fbpx
لا تصدقوهم
شارك الخبر
لا تصدقوهم

غازي المفلحي

الإنقلابيون يتحايلون عندما يعلنون قبولهم بقرار مجلس الأمن  رقم 2216 ثم يضعون بعض التحفظات التي تبدو بظاهرها بسيطه كالتحفظ على العقوبات التي فرضت على بعض قياداتهم ، او عبارات مثل ” بما لا يتعارض مع السيادة ” او ” بما لا يتعارض مع الدستور ، او ما شابه من عبارات  ” السم في العسل ” ، فهم يضعونها في الواقع لكي تكون الشماعة التي يعلقون عليها فيما بعد رفضهم ، ومكرهم ، وخداعهم ، ولفهم ودورانهم ، للتهرب من تنفيذ القرار . . احدهم وصفهم بأنهم يكذبون كما يتنفسون وقد كان وصفاً دقيقاً .

قرار مجلس الأمن 2216 جاء متكاملا في صياغته ، شاملا في مضمونه لكل ماهو مطلوب من الإنقلابيين تنفيذه ، وهو غير قابل للتفاوض اذ لا يوجد فيه ما يمكن التفاوض عليه.

هذا يعني ان القرار يقبل كما هو ، او يرفض كما هو ، من غير حذف اوضافات او تحفظات ، فاذا تم القبول به كما هو فلا يحتاج الأمر الى مفاوضات بل الى خطوات على الأرض يقوم بها الإنقلابيين من طرف واحد تعيدهم الى النقطة التي كانوا عندها قبل الإنقلاب  ، واذا تم رفضه تتواصل العمليات العسكرية الى ان يجبروا على العودة الى تلك النقطة وهم صاغرون .

تسويق ادعاءات الإنقلابيين بأنهم قاموا بما يتوجب عليهم عندما قبلوا بتنفيذ القرار بالصيغة التي خاطبوا بها مجلس الأمن ، وان الكرة الآن في ملعب الشرعية ، هو حديث تدليس وتضليل وخداع ، لأن القبول بهذا المنطق يعني الإعتراف بشرعية كل الخطوات التي ترتبت على انقلابهم منذ البداية وحتى الآن ، وهم لا مشكلة لديهم في التفاوض والتنازل عنها كلها او بعضها كما يطلب منهم قرار مجلس الأمن ذلك ، لكن ليس بدون ثمن يتعين ان يحصلوا عليه مقابل هذه التنازلات .

هذا يعني في المحصله النهائية ليس مساعدتهم على الإفلات من الحساب والعقاب على كل ما احدثوه من خراب ودمار ، بل ومكافئتهم ايضا على كل الجرائم والأوزار التي ارتكبوها في حق الشعب .

لحسني النيه الذين يتبنون منطق الإنقلابيين نقول من للثكالى واليتامي والأرامل والجرحي والمشردين اذا تم القبول بهم انداداً على طاولة مفاوضات ، يقدمون بها تنازلات ويحصلون بالمقابل على مكاسب ، ثم يخرجون بمكاسبهم كجزء من النظام والسلطة التي ستأتي .. وعفى الله عما سلف .

هذه ليست جريمة في حق البلد فحسب ، بل وفي حق الشهداء والجرحي الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من اجل منع هؤلاء الإنقلابيين من اختطاف وطنهم وشعبهم .

استسلام الإنقلابيين دون قيد او شرط هو المطلوب ، وبغير ذلك فلتستمر المعركة الى نهايتها المحسومه ، وعلى شعبنا ان يتحمل القليل المتبقي فالكثير قد مضى ، والفجر يوشك ان ينبلج على صباح جديد لا يشبهه اي صباح .

أخبار ذات صله