fbpx
رويترز : التحالف العربي ينتزع جزيرة بريم بباب المندب من الحوثيين ويحرم ايران من موطئ قدم هام
شارك الخبر

يافع نيوز –  رويترز – محمد مخشف

ربما تكون جزيرة بريم التي تعرف بالعربية باسم ميون رقعة صغيرة من الصخور البركانية عند مدخل البحر الأحمر لكن انتزاع قوات التحالف العربي السيطرة عليها من المقاتلين الحوثيين مثل انتصارا لقي ترحيبا من الحكومة اليمنية وحلفائها.

وانقضت قوات التحالف من الجو والبحر الأسبوع الماضي لاستعادة ميون الموجودة في واحد من أهم ممرات الشحن البحري على مستوى العالم.

وحرم هذا التحرك الناجح ايران الحليفة الرئيسية للحوثيين من موطئ قدم رمزي في ممرات شحن تجارية بينما تتنافس الدول الخليجية بقيادة السعودية وطهران على النفوذ في العالم العربي.

وقال رامي فهمي ميوني وهو زعيم قبلي من السكان الأصليين للجزيرة وقائد مقاتلي الفصائل المسلحة بها للصحفيين الذين نقلتهم القوات الإماراتية بالطائرة الى ميون للقيام بجولة “قوات التحالف وقوات المقاومة من ابناء الجزيرة أمنتها الآن بالكامل.”

تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن في عام 2013 كان يمر اكثر من 3.4 مليون برميل نفط يوميا عبر مضيق باب المندب البالغ طوله 20 كيلومترا ويربط البحر الأحمر بخليج عدن وهو سبب قوي وراء تعهد مصر والإمارات بالدفاع عن أمن الملاحة هناك حين استولى عليه الحوثيون في مارس آذار.

ويبدو أن الأطراف المتحاربة استوعبت الرسالة ومازالت ناقلات النفط وسفن الشحن تتحرك به دون أن يزعجها القتال البري الذي يدور على الساحل الغربي لليمن.

تبدو المباني المطلية باللون الأبيض وترجع على عهد الاستعمار البريطاني بالجزيرة مثل موقع تصوير سينمائي مهجور تحت حرارة الشمس الحارقة وقد شهدت اكثر من حدث تاريخي كبير في القرن الماضي.

حين ربط البحر الأحمر الموانئ البريطانية بثروات الهند عن طريق قناة السويس كانت منارتها تراقب البر الرئيسي اليمني تحسبا لغارات الإمبراطورية العثمانية التركية الى أن انهارت بعد الحرب العالمية الأولى.

حين استقل اليمن الجنوبي عن بريطانيا وأصبح دولة تابعة للمعسكر السوفيتي رحلت السلطات معظم سكان ميون الذين كان عددهم يبلغ 4500 لتحويلها الى قاعدة عسكرية لتكون موقعا عسكريا متوسطا للاشتراكية بين افريقيا وشبه الجزيرة العربية.

صيادو القروش

لكن بعض ابناء هؤلاء من صيادي اسماك القرش والجمبري (القريدس) عادوا ومعهم بنادق الكلاشنيكوف بصحبة القوات العربية المزودة بأحدث التقنيات “لتحرير” الجزيرة التي خلبت قيمتها الاستراتيجية ألباب القوى الخارجية اكثر من سكانها.

وقال ميوني الزعيم المحلي “مازالت عودة الحياة الى طبيعتها تواجه عقبات ضخمة.”

وأضاف “زرع الحوثيون عشرات الألغام لمنعنا من استعادتها. كانت المعركة عنيفة واستغرقت عدة ساعات لكن محطة الكهرباء دمرت ولا يمكن ضخ المياه.”

ووقف مسلح يمني يرتدي الزي التقليدي ويحمل علم الإمارات خلفه بينما استعدت القوات العربية للإقلاع من الجزيرة في طائرة هليكوبتر من طراز بلاكهوك.

وفيما اشتد القتال في اليمن وقتلت الحرب اكثر من 5400 شخص انتشر الجوع والمرض في البلد الفقير.

وندد الحوثيون بالتحالف لارتكابه ما وصفوها بجرائم حرب ويقولون إن سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر ايلول وتوسعهم في أجزاء مختلفة من البلاد جزء من ثورة على الحكومة اليمنية الفاسدة.

وفي مقابلة مع قناة الميادين التلفزيونية الموالية لإيران ندد محمد الحوثي بالقوات العربية ووصفها “بالغزاة” وبأنها “شر مستطير”.

وأشاد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بالسيطرة على مضيق باب المندب باعتباره انتصارا كبيرا للتحالف.

وقال في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة إنه يعتبر سيطرة التحالف وقوات المقاومة الشعبية على مضيق باب المندب بالكامل وهزيمة الحوثيين بداية النهاية للحوثيين ومن يدعمونهم.

وفي حين سقطت أجزاء من جنوب ووسط البلاد في قبضة التحالف العربي وحلفائه من المقاتلين المحليين في وقت سابق هذا الصيف فإن المواجهة الإقليمية التي تذكي الحرب في اليمن لا تظهر أي بوادر على التحسن.

وقال المحلل اليمني فارع المسلمي إنه كان هناك دوما حديث عن تعرض مضيق باب المندب للخطر وأن الصواريخ ستهدد التجارة هناك ذات يوم لكنها منطقة نائية وكانت مكانا ليس به سوى عدد قليل من الجنود المرهقين والشاحنات التي تهرب المشروبات الكحولية.

وأقر بأن التحرك العسكري مهم لكن الأمر يبدو وكأن مقتل المدنيين يوميا منسي وسط كل هذه الإعلانات عن الانتصارات الكبيرة.

 

أخبار ذات صله