fbpx
جبل السوداء في الضالع.. همجية احتلال ..وارادة شعب – د. عبده الدباني
شارك الخبر

في مستهل هذا الشهر قامت الهيئة الاكاديمية الجنوبية بزيارة ميدانية الى مدينة الصمود ( الضالع ) بعد عاصفة التحرير التي شهدتها مؤخرا
زرنا عددا من المواقع التي شهدت تلك العاصفة يصحبنا بعض قادة المقاومة والمحافظة ورجالهما الافذاذ وقد راينا عجبا وسمعنا عجبا وكنا وجها لوجه امام ناريخ اسطوري لم يوثق بعد
تشعر بقوة وانت في الضالع ان الجنوب لن ينكسر وان المنكسر والمهزوم هو المحتل الغازي
قد عزمت أن اكتب عن تلك الرحلة الى الضالع الحبيبة ضالع الصمود والكرم والعطاء والتواضع والزهد والصفاء والارادة الفولاذية اكثر من حلقة ومقالة متذ خروجنا من عدن حتى عودتنا اليها اذا المولى تعالى مد في عمرنا ورزقنا العافية
لكنني في هذه الوقفة ساتناول مشهدا واحدا أي موقعا واحدا من جملة المواقع التي زرناها مع اننا لم نزر كل المواقع لكثرتها ولضيق الوقت
هذا الموقع هو موقع السوداء كما يسمونه والسوداء جيل يقع في قمته معسكر استحدثه الاحتلال بعد اجتياح الجتوب في 1994م لقد استحدث الاحتلال معسكرات ما انزل بها العرف العسكري من سلطان حتى الجيوش الغازية، لقد زرع خناجره المسمومة في كل مفاصل المدينة حتى يسبب لها شللا واعاقة مستديمة، لكن الضالع هذه المرة نزعت من جسدها تلك الخناجر وسددتها في جسد المحتل الغازي بكل اعجوبة وبما يشبه المعجزة وقصص الملاحم الخيالية.
من موقع العرشي انطلقنا شمالا نحو موقع السوداء بصحبة القائد سيف السكرة (بتشديد الكاف) الذي كان حقا سكرة هذه الزيارة وهو يتحدث بحماس عما جرى من احداث ويشير بيده الى ذلك الجبل او تلك التلة وهو يسوق السيارة
صعدنا الى قمة الجبل رغم وعورة الطريق
هنالك شاهدنا معسكرا متهاويا قد استوى بالارض من قصف الطيران
العادة ان الجيش الشمالي لا يبني معسكرات وبراقات لتكون ثكنات للجند عكس ما هو موجود في الجنوب
ولكن تجدهم يشيدون (دشما) ضيقة جدا فيحتشرون داخلها تشبه الجحور والكهوف
واذا ما نزلوا معسكرا يقومون بتشليحه ونهبه ويبنون خارجه دشما لهم
من قمة جبل السوداء التي تشبه عنق الجمل في طولها وضيق قطرها ترى الضالع كلها مدينة وقرى، لقد تداخلت القرى وتواصلت مع بعضها ومع المدينة بما يوحي ان مستقبلها سيشكل مدينة واسعة واحدة مترامية وجميلة تتخللها الجبال والتلال ويطل عليها جبل جحاف الشاهق كانه يحرسها…اي مدينة سباحية صيفية بامتياز
من هناك كنت اسال عن موقع قرية كذا وقرية كذا فاشاروا لي الى الوعرة وذي حران والرباط والعشري والجليلة والغول
وغيرها
موقع جبل السوداء ظل متربصا بالاهالي خلال مدة الاحتلال المتخلف للمنطقة لاسيما في عهد ضبعان عميل الشيطان
من هناك كانوا يستهدفون كل حركة وكل كائن متحرك وكل ضوء ليلا
لقد وجدنا خراتيش مدفع 23 تخرج من فوق الجبل فتسيل سيلا على جانبي الجبل
لقد سال بها الجبل وسالت به كانما هناك مصنع لهذه الخراتيش
لقد تحملت الضالع ما تحلمت وهي على شجاعتها وصمودها كانت تتميز بالحلم والصبر وتقاوم بطرق شتى حتى اتى نصر الله فضربت ضربتها القاضية وتحررت
سقط جبل السوداء بيد المقاومة بعد ان سفطت عدة مواقع في الجرباء وغيرها في ليلة واحدة بخطة عبقرية ناجحة جرى فيها اقتحام تلك المواقع وتحريرها فقتل هنالك الغازون واسروا وهرب منهم من هرب نحو سناح
وتنفست الضالع الصعداء بعد ان انتزعت من جسدها الطاهر خناجر الغدر والحقد والاعاقة
اجل بعد يومين من تلك العملية المحكمة سقطت( الربدة) و ( السوداء)بيد المقاومة
من خلال المواجهة والاقتحام
قاتل الناس هناك باسلحتهم الشخصية القليلة وبدعم الخيرين من ابناء الجنوب
وحين انتهت المعركة وانتصروا توفر السلاح بكل انواعه بعد ان ورثوا السلاح الذي ظل يقتلهم ويقلق حياتهم
انتصرت الارادة على الجبروت والقوة ومع هذا نوصي ابناء الضالع وابناء الجنوب كلها
أن يحافظوا على أسلحتهم وسلاح المقاومة لأن شياطين الاحتلال سبفتحون اسواق النخاسة والخساسة ويوسوسون للناس ليبيعوا اسلحتهم باسعار باهضة
ولكن لهذا امر ما بعده والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين
لم يستأثر ابناء الضالع بالنصر ولم يقاتلوا من اجل انفسهم ولكنهم فعلوا ما فعلوا من اجل وطن كبير اسمه( الجنوب)
وتجدهم يشيدون بمن شاركهم من ابناء الجنوب في تلك المعارك والايام القاسية
خاصة من يافع وحالمين وردفان وغيرها
وبكل من نصرهم وناصرهم وازرهم.
والى حلقة قادمة

د، عبده يحيى الدباني
الناطق الرسمي للهيئة الأكاديمية الجنوبية

أخبار ذات صله