fbpx
يافع نيوز سناء مبارك

مقالات للكاتب

لهذا “لم ولن” تفعل دولة هادي وبطانته الكثير من أجل عدن !

يريدون لعدن والجنوب أن يفشل وسيسعون لهذا جاهدين، كلهم سيتفقون على هذا الهدف ومهما بلغت درجة الخصومة بينهم، سيحرك الجميع أوراقه وسيراهن الجميع على فكرة “الفشل” .

هادي بمعسكره، الإصلاح بكل طاقاته الإعلامية وخلاياه الإرهابية، صالح بدولته العميقة، الحوثي بمجاهديه كلهم سيؤجلون أي شيء ويأتون بمشاريعهم – وإن اختلفت أهدفها – إلى عدن، كإثبات لحالة فراغ السيادة وبالتالي فشل المشروع الذي يطالب به الجنوبيون.

لسنا بعيدين عن هذا، وأي متسرب للكواليس في الرياض سيجد أن المشروع الذي يعمل عليه هادي الآن ومعه ابنه بالشراكة مع الإخوان المسلمين (الإصلاح) ويحاولون ضخه للرأي العام هو استبدال عدن بتعز كعاصمة في المرحلة القادمة، وهذا ليس اعتباطًا:

– من ناحية، فإن علو أمر المقاومة الجنوبية وامتشاق قوامها، يمثل تهديدًا لسلطة هادي ومن حوله، بالأخص مقربيه من حزب الإصلاح وأعضاء حكومته من أبناء الشمال، امتلاك المقاومة لفكرة “صناعة القرار” على الأرض الجنوبية يمثل شبحًا يهدد “شرعية” كل هؤلاء على أرض الواقع. فكان من الأجدى تجويعها وإغراقها في مساعي البحث عن “سد الرمق”، ومحاصرتها بالاغتيالات والفوضى، وفي أحسن الأحوال إلهائها بتحرير تعز.

– لأن فشل عدن كعاصمة في ظل هذه الحكومة وبعد تحريرها وبعد أن أصبح أمرها بيدها يعني فشلها أمام العالم كعاصمة لأي دولة قادمة، وسيكون هذا الأمر بمثابة الفزاعة الأمنية التي ستثبط أي دعم قادم للجنوب.

– تسريع لتحرير الشمال بيد التحالف وبالضغط على المقاومة الجنوبية للمشاركة بعد أن فشلت المقاومة هناك و تحول التحالف إلى بقرة حلوب تغذي جوع الخيانات والارتزاق. الأمر الذي أطال أمد الحرب وجعلها تبدو بلا وجهة وهذا الأمر يحرج التحالف ومعه الإصلاح على وجه التحديد، وهو الذي قدم نفسه بما تبقى من قواعده في الشمال على أنه “المقاومة”.

– من جانب آخر تطمين لهادي الذي لم يجد ترحيبًا في عدن كما كان يتوقع (بدليل عدم رفع صوره في عدن.. في مليونية أكتوبر )، تطمين بأنه سيطيل أمد بقائه على الكرسي، الكرسي الذي يتطلع الإصلاح للانقضاض عليه فور خلو ساحته وهو ما لم \ لن توفره عدن للحزب الخصم.

– ومن جانب ثالث يعني سحب الدعم والاهتمام والتركيز عن عدن، وترك عدن والجنوب في حالة اللادولة واللاسيادة واللا أمن، كعقاب يجب أن يدفع ثمنه الجنوب نظير  “اللا مودة” مع هادي والإصلاح بشكل خاص، و “اللا رغبة في الوحدة” مع الشمال بشكل عام.