fbpx
تحالف يُعيد الأمل لأمة

ياسر اليافعي

لازلت أتذكر صبيحة يوم 25 مارس عندما أخبرني صديقي ان مليشيات الحوثي وصالح قادمة بإتجاه عدن، بعد سيطرتها على قاعدة العند وأسرها لوزير الدفاع الصبيحي ومرافقيه  ..

لم يكن هذا خبر عادي بالنسبة لي بل كان صدمة قوية جعلتني افقد تركيزي وصوابي، وأتذكر 20 عاماً من هيمنة جيش علي عبدالله صالح على الجنوب ستُضاف اليها سنوات أخرى من هيمنة مليشيات قادمة من جبال شمال الشمال الى عاصمة الحب والسلام عدن .

وقفت مع نفسي يومها وأنا اتخيل مليشيات الحوثي وهي تنصب النقاط  بعناصرها القادمين من جبال مران وتنتشرهم في شوارع عدن و ترفع شعار الصرخة وتقوم بتفتيش ابناء عدن وإذلالهم، شعرت بحجم القهر والألم والموت القادم الى عدن .

تخيلت ان عدن ستخرج من محيطها العربي وستخضع للوصاية الإيرانية، وتخيلت كيف ان الجماعات المتشددة ستجد في هذه المليشيات عذراً لتتوسع في الجنوب وتكسب تعاطف كبير من قبل الأهالي بحجة دفاعهم عن السنة، وهنا برز السيناريو العراقي والليبي في مخيلتي وشعرت بالرعب الشديد من القادم .

وصلت الى مرحلة اليأس والإحباط خصوصاً بعد مداخلة لي مع قناة العربية الحدث في نفس الليلة ولم اجد ما اقول لهم غير دعواتي ان الله يحفظ أهل عدن ..

قررت اغلاق التلفزيون والكمبيوتر والتوقف بشكل كامل عن متابعة الأخبار، جلست مع أولادي وزوجتي بعد فترة انقطاع بسبب انشغالي في تغطية الاحداث المتسارعة في تلك الفترة، شاهدوا الحزن في عيوني وملامح وجهي بكت زوجتي وخاف أطفالي وبتنا جميعاً ننتظر القادم المجهول .

حاولت أخلد الى النوم لعلي أنسى التفكير بالقادم، وانتظرت النوم ولم يأتي، وظل القهر والحزن والخوف من القادم  يسيطر عليا بشكل كامل، وفي ظل كل هذا التفكير المخيف من القادم رن جوالي في وقت متأخر بإتصال من احد الزملاء، لم ابالي بالمكالمة وقررت عدم الرد، عاود زميلي الاتصال مرة أخرى فقررت الرد عليه، وقال لي بصوت تملؤه الفرحة  ياسر قوم افتح التلفزيون، قلت يا اخي مش وقت التلفزيون خلاص انتهى كل شي، قال لا لا الخليج يتدخل ويقصف صنعاء، لم اتمالك نفسي من شدة الفرحة هرعت مسرعاً وفتحت قناة العربية وشاهدت الانفجارات تضرب مواقع المليشيات في صنعاء شعرت وقتها بأن الحياة عادت الي مجدداً خصوصاً بعد ظهور العميد العسيري وتحدثه عن عاصفة الحزم وقرار التحالف إعادة الشرعية.

تغير حالي من حال الى حال ذهبت على الفور اصحي أولادي واقول لهم بشراكم النصر جاء والمدد قادم .

لم أكمل نومي ولكن رجعت أفتح الكمبيوتر وأغرد وانشر المنشورات التي ترفع معنويات أهل عدن، ونتبادل التهاني مع الاصدقاء ونفكر في كيف التصدي للمليشيات ومساندة التحالف ..

وفي الصباح وأثناء تجولي في الشوارع رأيت الفرحة تعم أبناء عدن، الكل يتحدث عن تدخل التحالف الكل يتحدث عن ضرورة مقاومة المليشيات، الكل تبدل حالة من يأس وخوف الى قوة وأمل بالنصر .

ويوماً بعد يوم خلال فترة الحرب كانت ثقتي تزيد وتكبر بأن النصر حليفنا، خصوصاً مع الدعم ألا محدود من قبل التحالف للمقاومة وجدية التحالف في التدخل وإصراره على تطهير اليمن من عناصر المليشيات، وهذا كان عامل مهم في صمود المقاومة وارتفاع معنوياتها واحتضان الشعب لها.

مشاهدتي لطلائع قوات التحالف في عدن وإرسال جنودها البواسل لمساندة للمقاومة ودعمها بالسلاح الخفيف والثقيل، جعلني ادرك تماماً حد الجزم ان النصر قادم والمسألة مسألة وقت، وهم ما تم فعلاً .

لقد حول التحالف العربي الأقوال الى أفعال على ارض الواقع بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها دفاعاً عن الحق واحقاقاً له، فعاصفة  الحزم  عصفت بالمليشيات ودمرت قدراتها واستنزفتها، وإعادة الأمل إعادة الحياة مجدداً لأبناء عدن والمحافظات المجاورة وأصبحنا ننعم بالحرية والأمن والأمان.

اليوم وبعد ان عشنا الانتصارات واقعاً ملموساً، ووجدنا التحالف مستمر في دعمنا لتعود الحياة الى طبيعتها، ومشاهدتنا للجنود الإماراتيين والسعوديين وهم يشاركون أبناء عدن همومهم وتطلعاتهم المستقبلة جعلنا ندرك يقيناً ان التلاحم العربي في المرحلة المقبلة لن يكون كما كان، وان قوة عربية صاعدة ستغير المعادلة ليس في اليمن ولكن في المنطقة.

وفي الختام لا يسعنا الا ان نشكر قادة دول التحالف على كل ما قدموه من تضحيات جسيمة لنصرة الحق، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشرفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي اعاد الأمل ليس لليمنيين فقط ولكن للأمة العربية الإسلامية ولكل الأحرار في العالم .

  • رئيس تحرير صحيفة يافع نيوز الصادرة من عدن .

y.ahz@hotmail.com