fbpx
في معنى جريمة مارب وأشياء اخرى !

د قاسم المحبشي

في البدء نتقدم بخالص التعازي القلبية الحارة الى اشقائنا الإمارتيين والسعوديين والبحرنيين لمصابهم الجلل في مارب التي شهدت أمس اكبر وأفضع جريمة اغتيال غادرة نفذتها مليشيات الحوثي وعفاش ضد الأشقاء الحلفاء العرب في معسكر الشرعية اليمنية بإطلاق صواريخ ارضية قتلت منهم العشرات قرابة ٤٥ شهيدا إمارتيا و١٥ شهيد من إخواننا السعوديين و٥ شهداء من البحرين ! ومئات الجرحى والمصابين إصابات بعضهم خطيرة اننا اذ نعزي اشقائنا الخليجيين العرب بهذا المصاب الجلل نعزي أنفسنا أيضاً ونترحم على أرواح الشهداء الأبرار ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمدهم بواسع رحمته وفسيح جناته والحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه القائل بمحكم كتابه الحكيم (( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) والسؤال هنا هو :
كيف تم اختيار هذا الهدف وإصابته بدقة متناهية ومن الذي أعطى الإحداثيات للمليشيات الحوثية حتى تتمكن من إصابة الأشقاء العرب وحدهم فقط بينما قيادة معسكر الشرعية إياها لم تصب بأذى ؟! وهل يمتلك الحوثي وعفاش صواريخ ذكية تصيب أهدافها بحسب الجنسية ؟!
وكما يعلم القاصي والداني ان اشقائنا من دول التحالف العربي يقاتلون جنبا الى جنب المقاومة الجنوبية منذ عدة أشهر في معظم جبهات القتال في عدن لحج والضالع وأبين وشبوة واستشهد منهم من استشهد برفقة إخوانهم الجنوبيين الشهداء والأحياء الذين لم يتركونهم يقاومون لوحدهم قط
بينما جعلتهم الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية في مارب هدفا نوعيا ومتفردا لصواريخ الحوثي وعفاش ! ومهما كانت المبررات والدعاوى الزائفة في تبرير هذه الجريمة الغادرة فمن المؤكد ان ثمة خيانة واضحة وبيعة غادرة حدثت في مارب لمن طلبتهم الشرعية اليمنية مد العون لها ، ففي حين أطلقت دولة الامارات الغربية قبل يومين حملة ( إنقاذ اليمن ) جاء الرد اليمني الغادر بهذه الصورة البشعة ! التي لا يقرها لا شرع ولا خلق ولا قيم ولا عرف أبدا !
وهذا يذكرنا بما حدث للأخوة المصريين في ستينيات القرن الماضي حينما جاءوا بأفضل رجال جيشهم لمد العون لليمنيين في حربهم ضد الامام القديم فيما يسما ثورة سبتمبر الخراب ، حيث تم الغدر بهم وقتل منهم قرابة ٧٠ الف جندي في جبال اليمن الشمالي وهذا ما جعل مصر تعتذر عن الاشتراك مع دول الحلف العربي في عملية ( عاصفة الحزم) الراهنة
بينما نعلم ان الجنود والضباط الإيرانيين التي استقدمتهم المليشيات الحوثية من طهران للقتال معها في الجنوب والشمال يسرحون ومرحون في طول البلاد اليمنية وعرضها بأمان ولم يتعرض احد منهم في الشمال لأي تهديد او أذى ، فقط في الجنوب تم أسر واعتقال بعضهم من قبل المقاومة الجنوبية الا يعني هذا ان ثمة إرادة قصوى عند القوى الانقلابية الحوثية العفاشية المدعومة من ايران تهدف الى جعل اليمن برمتها مكان غير أمن للعرب الأشقاء بهدف تسويت الملعب للهيمنة الإيرانية بعد عزل اليمن عن محيطه الجغرافي والاجتماعي والثقافي والديني والثقافي هذا فخ خطير جدا يصعب تبريره يا شرعية المقدشي والحذيفي وهاشم الأحمر ومن امنك لا تخونه ولو كنت خائنا !
وكيف سيكون حال اليمن واليميبن لو ان قوات التحالف العربي قررت بعد هذه العملية الغادرة رفع يدها ودعمها ومشاركتها في معركة تحرير شمال اليمن من مليشيات ايران كما فعلت مصر وليس بمقدور احد ان يلومها على هذا ؟!
اذا لم تستطيع الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية في الشمال ان تأمن وتحمي الجنود الأشقاء الذين طلبتهم بنفسها للحرب معها ضد الحوثي وعفاش وتجعل من جنودها تروس حماية وأمانة عليهم ففضيحتها بجلاجل !
وهنا أعيد تغريدة الزميل الدكتور محمود السالمي الذي نشرها في صفحته اذ كتب يقول : ( ان هادي اعتمد في صنعاء على جيش وأمن علي عبدالله صالح في تأمين شرعيته وكانت النتيجة معروفة وهرب الى عدن معتمدا على قائد الأمن المركز ومحافظي عدن وأبين ولحج التابعين لسلفه فخانوه وهرب الى الرياض ومازال يعتمد في تسيير شرعيته في المحافظات الجنوبية المحررة والشمالية التي مازلات مقاومتها تراوح محلها على بقايا فلول النظام السابق الفاسدة فمن المؤكد ان النتيجة هي معروفة سلفا ) وليس في الإمكان ابدع مما كان ! وفاقد الشيء لا يعطيه! ومن كان سبب الخراب والحرب والهزيمة والفساد لا يمكن له ان يكون سببا بالنصر والبناء والصلاح والفعل الإيجابي الخلاق ! عاد شيء معكم خبر ثاني يا شرعية هادي وبحاح السادرة في نومها البليد والفرصة لا تتكرر مرتين أبدا !
اذا لم تجعل الشرعية اليمنية وقوى التحالف العربية من جريمة مارب المروعة ناقوس خطر ولحظة كاشفة للسر والمعنى فقد ضاعت وضعنا
والله المستعان على العابثين