fbpx
هادي بطل الهروب الكبير

فتحي بن لزرق ..
هذا المساء أود ان اكتب عن “هادي” وطريقة إدارته للبلد سأقول ما كتمته لأشهر طويلة لا لشيء إلا لأنني أرى مالا يراه كثيرون واسمع مالايسمعه كثيرون ويجب ان أقول مالا يقوله “كثيرون” أيضا.
يبالغ كثيرون في صنع هالة “كاذبة” حول الرئيس عبدربه منصور هادي وإدارته وكأنهم يعيشون في عالم أخر .
ولان الجنوب اليوم ومدنه تمضي نحو “المجهول” فيما يلوح في الأفق نموذج مدينة الرقة السورية في عدن ومناطق جنوبية أخرى فانه “أخلاقيا” يجب ان نقول كلمتنا .
اكتب هذه الليلة شهادتي عن قرابة عام من الحرب والاحتراب عاشته مدينة عدن ومدن الجنوب الأخرى .
يكتب البعض عن “هادي” بأنه بطل الحرب الأخيرة وهذه مغالطة تاريخية لاتغتفر والحقيقة ان الرجل هو بطل الهروب الكبير من صنعاء إلى عدن ومن ثم بطل الهروب الأكبر من عدن إلى السعودية والحقيقة ان أبطال الحرب هم الناس البسيطة في عموم مدن الجنوب الذين تركوا يواجهون مصيرهم .
يكذب على الناس من سيقول ان “هادي” كان له قلب على الجنوب وأهله .. فر الرجل من صنعاء إلى عدن وحينما تقدمت قوات الحوثيين يومها فر مسرعا صوب عمان ومن ثم السعودية وترك الناس في عدن تواجه مصيرها وقاتلت الناس واستبسلت ونالنا من الدمار مانال.
– حقيقة لايمكن لأي مخلوق إنكارها انه لولا نزول “هادي” إلى عدن ماقامت الحرب من أساسه ولما دمرت مدن الجنوب عن بكرة أبيها وحقيقة مرة أيضا لايمكن إنكارها أيضا ان هادي لوه انه كان قضى جل وقته للتفكير في إعداد قوة حقيقية لحماية الجنوب لما تجرأ الحوثيون ولا وصلوا.
– حقيقة لاينكرها إلا جاهل وهي ان تدخل قوات التحالف العربية في اليمن لم يكن لسواد عيون طلب تقدم به “هادي” ولكن الأمر متصل بمصالح دولية باتت مهددة لذلك فان من سيقول لعامة الناس ان هادي هو من استقدم التدخل العربي “يكذب” وحقيقة الأمر ان التدخل الدولي كان سيتم ولو كان رئيس الدولة احد المهمشين لتم التدخل .
– مالايعلمه كثيرون ان “هادي” غادر عدن أواخر شهر مارس 2015 ولم يجري اتصال هاتفي واحد بأحد لأكثر من شهر ونصف بعد وصوله إلى الرياض، تخيلوا شهر ونصف والرجل لم يرفع السماعة لالنايف البكري يومها ولا لقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء علي ناصر هادي ولا لأحد في أبين أو الضالع أو شبوة أو لحج أو أي منطقة اخرى .
– ومرت الأيام وصمد الناس وهادي في قصره الجديد في الرياض حتى أكرم الله الناس بالمساعدة الإماراتية على الأرض .
– ذهب هادي إلى إصدار قرار تعيين لمحافظين جدد وهم محافظي أبين ولحج ولكن الرجل كالعادة لم يتصل، لم يسأل لم يرسل شيء لأبناء هذه المحافظات .
– اصدر هادي قرار بتعيين فضل الجعدي محافظا للضالع ولم يجري بالرجل أي اتصال حقيقي ولم يرسل للضالع “فلس” واحد حتى اليوم .
– انتصرت عدن في الـ 17 يوليو أي قبل 3 أشهر كاملة وحتى اليوم هادي وإدارته لم يقدمون للناس حتى حبة قمح واحدة .
– أجرى محافظ شبوة “عبدالله النسي” الأسبوع الماضي 20 محاولة اتصال هاتفية بهادي ولم يرد الأخير حتى باعتذار .
– عين بحاح بناء على طلب من دول التحالف نائبا لهادي لكن ومنذ ذلك الحين وحاشية هادي تضع في طريقه عشرات العراقيل .
– عدن تتحول يوما عن أخر إلى مدينة للجماعات المسلحة وكذلك مدن الجنوب الأخرى وهادي وإدارته يماطلون في ملف دمج المقاومة بالجيش .
– كهرباء عدن تنهار – مياهها تنقطع – الصرف الصحي يغرق الشوارع وهادي وكان لاشيء يعنيه .
– تقام الولائم والاحتفالات لإدارة هادي وحاشيته في الرياض وتصرف ملايين الريالات السعودية هناك وهناك والناس في الجنوب تعيش على ماتقدمه الإمارات مشكورة من معونات.
– الخطير في الجنوب ليس انقطاع كهرباء أو غياب لقمة عيش ولكن الخطير سقوط كافة مدنه بيد الجماعات المسلحة وتحوله إلى نموذج مشابه للنموذج السوري أو غيره .
الوضع في الجنوب اليوم خطير للغاية ولا ابالغ ان قلت انه اخطر من وضع الحرب ذاتها ، المقاومة الجنوبية يتم تفكيكها وقياداتها يتم ارسالهم هنا وهناك والهدف ان تفقد الناس الثقة بقيادات المقاومة ومن ثم القضاء عليهم .
مايجب على “هادي” اليوم ان يعلمه إننا لسنا ضده لشخصه لكننا ضد هذه السياسة العمياء التي يجب ان تتوقف .
الخليجيين في عدن صوتهم بدأ يعلو وباتوا يقولونها واضحة كفى سلبية كفى تجاهل ..
هذا مافي قلبي ان كنت اخطأت فصوبوني فوالله ماقلتها إلا من خوف مما هو قادم