fbpx
استنهاض العقل الجنوبي لمواجهة الأحداث المحلية والإقليمية والدولية

ما زال العقل الجنوبي يتلمس ببطء مجريات الأحداث ومستجداتها، ليس لأنه مرتبك في فهم أسباب ودوافع هذه الأحداث المتوالية فحسب، ولكن هذه الأحداث والمستجدات تفرض نفسها بقوة على الواقع السياسي الجنوبي، بينما العقل الجنوبي يكون غير مستعد لمواجهتها والتعامل معها… وكلما حاول العقل الجنوبي استنهاض قدراته لتجاوز هذه الإرباكات من خلال وضع آلية عمل سياسية للتعامل مع كل ما يطرأ من أحداث وتطورات، إلا أن هموم اثقالها تزداد تراكماً وتعقيداً عليه ..

صحيح أن أغلب الأسباب لهذه الأحداث ترجع في الأساس لعوامل خارجية إقليمية ودولية، تكون في معظمها متسارعة وغير متوقعة، وبالتالي تكون ردود الأفعال أزاها لدى القوى السياسية الجنوبية، ليس بمستوى أهمية وخطورة النتائج المترتبة لتلك الأحداث، وإنما تبق مصدومة وفي حالة من التوهان والدوران حول ذاتها … وفي انتظار الحدث الذي يلي الأحداث السابقة وهكذا….

لذلك اسمحوا لي أيها الأصدقاء أن أدعو النخب السياسية الجنوبية من أكاديميين ودبلوماسيين واقتصاديين وحقوقيين ومحللين عسكريين وغيرهم من المثقفين، إلى عقد لقاء مع بعظهم البعض، يضع كل منهم رؤيته بحسب مجال تخصصه، بحيث تكون مكتوبة في مسودة يشخص فيها الأحداث والمستجدات وانعكاساتها على الواقع الجنوبي وقضيته السياسية العادلة، والسبل الكفيلة لمواجهتها من قبل مناضلي شعبنا بصورة عامة ومقاومته الباسلة بصورة خاصة.. على أن يتبنى رجال المال والأعمال الجنوبيين الداعمين لنضال شعبنا التحرري، إمكانية إقامة مؤتمر خاص بهذه المهمة يتفق بشأنه ويتم التنسيق مع مختلف المعنيين والجهات ذات العلاقة، وسنكون في الهيئة الأكاديمية الجنوبية على استعداد للمساهمة في إنجاح هذه العمل الهام وتقديمه للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، حتى لا تستمر ظاهرة التجاهل والتعتيم وغياب حضور قضيتنا في المحافل الدولية، وبذلك نستنهض قدرات الفكر والعقل الجنوبي على أثبات دوره في كيفية التعامل والتعايش مع مختلف الأحداث والمستجدات، وفقا لما تقتضية أهداف قضيته التحررية..

نأمل من أخيار أبناء الجنوب الأوفياء ومن مناضليه الأبطال الاستجابة … ومن الله تعالى التوفيق والسداد..