fbpx
مكيراس .. شغلنا الشاغل !

لا أخفيكم سرا أن قلت لكم أنني لم أذق طعم (النصر) الحقيقي والفرحة الحقيقية منذ أن تحررت لودر ومناطقها من رجس الحوثيون وقوات المخلوع, رغم عودة الحياة تدريجيا لطبيعتها ولسابق عهدها وماضيها, إذ أن النصر لم يكتمل والفرحة لم تتم والسكينة لم تخلد في أجساد البعض إن لم يكن الكل, ولعل الكل يدرك ما يشغلنا ويقض مضاجعنا ويؤرق (جفوننا) ويقلق سكينتنا..

يدرك الكل أن هناك عضوا في الجسد الجنوبي وبالذات (الأبيني) لازال (يئن) ويتوجع ولم تبارحه الآلام والحمى, ولازال الحوثيون وحليفهم (المحروق) يعبثون به ويسيطرون عليه, ولا تزال أقدامهم (القذرة) تدنس تربته الطاهرة وتستتيم بكل شيء فيه, ولم تنفع كل المحاولات المتتالية التي قامت بها المقاومة (الجنوبية) وقوات التحالف في تطهيره من رجس ودنس هذه (الحثالات), مما يجعلنا نعيش في (قلق) دائم وتوتر مستمر..

الكل يعلم أن (مكيراس) بوابة الجنوب الشمالية هي شغلنا الشاغل, والهم الذي يلازمنا ليل نهار, بل والخطر الذي يهدد أبناء (لودر) ومناطقها والجنوب عامة طالما وقوات الحوثي والمخلوع تسيطر عليه وتتحكم به, بل وتدير عملياتها العسكرية منه,وتقصف بعض المناطق في لودر من أعلى جبل ثرة..

لم تكتمل الفرحة ولن تكتمل إلا بتحرير (مكيراس) وسيطرة المقاومة الجنوبية عليه وطرد الحوثيون والمخلوع منه, فمكيراس يعلم الكل أهميته ومكانته وما يمثله للجنوب, والخطر الذي ربما يأتينا منه في حال ظل الحال كما عليه ولم يتحرر من براثن هؤلاء ورجسهم ويعود لحاضنته الحقيقية وأهله الأصليون, ويلحق بركب المدن والمناطق التي تحررت وتطهره تماما من هؤلاء (الأوباش) ومن فكرهم وهمجيتهم وسياستهم الرعناء..

يجب أن يدرك الأخوة في المقاومة الجنوبية وقوات التحالف وإدارة الرئيس هادي أن مسألة بقاء مكيراس في قبضة الحوثيون وتحت سيطرتهم, يعني بقاء الخطر محدقا بشعب الجنوب وأرضه, وبقاء هاجس (التمدد) والعودة لنقطة الصفر ومرحلة الحرب والإقتتال والتدمير قائما, ويهدد الكل أكان تهديدا بريا أو قصف عشوائي من أعلى جبل (ثرة) والذي بدأت فعليا خطواته ومراحله, وبدأ الحوثيون في قصف الأبرياء ورد الأعتبار لهم بعد الخسائر والهزائم التي تلقوها تباعا في مناطق الجنوب..

لابد من أن يكون هناك حسم (عسكري) جاد في مكيراس وأن تقوم قوات التحالف والمقاومة الجنوبية بإعداد خطط بديلة في حال لم تنجح محاولاتها في السيطرة على (ثرة) ومكيراس, قبل أن يقع الفأس في الرأس, فالحوثيين كما يعلم الكل لازالوا يحشدون جحافلهم من شمال الشمال عبر البيضاء ويستقدمون قواتهم وعتادهم وأسلحتهم إلى مكيراس للإبقاء على قواهم وتماسكهم في هذه المدينة التي كانت إلى الأمس القريب تمثل شريان حياة وخط إمداد لهم صوب أبين وعدن قبل تحريرهما..

نحن ننتظر قوات التحالف والمقاومة الجنوبية وإدارة الرئيس هادي الذي تعتبر أبين (مسقط) رأسه ومايخفون في (جعبتهم) ,وماوراء (الأكمة) وعدم (البت) في جبهة مكيراس وتحريرها, وننتظر أن يكون هناك تحرك جاد وفعلي مثلما لمسناه في سابق الأيام في مختلف الجبهات لكي تستكين الأجساد وتطمئن الأرواح ويشعر الناس بالأمن والأمان والسكينة,ننتظر أن يخرج الجميع من (صمتهم) الذي بات يقلقنا بل ويقتلنا وسكوتهم الذي تجاوز الشهرين في تحرير مكيراس وتطهيرها, بدلا من الوقوف موقف المتفرج وإنتظار همجية الحوثي ودمويته أن تأتي على الأبرياء في هذه المناطق وتزهق أرواحهم وتسفك دماؤهم وتدمر مساكنهم, نتمنى أن لايطول إنتظارنا ..