fbpx
تحالف دعم الشرعية يهزم مطامع إيران
شارك الخبر
تحالف دعم الشرعية يهزم مطامع إيران

يافع نيوز – جريدة البيان

انهارت أحلام مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالسيطرة على اليمن وانهار معها حلم إيران الكبير بتوسيع نفوذها في الجزيرة العربية والسيطرة على أحد أهم الممرات المائية في العالم.

الحلم الإيراني للسيطرة على اليمن ومن ثم التوسع باتجاه الخليج بدأ مبكراً من خلال دعم جماعة دينية مسلحة في العام 1992 وذلك بتأسيس حركة سمت نفسها بـ«الشباب المؤمن» حيث وفرت لها الدعم بالمال والسلاح والتدريب والتأهيل.

وبدأت جماعة «الشباب المؤمن» باستقطاب الشباب مستغلة ما تقول عنه مظلومية مذهبية مزعومة، إضافة إلى استغلال الجهل وظروف الناس المادية الصعبة في صعدة، وتجاوب معها عدد كبير من الشباب لتبدأ الحركة بالتوسع والتمدد في صعدة وتدخل في ست حروب مع الدولة بهدف فرض أمر واقع والاعتراف بها سياسياً.

التوسع الخارجي

فشلت جماعة الحوثي في التوسع خارج صعدة خلال ست حروب خاضتها ضد الدولة ووجدت الفرصة في ثورة الربيع العربي التي اندلعت في عام 2012 في بعض الدول العربية بينها اليمن وذلك للتوغل في أوساط الشباب في العاصمة اليمنية صنعاء تحت ذريعة المطالبة بتغيير نظام علي عبدالله صالح، ودفعت بالعديد من شبابها وقياداتها بالتوجه من صعدة الى صنعاء.

وبعد أن أطاحت ثورة الشباب بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وكادت اليمن تدخل في حرب أهلية تدخلت دول الخليج وطرحت مبادرة اطلق عليها «المبادرة الخليجية» وهدفها ترتيب البيت اليمني من خلال حوار شامل يضم كافة الأطياف اليمنية حتى تجتاز اليمن مرحلة ما بعد علي عبدالله صالح.

لكن مليشيات الحوثي ولأنها تسير وفق مخطط كبير يستهدف أمن اليمن والأمة العربية، لم تحترم هذا الحوار رغم مشاركتها فيه وحصولها على نصيب الأسد في التمثيل، وظلت تتوسع خارج صعدة وتزيد من نفوذها وقوتها بفضل الدعم الإيراني الكبير الذي تدفق في تلك الفترة بسبب ضعف أجهزة الدولة ورقابتها.

مرحلة الانتقام

استغلت جماعة الحوثي رغبة الرئيس المخلوع في الانتقام من خصومه لتدخل معه في تحالف عسكري يهدف الى الانقلاب على السلطة الشرعية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني، وهو ما تم فعلاً حيث وضع الرئيس المخلوع صالح كل امكانيات الجيش اليمني التي كانت تحت سيطرته ولا سيما وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تحت إمرة مليشيات الحوثي لتقتحم صنعاء في 21 سبتمبر من العام الماضي وتسيطر عليها خلال ساعات في موقف اذهل العالم كله.

لم تكتفِ الميليشيات باحتلال صنعاء، بل نفذت انقلاباً على الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية وقامت بحصاره وفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى حكومته.

سقوط الأقنعة

بعد سيطرة مليشيات الحوثي وصالح على العاصمة اليمنية صنعاء قال مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي إن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبيناً أن ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية.

وبالتزامن مع هذه التصريحات أعلنت جماعة الحوثي أن مطارات اليمن وموانئها مفتوحة للإيرانيين، وقام مسؤولون في الحركة الحوثية بزيارة ايران كوفد رسمي يمني وتوقيع بعض الاتفاقيات التجارية والعسكرية المضرة بالأمن القومي العربي، كما بدأت ايران بنقل كافة انواع الأسلحة الى اليمن عبر المطارات والموانىء اليمنية التي أصبحت تحت سيطرة الحوثيين.

غرور ما قبل السقوط

تمكنت مليشيات الحوثي وصالح من السلطة في اليمن دفعها إلى تحدي كافة القوى السياسية اليمنية المعارضة لها، ولم يقتصر على ذلك بل قامت باعتقال قيادات الاحزاب المعارضة وتفجير منازل الخصوم والتوسع في شمال اليمن مستخدمة امكانيات الحرس الجمهوري وإرهاب الخصوم.

وكرسالة تحدٍّ لدول المنطقة أقامت ميليشيات الحوثي مناورات عسكرية مع الحدود السعودية وجربت فيها أسلحة إيرانية متطورة حصلت عليها مؤخراً، في تحدٍ واضح لكل الاتفاقيات المبرمة بين اليمن والسعودية.

كما حاولت ميليشيات الحوثي السيطرة على الجنوب وجوبهت بمقاومة كبيرة.

الطموح الإيراني

وبالتزامن مع الغرور الحوثي وتوسعه جنوباً مستغلاً قوات النخبة من الحرس الجمهوري، قررت دول التحالف العربي وضع حد لهذا التوسع وهذا الغرور وبدأت بتنفيذ غارات جوية عنيفة تحت اسم «عاصفة الحزم» ساهمت بشكل كبير في ردع مليشيات الحوثي وصمود المقاومة على الأرض ليبدأ الحوثي في شهر أغسطس من العام الجاري رحلة التقهقر والعودة إلى كهوف مران، حيث تم تطهير المحافظات الجنوبية من عناصر المليشيات.

أسوأ عام

يقول الإعلامي اليمني سمير النمري ان عام 2015 أسوأ عام في تاريخ اليمن الحديث، حيث دمرت الميليشيات الحوثية وقوات صالح كل شيء في البلد وقتلوا اكثر من عشرة آلاف يمني. وأضاف إن أوصال اليمنيين تتقطع نتيجة ذلك وشهد أكبر عدد في اللجوء والنزوح ويمكن القول إن تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية جاء في الوقت المناسب لإنقاذ اليمن قبل أن تتحول إلى مستنقع إيراني دموي.

تحدي

قالت عضو مؤتمر الحوار اليمني نادية عبدالله إن اليمن يمر في وضع سيئ جدا وما زالت معظم مؤسسات الدولة في قبضة ميليشيات الحوثي وصالح.

وأضافت ان هذه المعركة التي يمر بها اليمن هي استمرار لثورة 26 سبتمبر ضد الامامية والعنصرية السلالية، وهي معركة مؤجلة منذ عام 2011 الثورة التي خرج بها الشباب بشكل سلمي ولكن للأسف مع ترسانة علي صالح العسكرية الهائلة فكان لابد من معركة حاسمة مع صالح وحرسه الخاص.

 

أخبار ذات صله