غازي المفلحي
الإنقلابيون يتحايلون عندما يعلنون قبولهم بقرار مجلس الأمن رقم 2216 ثم يضعون بعض التحفظات التي تبدو بظاهرها بسيطه كالتحفظ على العقوبات التي فرضت على بعض قياداتهم ، او عبارات مثل ” بما لا يتعارض مع السيادة ” او ” بما لا يتعارض مع الدستور ، او ما شابه من عبارات ” السم في العسل ” ، فهم يضعونها في الواقع لكي تكون الشماعة التي يعلقون عليها فيما بعد رفضهم ، ومكرهم ، وخداعهم ، ولفهم ودورانهم ، للتهرب من تنفيذ القرار . . احدهم وصفهم بأنهم يكذبون كما يتنفسون وقد كان وصفاً دقيقاً .
قرار مجلس الأمن 2216 جاء متكاملا في صياغته ، شاملا في مضمونه لكل ماهو مطلوب من الإنقلابيين تنفيذه ، وهو غير قابل للتفاوض اذ لا يوجد فيه ما يمكن التفاوض عليه.
هذا يعني ان القرار يقبل كما هو ، او يرفض كما هو ، من غير حذف اوضافات او تحفظات ، فاذا تم القبول به كما هو فلا يحتاج الأمر الى مفاوضات بل الى خطوات على الأرض يقوم بها الإنقلابيين من طرف واحد تعيدهم الى النقطة التي كانوا عندها قبل الإنقلاب ، واذا تم رفضه تتواصل العمليات العسكرية الى ان يجبروا على العودة الى تلك النقطة وهم صاغرون .
تسويق ادعاءات الإنقلابيين بأنهم قاموا بما يتوجب عليهم عندما قبلوا بتنفيذ القرار بالصيغة التي خاطبوا بها مجلس الأمن ، وان الكرة الآن في ملعب الشرعية ، هو حديث تدليس وتضليل وخداع ، لأن القبول بهذا المنطق يعني الإعتراف بشرعية كل الخطوات التي ترتبت على انقلابهم منذ البداية وحتى الآن ، وهم لا مشكلة لديهم في التفاوض والتنازل عنها كلها او بعضها كما يطلب منهم قرار مجلس الأمن ذلك ، لكن ليس بدون ثمن يتعين ان يحصلوا عليه مقابل هذه التنازلات .
هذا يعني في المحصله النهائية ليس مساعدتهم على الإفلات من الحساب والعقاب على كل ما احدثوه من خراب ودمار ، بل ومكافئتهم ايضا على كل الجرائم والأوزار التي ارتكبوها في حق الشعب .
لحسني النيه الذين يتبنون منطق الإنقلابيين نقول من للثكالى واليتامي والأرامل والجرحي والمشردين اذا تم القبول بهم انداداً على طاولة مفاوضات ، يقدمون بها تنازلات ويحصلون بالمقابل على مكاسب ، ثم يخرجون بمكاسبهم كجزء من النظام والسلطة التي ستأتي .. وعفى الله عما سلف .
هذه ليست جريمة في حق البلد فحسب ، بل وفي حق الشهداء والجرحي الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من اجل منع هؤلاء الإنقلابيين من اختطاف وطنهم وشعبهم .
استسلام الإنقلابيين دون قيد او شرط هو المطلوب ، وبغير ذلك فلتستمر المعركة الى نهايتها المحسومه ، وعلى شعبنا ان يتحمل القليل المتبقي فالكثير قد مضى ، والفجر يوشك ان ينبلج على صباح جديد لا يشبهه اي صباح .