه اللوحات هو التعبير عن فرحتهم الغامرة بالنصر الذي تحقق ضد الغزاة الحوثيون وقوات المخلوع واعتزازهم وتشبثهم بالهوية الجنوبية التي سعى الاحتلال إلى القضاء عليها ومحاولة محوها من جذورها.. وهو أمر نقدره لو لم تكن له تأثيرات سلبية محتملة. ولهذا لا ينبغي أن لا تذهب بنا نشوة النصر إلى ما قد يضر به أو يسيء إليه أو قد يستخدم ضده.

فلا ينبغي أن تغيب عن بالنا المخاطر الأمنية التي قد تتدَثَّر بغطاء هذه اللوحات ، فقد يستغلها العدو الذي لم تنته معركتنا معه، ويستخدمها لتنفيذ أعمال معادية، دون أن يلتفت إليه أحد، بل وقد يذهب أبعد من ذلك ويغيّر من ألوان السيارات ويرفع عليها علم ورمز الجنوب، وقد يكتب أيضا (المقاومة الجنوبية)، فيما هو يستهدف الجنوب ومقاومته، وهذا أمر خطير لا بد من التنبه له قبل فوات الأوان..فهل نفكِّر بمثل هذه المحاذير الأمنية؟!!..

ولكم أن تتصورا أن عشرات وربما مئات السيارات التي تجوب عدن وبقية المحافظات الجنوبية تحمل لوحات مكتوب عليها فقط (الجنوب العربي، 2015) ، أو قد تحمل علم ورمز الجنوب واسم المقاومة الجنوبية، وحدث لا قدر الله أية حادثة أمنية أو إرهابية ، وهرب مرتكبو تلك الحادثة، فهل سنعرف عنهم شيئا؟!.. بالقطع لا، وفي أحسن الحالات سنعرف فقط لون وماركة السيارة، فهل نسجل ذلك ضد مجهول؟؟..

ثم إذا تركنا الأمور تسير خبط عشواء، فأين نحن إذاً من التقيد بسلطة النظام والقانون، التي ننشدها وناضلنا وضحينا من أجلها، بعد أن عانينا من فقدانها بسبب الممارسات التي كان يرتكبها رموز الفساد والاحتلال..

هل نرضى أن نمارس نفس أساليبهم باسم المقاومة، أو بدونها ؟؟

لا أظن أن أحدا منا يرضى ذلك.. ولهذا السبب ينبغي أن ندرك جيداً حجم المخاطر التي قد تترتب على شيوع وانتشار مثل تلك اللوحات، وتلك السيارات وما قد تسببه من فوضى ومخاطر محتملة لا يمكن السيطرة عليها.

وفي تقديري أن هناك بدائل مناسبة مقبولة للتعبير عن مشاعر الفرحة بشعارات يمكن أن توضع على جانبي السيارات، لكن لا ينبغي أن تحل محل الرقم الرسمي، الذي يستدل به على هوية السيارات والمركبات ويسهل التعامل معها ومعرفة أصحابها سواء من قبل رجال المرور أو الدوريات أو حتى المواطنين.

لذلك لا بد من اتخاذ التدابير الضرورية السريعة لسحب تلك اللوحات ومنعها ومعاقبة المخالفين، وهو أمر يقع في الدرجة الأولى على عاتق المقاومة الجنوبية بالتعاون مع السلطة المحلية. ومطلوب أيضاً أن يتفاعل الجميع مع حملة شاملة للتخلص من هذه اللوحات (الاحتفائية) وإعادة اللوحات الرسمية، حتى يتم استبدال تلك القديمة ببديل رسمي، وليس بأمزجة أو أهواء شخصية.