fbpx
(فلسطين ) انتفاضة السكاكين.. تقوّض حلم نتنياهو بـ”القدس الموحدة”
شارك الخبر

يافع نيوز – الخليج اونلاين :

لم تحمل “انتفاضة القدس” أو “انتفاضة السكاكين” كما يحب أن يسميها البعض، للاحتلال الإسرائيلي خسائر اقتصادية فقط، فإلى جانب الخسائر التي تجاوزت قيمتها 2.5 مليار دولار أمريكي، تكبّد الاحتلال خسارة سياسية تتعلق بالرؤية التي رسمها نتنياهو للمدينة، فقد نجحت العمليات في تبديد وهم “القدس الموحدة”؛ شعار نتنياهو الشهير ومشروعه للبقاء في السلطة.

من ينظر إلى واقع القدس المحتلة في الأيام الأخيرة، يرى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قام فعلياً بتقسيمها بالحواجز ونقاط التفتيش والمكعبات الأسمنتية، فغدت أحياؤها الشرقية معزولة عن الغربية، وتحوّلت لثكنة عسكرية بدّدت أي احتمال لنجاح محاولة أسرلة المقدسيين ومشاريع “دمج شرقي القدس بالمجتمع الإسرائيلي”، الذي ضخّت من أجله حكومة الاحتلال أموالاً طائلة في السنوات الأخيرة.

كما أن الأمر الواقع الذي فرضه الشباب الفلسطيني بدّد حلم نتنياهو بعدم تقسيم القدس، وأفرغ شعار “القدس الموحدة” من محتواه. وتكمن أهمية هذا الشعار، الذي يمثل مشروعاً كاملاً، في أنه كان الورقة الرابحة لنتنياهو على مر العقدين السابقين، فاستطاع من خلاله كسب الانتخابات ضد شمعون بيريز حين اتهمه خلال الحملة الانتخابية عام 1996 بأنه “سوف يقسم القدس”، ومن ثم فاز عليه برفعه شعار المدينة الموحدة.

وفي هذا السياق أكدت المحللة السياسية لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيما كيدمون، أن القدس أصبحت رهن الحواجز الفعلية وحواجز الخوف الداخلية والحدود غير المرئية.

وأضافت أن هذه الحدود غير المرئية في أذهان الإسرائيليين والمقدسيين في المدينة استخرجت وأصبحت تحرّكهم كبوصلة؛ أي إن المدينة قسمت في الممارسة الفعلية بين الطرفين. كما أن نصب الحواجز الأسمنتية وقوات جيش الاحتلال والشرطة ما هو إلا إقرار بكون القدس غير موحدة كما يدّعي أو يطمح له المستوى السياسي.

وفي سياق متّصل قال المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، إن “انتفاضة السكاكين” التي يقودها الشباب الفلسطيني غيرت الواقع في القدس المحتلة والضفة الغربية من أساسه، وبدأت تخلق واقعاً جديداً مليئاً بالشكوك والمخاوف المستمرة. فبحسب هارئيل، إنه على الرغم من الهدوء الحذر في مدينة القدس إلا أنه ليس هناك أي مؤشرات تضمن عدم حصول تصعيد آخر، وأن التصعيد هو احتمال قائم دائماً، خاصة إذا نفذ الفلسطينيون عملية نوعية أخرى ضد الاحتلال.

وهنا يرى هارئيل أن الاستنفار الأمني لدى الشرطة والجيش في القدس والضفة لن يمنع عمليات الطعن ويوقفها، وهو في أحسن الأحوال سوف يؤدي لإصابة المنفذ بعد طعنه لأول شخص.

وأضاف أن الاحتياطات الأمنية لا تردع المزيد من الشباب عن التفكير في تنفيذ عمليات أخرى، فعلى حد قوله فإن أحد أخطر العوامل هنا هو أن “استعداد الكثير لتعريض حياتهم لخطر الموت” لتنفيذ عملية هو الذي أحدث التغيير في الأسابيع الأخيرة.

ويتوقع هارئيل أن استمرار عمليات الطعن وتنفيذ “عمليات فدائية” بالسكاكين لمدة طويلة قد يكونان مؤشراً لتنفيذ عمليات أكبر في المستقبل باستخدام أسلحة نارية، وعودة أيام الانتفاضة الثانية، التي كان فيها الموت “فداءً” للوطن من المصطلحات التي اعتاد عليها جهاز استخبارات الاحتلال الإسرائيلي.

وإلى جانب الخسائر السياسية داخلياً والكلفة الاقتصادية الباهظة، أزعجت التحركات الشعبية والتغطية الإعلامية العالمية للأحداث الإعلام الإسرائيلي. فبحسب ما نشر “الخليج أونلاين” في وقت سابق، خرجت حشود غفيرة في الولايات المتحدة ودول أوروبا تنديداً باعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين وانتهاكاته في المسجد الأقصى، مطالبين حكوماتهم بوقف دعمها للاحتلال ولحكومة نتنياهو.

إلى جانب ذلك، أعرب الاحتلال عن انزعاجه من طريقة تغطية الصحف العالمية للأخبار، التي ركزوا فيها على الفلسطيني كضحية وعلى الاحتلال كمعتدٍ، وكانت عناوينهم، بحسب الاحتلال، مؤيدة للروايات الفلسطينية للأحداث وتخدم مصلحة القضية على حساب الاحتلال وأجندته الدعائية.

  • مي خلف
أخبار ذات صله