fbpx
بعد تأييد ضربات روسيا.. هل تغامر القاهرة بعلاقتها مع الرياض؟
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – متابعات :

“روسيا تمارس الحب في مصر”؛ هكذا وصفت عدة وسائل إعلام أمريكية وكندية حالة التقارب بين النظامين الروسي والمصري، حيث تشهد العلاقة بين البلدين أوج قوتها، وتؤيد مصر بشكل كامل الضربات الروسية في سوريا وتعتبرها ناجحة.

لم تؤيد القاهرة الضربات التي انطلقت منذ أقل من أسبوع فقط، بل قالت على لسان المتحدث باسم خارجيتها أحمد أبو زيد، إنها تحافظ على تواصلها مع موسكو بشأن الضربات الجوية الروسية في سوريا. في حين يؤكد وزير الخارجية سامح شكري، توافق رؤية النظام المصري مع النظام الروسي تجاه القضية السورية.

وتعتبر موسكو مصر؛ الشريك الاستراتيجي الأنسب في المنطقة، وسط بلدان تعارض جميعها وجود رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي تدعمه روسيا منذ بدء الثورة السورية على كافة الجبهات، كما تعارض أنظمة المنطقة، وخصوصاً الخليجية، نشاط النظام الإيراني الحليف لموسكو.

وبالطبع، لا تعبأ روسيا بالرفض العربي لعملياتها في سوريا، إلا أن علاقات القاهرة مع الدول العربية تبدو أكثر أهمية، خصوصاً لنظام ساهم في قيامه دعم عربي وخليجي واسع، وإسناد ملحوظ، خصوصاً من المملكة العربية السعودية.

وقد احتفت وسائل إعلام البلدين (روسيا ومصر) بمواقف حكومتيهما، حيث انطلقت أصوات الإعلام المصري ورموزه بتأييد العملية توافقاً مع حكومتهم، في حين رحب الإعلام الروسي بأول تأييد عربي صريح.

السعودية وست دول أخرى أصدرت بياناً مشتركاً، الجمعة، عقب إعلان روسيا بدء تنفيذ ضربات جوية في سوريا، طالبت فيه موسكو بـ”التوقف فوراً عن مهاجمة المعارضة السورية والمدنيين، وتركيز غاراتها على تنظيم داعش”.

الرياض قالت على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، إن الضربات الروسية “تصعيد خطير جداً”. وربط المسؤولون في المملكة الضربات الروسية بالتدخلات الإيرانية في سوريا والمنطقة، واعتبروها “ممارسات أثبت التاريخ مأساويتها وأظهر الحاضر إخفاقها”.

نظام الأسد في عين الرياض والقاهرة

تختلف الرياض مع القاهرة في طريقة نظرتها لوجود النظام السوري ورئيسه الأسد، إذ تكرر السعودية تأكيدها أن لا حل في سوريا بوجود الأسد، وقالت على لسان وزير خارجيتها بعد بدء ضربات روسيا بيومين، إنها لا ترى سبيلاً لإنهاء الأزمة إلا بحل سياسي يقوم على إعلان “جنيف1”.

ويضيف الجبير أن الحل يقضي “بتشكيل مجلس انتقالي للحكم، لا مكان فيه لبشار الأسد أو من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري”.

وعلى العكس من ذلك، لا يبدو أن النظام المصري وزعيمه السيسي، يكترث بمقتل 300 ألف سوري منذ بدء الثورة قبل خمس سنوات، ويرى أنه يخشى من أن سقوط نظام الأسد يهدد دول المنطقة ومن بينها إسرائيل.

ويرى السيسي، حسبما نقلت عنه السي إن إن، أن “الجيش السوري سينهار، وقد يقع عتاده العسكري برمته في يد الإرهابيين، وأن ذلك قد لا يهدد سوريا فحسب، بل الأردن ولبنان وحتى إسرائيل”.

مستقبل العلاقة

ووسط مشاركة القاهرة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، يرى مراقبون أن السعودية لن تسكت على الازدواجية المصرية في التعامل مع القضايا المشتركة، حيث يمثل تأييد ضربات روسيا تأييد مصر ضمنياً لإيران وتدخلاتها في سوريا، في حين تحارب مع التحالف الحوثيين المدعومين من طهران في اليمن.

وقد رد الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، على التأييد المصري بالقول إن بلاده “لن تقبل أن تدعم حليفتها الخصم الروسي. ستقاوم السعودية، ستتحرك دبلوماسياً لتشكيل موقف عربي رافض للتدخل الروسي ويؤسس لموقف دولي، ثم تصعّد دعمها المقاومة”.

واعتبر الكاتب والصحفي السعودي طارق الحميد، في مقال له، أن “هناك إشكالية حقيقية إن كانت مصر تصدق أن الروس جادون في محاربة الإرهاب”، مشيراً إلى أن “التصريحات المصرية تظهر تعاوناً، حتى لا أقول تعاطفاً، مع المجرم بشار”.

وأضاف أن القاهرة “لا ترى أن جرائم بشار كانت السبب فيما وصلت إليه سوريا، والأسد هو الراعي الرسمي للإرهاب وسبب ظهور داعش”، معتبراً أن “هناك خللاً كبيراً في فهم الأزمة المصرية”.

 

  • قتادة الطائي – الخليج أونلاين

 

أخبار ذات صله