fbpx
هكذا قال لي صاحبي

-قال لي وهو بعاصمة دولة سمينة : مشروع الستة الاقاليم هو الحل الأمثل  لليمن بدون شطح ونطح. قلت له: قد يكون هذا حلا ناجعا للشمال لكنه ليس كذلك مع الجنوب وخصوصا بعد ما جرى الذي جرى بالأشهر الماضي من مجازر وقتل وعسف, فضلا عن انه مشروع مرفوض جنوبيا  قبل الحرب الاخيرة فكيف وقد حدث ما حدث؟. يا صديقي ان كان هذا المشروع ينفع للشمال فهو لن ينفع للجنوب, لأن المسالة ليست مسالة تقسيم إداري او أزمة حكم محلي حتى نتكلم عن اعادة تقسيم المحافظات وهيكلتها, القضية سياسية ووطنية بحتة, فما ينفع للشمال قد لا ينفع للجنوب, والعكس.! فلو عالج الطبيب جميع مرضاه بنفس الدواء لمات معظمهم!.

-قال:  نهبوا بيتي كله ولم يبقوا لي غير الكتب.  قلت له : لو كان سرق المكتبة وأبقى لك على الباقي لما كان سارقا بل هو فيلسوفا. قال: كيف يكون هذا؟, قلت له أما سمعت بالمقولة التي تقول أن سارق الكتاب ليس بسارق؟, ولكن من سوء -أو ربما من حسن- حظك يا صديقي المثقف في مجتمع جاهل ضميره في غيبوبة, فأن من سرقك هو ناهب مع مرتبة الجهل.!

-قال: يا أخي أنتم الإعلاميين ومواقعكم  الإلكترونية دوختم بنا, كل ساعة تأتوا بالخبر ونقيضه ,ونحن مساكين نصدقكم ونصدقها). قلت له ما قاله الكاتب المصري الراحل انيس منصور : (اذا كنت تصدق كلما تقرأ فلا تقرأ). فما آفة الأخبار إلا رواتها يا صديقي. قال: ولكنكم انتم مسئولين عن هذا الوضع. قلت له ومن ينكر ذلك؟فان كان أحد الفلاسفة قد قال ان المثقف مسئول عن الجرائم التي لم يسمع بها, فكيف  ونحن نسمع بكل هذا الكم من الجرائم, ولكن هي الفوضى بأخطر صورها, فأن لم نشعل في صدورنا شعلة الضمير ولم نقوى على تحمل وهجه, فعلى الدنيا العفاء.!

–           قلت له هامساً بعد أن سمعته – يرعد ويمطر ويقصف شرارا  ونارا شتما وتخوينا, ويختلق أشياء لا وجود لها  ليرضي بها المذيعة الحسناء بإحدى القنوات العربية الشهيرة : لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق, ولا تمعن بالصراحة الى درجة كبيرة كيلا تسقط بوحل الوقاحة, وبين هذين المسلكين اتخذ لك سبيلا بالاعتدال. فبين العقل واللسان علاقة عكسية, فكلما كان العقل كبيرا كانت اللسان قصيرة  والعكس صحيح.!

–           قالوا (من يتخلى عن حريته خوفا على أمنه فهو لا يستحق الحرية ولا الأمن) .! هذا الكلام ممكن يكون سليما هناك في بلد قائل هذه العبارة الرئيس الأمريكي فرانكلين, لكن هنا في بلاد العُـرب والأعراب, في بلاد التطرق والسيارات المفخخة  ودراجات الملثمين التي توزع القتل بالمجان, فالوضع مختلف تماما, فاذا ضاع الأمن ضاع الوطن بكله والتجارب أعدل الشهود.! فالأمن أولا والأمن ثانيا والأمن ثالثا.!

