fbpx
بيان اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية حول أحداث التفجيرات والاغتيالات في عدن
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص :

اصدر “اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ” بيانا حول أحداث التفجيرات والاغتيالات في عدن .

وجاء في البيان ”  إن هذه الأفعال التي تستهدف الأنفس المعصومة والممتلكات العامة والخاصة وتسعى جاهدة لزعزعة الاستقرار وللعبث بميزان الأمن ، وتنشر الخوف ، وتُعرقل مشاريع البناء والتنمية ، وتخلط الأوراق في بلدنا الحبيب لهي أفعال مستنكرة ، تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة ، وتتنافى مع نصوصها المحرِّمةِ لقتل النفسِ المعصومة ، فكيف إذا كانت النفوسُ المستهدفة هي التي ساهمت في تحرير عدن ولحج وأبين ولازالت تقاتل جنباً إلى جنب مع الشرفاء من أبنائنا لكسر الانقلاب وإفشال المشروع الإيراني الفارسي ” .

نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ بيان اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية حول أحداث التفجيرات والاغتيالات في عدن }
______________________________

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ..

فقد وقفَ الاتحادُ أمام ماجرى في عدن مؤخراً من تفجيرات استهدفت المقرات الحكومية والعسكرية ، فقتلت المعصومين ، وروّعت الآمنين ، واغتيالات وتصفيات جسدية أقلقت السكينة وعكّرت صفو الحياة .
وإزاء ذلك يقول العلماء :
_ إن هذه الأفعال التي تستهدف الأنفس المعصومة والممتلكات العامة والخاصة وتسعى جاهدة لزعزعة الاستقرار وللعبث بميزان الأمن ، وتنشر الخوف ، وتُعرقل مشاريع البناء والتنمية ، وتخلط الأوراق في بلدنا الحبيب لهي أفعال مستنكرة ، تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة ، وتتنافى مع نصوصها المحرِّمةِ لقتل النفسِ المعصومة ، فكيف إذا كانت النفوسُ المستهدفة هي التي ساهمت في تحرير عدن ولحج وأبين ولازالت تقاتل جنباً إلى جنب مع الشرفاء من أبنائنا لكسر الانقلاب وإفشال المشروع الإيراني الفارسي .

_ إن هذه الأفعال الإجرامية إنما تَصبُّ في مصلحة العدو الذي لايزال يُحاربُنا ، ويتربص بنا الدوائر !

وإنَّا لنستغرب ، كيف يمكن أن تسمى هذه الأعمال بـ( الجهاد ) ؟!
وهي تُشتتُ أنظارنا عن عدونا ، وكأنها لإنقاذه ، بعد أن ضاق عليه الخناق في صنعاء وتعز .

فإما أن تكونَ هذه الأحداث من صنيعته ،
أو من صنيع مَن لا يُدرك ما يَصلُحُ للأمة وما يُفسدُها .

_ إن الأفكارَ التكفيرية ، والأعمالَ التدميرية التي انتشرت في بلادنا الإسلامية ، لهي أعظمُ ذريعة لاستجلابِ أعدائها واحتلالِ أرضها ، وإهانةِ أهلِها وإذلالِ شعبِها ، وما العراق وسورية عنا ببعيد ! .

_ وبناءً على ما سبق وبعدَ النظرِ والتأمل ملياً في الأحداث وأسبابها ومآلاتها ، يؤكد بيان علماء الاتحاد على مايلي :

أولاً : التفجيراتُ الأخيرة تُعتبرُ جريمة إرهابية بكلِّ المقاييسِ الشرعيةِ والأخلاقية والعقلية ، وهي ظلم وعُدوان تأباهُ الشريعة السمحة ، والفطرة السليمة ، والأخلاق الرفيعة ، وهي مِن الفساد في الأرض ، قال الله عزَّ وجل :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [سورة البقرة :205 – 206].

ثانياً : على شبابِ الأُمة المُتحمِّس ضرورة التبصر في الأمور وعواقبها ، وعدم الانجرار وراء العبارات “الرنانة” التي تُـدغدغ العواطف وتُـلهب المشاعر ، تُـفسد ولا تُـصلح وتـُفرق ولا تجمع .
ولا عُذر لكم _أيُّها الشباب_ من الرجوع إلى الراسخين من أَهْلِ العلم والأخذ برأيهم في فَهْمِ القرآن والسنّة فَهُم أهلُ الفَهم والاستنباط ، قال الله تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 83]

ثالثاً : يُهيبُ البيان بأهلِ العلم والدُّعاة أن يقوموا بواجبهم في بيان حكم هذا الأمر ، ومناصحة حملة هذا الفكر ، وأن يُكثِّفوا من إرشاد الناس ليتبين الخيرُ من الشر ، وأن الشريعةَ قد أوجبت عقوباتٍ رادعة وزاجرة على مَن يقومُ بمثل هذه الأعمال .

رابعاً : يستنكرُ البيان مايَصدر من “فتاوى” أو “مقاطع فديو” تُسوِّغ مثل هذه الجرائم أو تُشجعُ عليها تحت أيّ مبرر ، إذ يُعتبر ذلك من القول على الله بغير علم ، ومن التسبب في القتل والجريمة والإفساد .

خامساً : مسؤوليةُ حفظ الأمن في المقام الأول هي من مهامِّ الدولة ، وعليها واجبُ المسارعة في ترتيب الأمن ، وتعيين قيادات مؤهلة وأمينة ، وتلبية احتياجات المواطنين، واستيعاب الشباب في مجالات العمل المتعددة وإشراكهم في عملية البناء والتنمية .

سادساً : على إخواننا في التحالف العربي المسارعة في دعم إخواننا في تعز بعيداً عن النفعيين وتجار الحروب ، وأن لا تزيدهم هذه الأعمال الإجرامية إلا صلابة ومضيا في كسر الانقلاب ودفع الصائل .

_ وختاما فإن اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية وهو يُصدرُ هذا البيان يوصي الجميع بالتمسك بهذا الدين القويم، والسير فيه على الصراط المستقيم ، ويؤكدُ على وجوب تربية النشء والشباب تربية فاضلة مستقيمة ، حتى يسلموا – بتوفيق الله – من التيارات الفاسدة ومن تأثير دعاة الغلو والفتنة والفرقة، وحتى ينفع الله بهم أمة الإسلام .
كما يُحذر الجميع حكاماً ومحكومين من التساهل في أمر الله، بل يستقيموا عليه ويقيموا شعائر دينهم ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.
وقى الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين كلَّ سوء، وجمع الله كلمة المسلمين على الحق والهدى، ورد الله كيد الأعداء في نحورهم، إنه سبحانه سميع مجيب
رحم الله الشهداء وشفى الجرحى .
وتعازينا الصادقة إلى أسر الشهداء في دولة الإمارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية السعودية ، وإلى أسر الشهداء في بلدنا الحبيب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين .

صادر عن اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية .
السبت بتاريخ : ٢٦ / ١٢ / ١٤٣٦ هـ
الـمـوافـق : ١٠ / ١٠ / ٢٠١٥ م

أخبار ذات صله