fbpx
هل يمكن ان تندلع حربا اقليمية او عالمية منطلقها الجنوب ومحورها عدن واحداث المنطقة العربية …؟

من غير المستبعد ان تتطور الامور وتتوسع الفجوة لتصل الحرب اليمنية الشمالية العدوانية على الجنوب الى حربا اقليمية او ربما حربا عالمية ثالثة .. وخاصة مع اشتداد الخلاف القطبي بين روسيا  وامريكا وتدخلات روسيا في سوريا والمنطقة العربية.. كرد روسي على قيام التحالف العربي بقيادة الخليج بمنع الحوثيين وصالح الموالين لإيران من السيطرة على عدن والجنوب وباب المندب..  اذا كيف اذا يمكن ان تحدث الحرب وتتوسع..؟.. إذا ما قمنا بقراءة سريعة للأحداث ..

 
(حرب في اليمن شمال وجنوب، حرب على حدود السعودية،حرب في سوريا، حرب في العراق، حرب في ليبيا، فشل سياسي في لبنان، حرب في سيناء مصر، استمرار فشل الامم المتحدة في فلسطين، حرب في اوكرانيا، خلافات داخل مجلس الامن، وتصادم قطبي الصراع العالمي امريكا روسيا اللذين يعودان حاليا بالصراع الى اوجه بعد عشرات السنوات من الحرب الباردة والصراع ضمن اصطفاف التحالفات بين القطبين) وبين كل ذلك تفاصيل وتطورات وصراعات مصالح واقتصاد ونفوذ بلغت درجة عالية من الحدة .
في منطقة شبة الجزيرة العربية الحروب مستمرة منذ سنوات، وواحدة منها، بل واخطرها حرب اليمن الشمال والخليج التي نستطيع ان نقول عن7ا انها (حرب الخليج الثالثة).

 
وما لم يكن ما يجري باليمن شمالا وجنوبا هي جزءا من حرب اقليمية قابلة للتوسع.. فماذا يمكننا ان نسمي كل هذا التداخل والتدخل المباشر والغير مباشر في هذه الحرب الذي ارادها الشمال ضد الجنوب من اجل خاطر عيون ايران ومشاريعها في المنطقة العربية وفي نفس الوقت من اجل الحفاظ على الوحدة اليمنية الفاشلة والساقطة والتي تحولت الى خطر يهدد امن المنطقة العربي والمصالح الاقتصادية العالمية على المدى القريب والبعيد .

 
ان الامور اليوم تتطور بشكل سريع جدا ليس في اليمن والجنوب بل في دول المنطقة العربي ومحيطها، وتتوالى الاحداث وتتوسع هوة الخلاف بين الاطراف الاقليمية كلما اقتربت الامور من بداية التفاهم والحل السياسي. فضلا عن الخلاف العميق والجذري بين اطراف الحرب في اليمن شمالا وجنوبا .

 
لكن بالعودة الى عنوان المقال.. يمكننا هنا ان نضع بعض النقاط التي تدل على ان الحرب في اليمن حربا اقليمية مباشرة بعد ان كانت خربا اقليمية بالوكالة متداخلة مع جذور خلافات يمنية جنوبية، وقد تتطور لتصل الى حرب عالمية او اقل منها نوعا ما وذلك للاسباب التالية :

 
_ ان الحرب في اليمن والجنوب لم تكن حربا اهلية مثلما تم تصنيف حرب 94 قانونيا التي احتل بها الشمال الجنوب. وحتى ان كان التدخل العربي على اساس قانوني هو الدفاع عن الشرعية الا ان الامر تحول الى حرب دولية بتدخل التحالف العربي حرب ( الخليج الثالثة) .

 
– ان التحالف العربي وجد نفسه مجبرا على خوض هذه الحرب وخاصة بعد اقتراب خطر ايران وروسيا من باب المندب وعدن والذي يهدد امن واستقرار دول الخليج ومصر ومصالح العالم، ولهذا فالتحالف العربي مستعد للاستمرار بالحرب الى ابعد مدى ونقطة خاصة بعد تخاذل الحليف الامريكي عنه وظهوره بمواقف غامضة تجاه خطر كبير يتهدد امن حلفاء امريكا في المنطقة .

 
-ان منطقة باب المندب والجنوب منطقة صراع اقليمي وعالمي منذ زمن، ولا يستبعد نتيجة التطورات الاخيرة ان تكون هناك معركة اقليمية ودولية من اجل السيطرة عليه بعد تغير خارطة التحالفات في المنطقة.

 
– ان الخلاف الروسي الامريكي الدبلوماسي والسياسي وتضارب المشاريع والخلاف السعودي الخليجي الايراني يلقي مباشرة بالثقل على الحرب اليمنية الجنوبية او بالاحرى ( الحرب الخليجية والجنوبية كطرف واليمنية الشمالية الايرانية كطرف اخر ) وهذا الخلاف والحرب الاقليمي في المنطقة ينعكس على الواقع الميداني للحرب ومتعلقاته .

 
– ان تطورات الحرب في اليمن الشمالي والوضع في الجنوب بعد تحريره لا يزال في طور الخطر ما لم يكن هناك جدية من قبل التحالف في استقرار الاوضاع لتأمين نصر الجنوب ومن ثم العمل لتحقيق النصر في الشمال .

 
– في الوقت الذي تخسر فيه روسيا وايران النفوذ باليمن شمالا بعد ان خسرته جنوبا، فعي تتجه بقوة لتعزيز نفوذها العسكري في سوريا وهذا يزيد امر سوريا تعقيدا ويلقي بظلاله على مناطق خلاف اخرى وقد تبرز نقاط خلافات جديدة في مناطق عربية جديدة في اطار ما يشبه التقاسم للدول العربية ما لم يحافظ العرب على كياناتهم ودولهم ويعتمدوا على التحالف العربي المشترك لصد التمدد الروسي والامريكي معا .

– ربما ان ظهور قطر الخليجية بموقف يتغزل بايران هو بداية تحولات في مواقف تريد شق صفوف التحالف العربي، رغم انه معروف عن قطر وعمان وغيرها انها دولا تختلف مع السعودية التي هي اساس التحالف العربي .

 
– ان الحرب الاقليمية قائمة منذ سنوات في عدد من الدول العربية وربما تتفجر في دول اخرى وتتوسع لتشمل دول غير عربية في حال اي تضرر لدول الخليج لما تحتويه من مصالح نفطية واقتصادية ضخمة تؤثر على دول العالم العظمى .

ختاما فان هناك اسباب ومؤشرات اعمق بكثير مما ذكر هنا.. وفي ظل تسارع الاحداث والمواقف فان التطورات تشير الى ان الخلافات تتوسع عالميا واقليميا وان الامور قد تأخذ بعدا اوسع مما يتخيله الكثيرين.