– العرب مثل طائرة الهيلوكوبتر لها ضجيج كبير وسرعة قليلة. هذا كان زمان يا كاتبنا العربي الكبير (محمد الماغوط),أما اليوم فسرعة الاباتشي حاجة مختلفة, فلم تعد بطيئة, فسرعة قد تطورت اضعافا, تماما مثل سرعة العرب  التي اصبح اليوم بسرعة فائقة  وهي تهرب من أوطانها طلبا للعيش الكريم , هي سرعة عربية لا يضاهيها غير سرعة قوارب الموت في ( القبر الابيض المتوسط) نحو أوروبا . ومن يقل ساخرا كما قاله  محمد الماغوط ايضا ان كثير من الشعوب العربية والاسلامية  تضع شعارها النسر, وهي شعوب لا تجيد الطير ولا السير, فهذا أيضا كان زمان أما اليوم فقد أصبحت أرواح العرب  لها أرجل وأجنحة, تسير بها وتطير بسرعة الصاروخ الى السماء من البحر والبر-صورة الطفل السوري  الغريق التي تناقلتها وكالات الانباء من على احد شواطئ تركيا خير دليل على ذلك .!

      -قال والشرر يتطاير من عيونه: الجرحى يعانون الويل والقهر والاهمال في بيوتهم والمستشفيات الخاصة  وقد ملــلوا من كذب ووعود اصحابنا الذين يجاملون باختيار الجرحى بطريقة مهينة لهم ولأسرهم, أين الضمير والعدالة. يا ناس؟. قلت له اضم صوتي الى صوتك. ولكن أعلم ان التضحية نوعين:  هناك من يضحي بك و هناك من يضحي من أجلك. !اللهم أجعلنا مضحَى بهم لا مضحين بهم.

-كسروا الزجاجة الجنوبية عام1994 م و2015م0ثم شرعوا يلملمون أجزائها وشفراتها, فجرحتهم وأدمت اياديهم , ثم استغربوا من ذلك. شخصيا استغرب من استغرابهم.!!!!

   -محاولة تكرار الحوار مع دولة  أو سلطة حكم أو مع تيار أو حزب أو حتى مع  شخص قد تجرد من عن كل منطق و أخُـلاق وتحلل من كل العهود السابقة مرارا,  فهنا يصبح الوضع أشبه  بمن يعطي  الدواء لجثة هامدة. افهميها يا جارة .فلا تكن يا صديق عمري مثل السيجارة التي يدفعون بها المال ليحرقوها ثم يمتصوها ثم بالأخير يدوسوها تحت الأقدام. أعزكم الله جميعا.

–           قال :قامت ثورات وسقطت انظمة ونحن ثورتنا بالجنوب مثل السلحفاة يومها من سنة.!  يا صاحبي الثائر الذي عرفته كل الميادين الجنوبية بالسراء والضراء تيقن ان الثورة مثل الجنين في بطن أمه ان خرج قبل الوقت مات. فهل تريد ثورة خدج مثل ثورة الخُـــبرة؟ فالنجاح ليس عدم فعل الأخطاء بل عدم تكرار الاخطاء. والسهم يحتاج ان تشده الى الخلف لينطلق بقوة الى الامام ولكن في الوقت المناسب. والسهم الذهبي قد انطلق من عين العاصفة الحزمية. و لكن حتى أكون صادقا معك فلست متأكدا من  ايجابية انطلاقته جنوبا حتى يتبين لنا الخيط الابيض من الأسود في ليل السياسة المظلم.!

–           قال: كيف لو عادت حكومة بحاح وعبدربه  الى عدن وفرضت علينا أمر واقع بالجنوب بقبول الشرعية حقهم؟. قلت له: ثق يا عزيزي ان الجنوب ليس مجموعة خرفان حتى تحكمه حكومة من الذئاب فلجنوب اليوم انياب ومخالب. وكفى.!

   -قال :  لقد تغير صاحبنا, فمن  يوم ما عيّـنوه  بالمنصب الجديد ولا عاد يرد على أي مكالمة تلفونية, بل يبدو انه قد شطب أسمي من قائمة اتصالات جواله. قلت له : أعلم يا بو علي ان السلطة لا تغير الاشخاص بل تكشفهم على حقيقتهم.! ومن شطبك لا تشطبه حتى ولو كان شطاب.

صلاح السقلدي