fbpx
اصابع عفاش في هجمات عدن – غازي المفلحي
شارك الخبر
اصابع عفاش في هجمات عدن – غازي المفلحي

 

ثلاثة عقود ونيف قضاها عفاش في السلطة ،  لم يكرسها في العمل على رفعة بلده وشعبه والإرتقاء بهما اقتصاديا وعلميا وصحيا كما هو حال قادة العالم ، بل كرسها في نهب الشعب ، وضمان بقاء السلطة في يده ، وحياكة المؤامرات والدسائس ضد كل من يعتقد انهم يهددون نظامه اومشروع التوريث الذي جعله محور اهتمامه الكامل في سنوات حكمه الأخيره .

عفاش رجل شرير بطبعه ، وهو لا يجيد شيئا كما يجيد اعمال الشر ، ولإشباع غريزة الشر في نفسه فقد عمد منذ ايامه الأولى الى تكوين خلايا تتبعه وتأتمر بأمره خارج النظام والقانون ، وظيفتها العمل بصورة سرية في تأدية الأعمال القذرة ضد معارضين او خصوم لا سبيل للقضاء على خطرهم – من وجهة نظره –  الا بالقضاء عليهم ، ولذلك سمعنا عن اغتيال سلفه الرئيس الغشمي في تفجير بدار الرئاسة ولم تعلن اي نتائج ، واغتيل رئيس مخابراته محمد خميس في طريق عام ولم تنشر اي ايضاحات ، وقتل وزير الداخلية السابق يحي المتوكل وبقي الأمر لغزاً ، وتوفي محمد علي هيثم القائد الجنوبي الشهير وعضو اللجنة العامة في حزب المؤتمر في ظروف غامضه ولا تزال على غموضها حتى الآن ، وقتل قادة الجيش المشهورين في حادث تحطم طائرة هيلوكبتر ودفن الموضوع دون صدور اي تقرير عن الحادث ، ونشطت خلايا الإغتيالات في اوائل التسعينات التي طالت عملياتها مئات من المناؤين والمعارضين ولم يتم الكشف عن واحده – مجرد واحده – من هذه الجرائم .

في السنوات الأخيرة تطور اداء عفاش الإجرامي الى تكوين خلايا ترفع  شعارات ورايات التطرف القاعدي او الداعشي ، وقد برع في استخدام هذه الخلايا لأغراض الإرتزاق والإبتزاز وخلط الأوراق وتنفيذ اجندته التخريبيه ، كما قام بإختراق تنظيمات ارهابية حقيقية عن طريق عناصر من هذه التنظيمات وقعوا في قبضة اجهزته الأمنيه ، وتم تحويلهم بوسائل الترهيب اوالترغيب للعمل لصالحه ، وقد اصبح اليوم يدير ويتحكم في هذه التنظيمات من خلال هذه العناصر.

ما حدث اليوم في عدن نفذته خلايا تتبع عفاش من هذه المجاميع التي ظل يشكلها ويبنيها او يتعامل معها بسرية لسنوات  ، اما كيف نكون متيقنين الى هذه الدرجه ؟ فلأن محاولة معرفة المستفيد من مثل هذه العمليات لا يقودنا الى اي طرف آخر غير عفاش وحليفه الحوثي  .

التنظيات الإرهابية نفسها ليس لها مصلحة  من تنفيذ هكذا عمليات ،  لأن خروج الحكومة من عدن او خروج قوات التحالف العربي منها – وهو كما يبدو الهدف التي ارادت هذه العمليات ان تدفع اليه  – لا يرشح اي بديل آخر لملىء الفراغ الذي سيحدث غير عفاش وحليفه الحوثي  ، فاذا كان عفاش والحوثي عدو هذه التنظيمات كما يزعمون ويزعم عفاش ، فان الأمر بالنسبة لهم ليس اكثر من استبدال عدو بعدو آخر لا يقل ضراوة وشراسة عن سابقه ، وهذا تفكير وفعل عبثي  .

عفاش وراء ما يحدث ، وما لم يتم تقليم اظافره وتجريده تماما من كل وسائل التخريب والتدمير التي يمتلكها ، او ان يقبض عليه ويسلم الى محكمة الجنايات الدولية ، فسوف تستمر اصابعة العابثه في نشرالفوضى والخراب والدمار في كل مكان يمكن ان تصل اليه .

أخبار ذات صله