fbpx
الجنوب على مفترق طرق !!!

تحدثنا كثيرا حول عدم فاعلية الطرق التي يتم التعاطي بها مع المقاومة الجنوبية  ، وحذرنا من تكرار تجربة المخلوع صالح وفشلها الذريع مع الحراك الجنوبي السلمي.
ولكن للأسف مضت السلطة الشرعية على نفس خطى المخلوع وبدأت بتمزيق المقاومة الجنوبية وفتحت اذرعتها لكل من ضل الطريق وجاءها متحدثا باسم المقاومة الجنوبية ..!!

اليوم نحن في بداية موسم جني المحصول المر لكل ما حدث ويحدث ،فهيجان الشارع الجنوبي منطلق من شعور أبناء الجنوب ان هناك مؤامرة تحاك على مقاومتهم التي تأتي امتدادا لحراكهم السلمي الجنوبي التي دفعوا فيها الغالي والنفيس وقدموا على مذبح الحرية آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين ..!!

كنا نأمل من الرئيس عبدربه منصور أن يتصرف كقائد للجنوب واب لأبناءه وان لايتعاطى مع كل من هب ودب وكنا نأمل أن يصرخ في وجوه المجموعات التي لاتتجاوز تأثيراتها حيطان منازلها بأن عليها أن تعود وتجلس إلى بقية قوى المقاومة الجنوبية وان لاتاتوني إلا موحدين أو على الأقل متفقين على ممثليكم ولكن السيد هادي غلب المصلحة وخاض في صراع الاستقطاب السياسي وفتح( الاسطبل ) التابع له وادخل فيه كل من قرع على باب مقر إقامته المؤقت ولم يفكر كثيرا في مصلحة الجنوب ولا قضيته ولا أهله !!

نحن تحدثنا وأبناء الجنوب لايمانعون في التعاطي مع شرعية هأدي ولكن بطرق متفق عليها ووفق رؤى واتفاقيات تظمن حق المقاومة الجنوبية  في الاستقلالية التي لاتتعارض مع  الانخراط في الحياة السياسية والمشاركة في البناء وتتجاوز أطروحات البعض الذين يرون ضرورة دمج المقاومة الجنوبية على طريقة الدمج القسري أو الدمج الآعمى الوحدوي  في جيش حتى عبدربه ذاته لايظمن ولاءه له وشريطة أن تكون هناك اتفاقات واضحة وبموجب ضمانات إقليمية ودولية ليست بالضرورة أن تكون معلنة تضع القضية الجنوبية ومطالب أبناء الجنوب بشأنها في أول سلم أولويات التحالف العربي وشرعية هادي ..!!

أما أن تتم العملية وفق مايدور حاليا من محاولة تمزيق المقاومة باستخدام بعض المنبطحين  والساعين إلى الجاه والمادة والعلو  بغير الحق فهذه الطرق قد جربها صالح واوصلته إلى المشواة التي خرج منها نصف ادمي محروق !!!

إن السيد عبدربه منصور ونائبه بحاح مطالبون بالاستفادة من تجربة صالح الفاشلة في جانب تعاطيه مع الثورة الجنوبية وأنه من المؤلم أن يكرروا ماقد مر أمام أعينهم فالمرحلة بالأمس كانت لها ظروفها التي أبقت الأمور في نصابها أما اليوم فالتغيرات التي حدثت تؤكد أن السير في هذا الطريق لن يولد إلا صدام جنوبي نتمنى أن لاتقودنا الشرعية إليه ونتمنى أن تستثمر الشرعية هذه الفرصة التي منحت لها لخلق واقع يمهد لقيام مؤسسات دولة الجنوب في امس الحاجة إليها اليوم لا أن تمضي في معركة الاستقطاب لانها لن تظفر إلا بمن سبخذلونها في أول منعطف كما خذلوا  المخلوع صالح من استقطبهم في المرحلة السابقة !!!

عبدالكريم سالم السعدي
عدن