fbpx
المقاومة الجنوبية: معادلة النصر والسلام
المقاومة الجنوبية هي رأس جبل الجليد العائم الذي لا يراه من اعتادوا على الابحار في المياه الآسنة.. هي الشعب الجنوبي الذي انطلقت انتفاضته المجيدة بعيد اكتشافه للمؤامرة في مايو 1990م مباشرة تعبيرا عن رفضه لمصادرة حقوقه واستعباده وتقاسم دمه بين الاوغاد.
 تجاهلوا المقاومة الجنوبية التي بدأت رفضا شعبيا بالفكاهة والتذمر وانتقلت الى الحراك الشعبي الغير منظم ثم الحراك السلمي والتحزب الجنوبي العربي تحمل القلم والراية والالم .. ثم مقاومة تحمل الار بي جي والدبابة وتمتلك دقة التصويب.. لم يروها على حقيقتها ليس لانهم اغبياء وحسب بل لانهم فاسدون ومجرمون لا يستطيعوا ان يصدقوا بأن ما جمعوا من ثروة مقابل دماء وعرق وارق البؤساء لن تحميهم .. تجاهلوا الرفض الشعبي واحتقروا الشعب ومطالبه.. وتمادوا في محاولة ضرب وتهميش واقصاء ذلك الحراك الشعبي السلمي العارم لانهم كما اعتادوا وتربوا في مواخير المؤامرات لا يحترمون سوى من يملك ادوات البطش والقمع والقتل ليجثوا بين اقدامه.. ظنوا ان الشعوب لا تقرر, وفاتهم رؤية واستيعاب كل هذه المتغيرات الاجتماعية والثقافية والعلمية… لم يستوعبوا الدرس من لحظة انفجار البراكين الهائلة في تونس ومصر عندما تحولت الأحزاب العريقة والكبيرة والعتاة واجهزتهم العتيدة الى نمور من ورق.
ومازالوا هكذا يتعاطون مع المقاومة الجنوبية او  بالأحرى مع شعب الجنوب العربي بكل دونية ويعتقدوا انهم بمجرد ان يصعدوا على دفة السلطة المهترئة او بما جمعوا من مليارات من ثروات هذا الشعب يستطيعون ان يخنقوا صوت هذا الشعب ويثبطوا تطلعاته ويعيدوه الى حضيرة البؤس وساحات المظاهرات السلمية .. الم يروا كيف هو حال هذا الذي صال وجال وملك الارض والسماء ودجن المعارضة كلها وداس على الاقزام الذين يحاولون اليوم نسيان تاريخهم والقفز الى العلى عبر استثمار جهد المقاومة الجنوبية.. لا يرون ذلك الذي امتلك زمام الاشرار والعتاه حتى صاروا دمية بيده يسيّرهم حيثما يريد, كيف يستغيث اليوم متنقلا في المخابئ والاقبية وسيارات الأجرة في عاصمة اللصوص “صنعاء” يدفع معها حساب ثلاثة وثلاثون عاما من دماء قلبه.
هكذا نوجه الرسالة لمن لا يعير وزنا للمقاومة الجنوبية سوآءا كان من الجنوبيين او غيرهم من الإرهابين اليمنين .. انكم تحاولون ان تسبحوا بعكس التيار وتعرضوا انفسكم لغضب مقاومة الشعب الجنوبي, فهي تحمل السلاح والايمان والعزم والإصرار مهما بدت لكم وديعة.
كم كانت المكاسب كبيرة لو كان هناك من استمع لصوت الشعب ومطالبه مهما كانت.. كم كنا سنتجنب كل هذه الويلات والمآسي التي دفع ثمنها الملايين دماء واموال.. وكم سيجنبوننا اليوم المزيد من المآسي لو تنحى اولئك المفسدون الذين مازالوا بكل وقاحة وقباحة يتحدثون على الوحدة.. وكم سنجني جميعا سلاما ورخاء  لو يكف اولئك الممرغون في وحل الفساد والمؤامرات والجرائم على مدى عقود اربعة من اللهث وراء السلطة اليوم من جديد .. انها الحاجز المنيع الذي لم يستطع احد تجاوزه والتي ستتعثر على اسوارها كل محاولات القفز..
الجزيرة كلها على صفيح ساخن, تشتعل الحرائق في شمالها وجنوبها دون ادراك ان تجاهل ارادة شعب الجنوب على مدى خمسة وعشرون عاما اشعل كل هذا الحرائق وولد كل هذه المخاطر وزعزع القطب الذي تدور عليه رحى جزيرة العرب كلها, ويهدد تجاهلها اليوم بالانفجار الذي لن يبق ولن يذر.. فمقاومة شعب الجنوب بما تملكه من عزم واصرار واهمية وقوة هي القادرة والوحيدة على فرض السلم والامن ليس للجنوب وحده بل وللمنطقة كلها,  يجني ثمار هذا الامن جميع الاطراف مهما تعددت, عدى الظلاميين الاشرار الذين لا يعيشون سوى على الدماء والقتل.
 فلتكن فعالية الذكرى الثانية والخمسون  لثورة الرابع عشر من اكتوبر مليونيه للنصر والإصرار على تمكين مقاومة شعب الجنوب من ممارسة دورها الذي يليق بها دون مناشدة او استجداء. مقاومة القوة التي تستطيع السير نحو تنمية الجنوب وتثبيت الاستقرار للجنوب والمنطقة برمتها.
سكرتير دائرة العلاقات الخارجية*
التجمع الديمقراطي الجنوبي “تاج”
الجنوب العربي