fbpx
جامعة عدن بين التقييم والتكريم !

الدكتور قاسم المبحشي

قبل أسبوعين تدول البعض خبر عن حصول جامعتنا العريقة ( جامعة عدن ) على مرتبة متقدمة في التصنيف العالمي للجودة الأكاديمية اذ ورد الخبر على النحو الآتي : ((دخلت جامعة عدن ضمن قائمة تصنيف مؤسسة كواكواريلي سايموندز البريطانيةQuacquarelli Symondos (QS) لأفضل الجامعات في العالم خلال عام «2015 م» على المستويين العالمي والعربي.
ويعتبر التصنيف العالمي (QS) تصنيف سنوي للجامعات حول العالم ويتم نشره عبر الشركة البريطانية كواكاريلي سيموندس Quacquarelli Symondos، وهو أحد أشهر التصنيفات العالمية للجامعات إضافة إلى تصنيف شانغهاي. وهذه التصنيفات ذات تأثير متزايد في الأوساط الأكاديمية وكذلك على نظرة الطلاب وصناع القرار.
واستحدثت مؤسسة (QS) هذا العام تصنيفا جديدًا لأفضل 100 جامعة عربية، وقد كانت جامعة عدن الجامعة اليمنية الوحيدة التي دخلت ضمن هذا التصنيف. وأوضحت (QS) أنها استندت في تصنيفها العربي إلى تسعة معايير مهنية، هي: السمعة الأكاديمية، والسمعة لدى أصحاب العمل، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس الأجانب في الجامعة، والطلاب الأجانب، وأعضاء هيئة التدريس الحاصلين على الدكتوراه، وتأثير الإنترنت، والأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس، والاقتباسات لكل بحث .. )) ولا اخفيكم سراً ان هذا الخبر قد جعلني في حيرة من امري في حالة مضطربة بين الفرح والحزن بين التصديق والتكذيب بين الجد والعبث بين الأمل والإحباط وغير ذلك من الأحاسيس المتناقضة ، من حيث كوني ابن الجامعة المصنفة عالميا كما يقال في(( المرتبة ٨٠٠ من بين أفضل جامعات العالم))
وواحد من أعضاء هيئتها التدريسية منذ حوال ٣٠ عام طالبا ومعلما وقد عايشت معايشة مباشرة تاريخ الجامعة ومساراتها وتقلباتها واعرفها حق المعرفة كما يعرف أهل مكة شعابها ! وفي ذات الساق قرأت الرسالة الذي وجهها أ. د عبدالعزيز صالح بن حبتور الى أعضاء مجلس الجامعة وهيئتها التعليمية وطلبتها يزف لهم في هذا الخبر السار ويهنئهم على هذا الإنجاز العظيم ! وهذه الرسالة زادت من حيرتي ضغثا على ابالة !
من حيث توقيتها ولهجتها والغرض منها وصاحبها الذي كان يوما من الأيام احد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة ورئيسا لها ثم تقلد منصب محافظ محافظة عدن في العامين الأخيرين حتى قيام الحرب الغاشمة وحسب علمنا ان الشخص الذي كان مكلف بإدارة الجامعة هو أ . د حسين عبدالرحمن باسلامة الذي كان نائبا أكاديميا للجامعة ومن ثم فلا اعرف المعنى من ان يبادر السيد حبتور بتوجيه هذا الرسالة وبأي صفة قانونية وأكاديمية في لحظة باتت البلد والدولة التي تنتمي اليها الجامعة ( المصنفة عالميا ) والبلد برمتها بكل مؤسسات تحت الانقاض ولازالت المعارك تحتدم فيها حتى اللحظة
وحينما تكون مؤسسة المؤسسات اي الدولة الجامعة في حضيض الحضيض فكيف يمكن لنا الحديث عن مؤسسة عالية الجودة فيها ؟! لا سيما ونحن نعرف والدكتور حبتور وكل طاقمه يعلمون مدى الفساد والخراب الاداري والمالي والأكاديمي الذي أصاب جامعتنا منذ عقود من الزمان وكل منجزات جامعة عدن في السنوات المنصرمة لا تعدو بأكثر من منح المشير (علي عبدالله صالح ) عفاش صاحب سنحان حليف الحوثي اليوم في حربهما الغاشمة ضد الجنوب منح هذا الكائن الذي لم يكمل الابتدائية شهادة الدكتوراه الفخرية ! كما فعلت احد الجامعات البنانية السيئة السمعة في منحها شهادة الدكتوراه الفخرية ل يحيى الراعي الأمي صاحب ذمار !
فضلا عن توظيف عدد واسع من أفراد الأمن القومي السيء الصيت في معظم الأقسام العلمية في جامعة عدن وعقد عشرات (( المؤتمرات العلمية )) بمناسبات أعياد ميلاد الزعيم الدكتور المخلوع ويوم جلوسه على سدة الحكم في صنعاء عيد تأسيس المؤتمر الشعبي العام بوصفه يوما الديمقراطية اليمنية وعيد ترسيخ ( الوحدة اليمنية ) بالدم في ٧/٧ / ١٩٩٤م وتدجين نقابتها ومنح درجة الأستاذية لمن هب ودب من أزلام النظام السابق وفتح برامج دراسات عليا ماجستير ودكتوراه بالغش والمجاملات والرشاوي وكتابة أطروحات ورسائل علمية عن دور الزعيم القائد والشيخ عبدالله بن الأحمر صاحب عمران وتسريح ومعاقبة ومضايقة الكفاءات العلمية والأكاديمية المتميزة وفصل الطلبة والطالبات المخالفين في الرأي والاتجاه لسياسات الاحتلال العسكري الهمجي وتحويل الجامعة الى ثكنة عسكرية وميدان حرب وما خفي كان اعظم
وسوف تكون لنا وقفة مطولة مع الجامعة وما أصابها من خراب والتي تحتاج اليوم الى تقييم جذري وشامل لا تكريما للجودة التي دونها خرط القتاد ! يا جودة يا بطيخ
والمثل يقول : ما تسهن الجودة الا من معادنها ! ومن أين تأتي الجودة الأكاديمية والمنافسة العالمية للجامعة التي أثخن الفساد فيها حتى النخاع ! وما فائدة ان تكسب جامعة عدن شهادة الشركة البريطانية( QS) في الجودة العالمية اذا كانت تعرف هي ونحن نعرف انها بلغت الحضيض كما هي دولتها الحطام ! وعاد الجنان يشتي عقل ! ورحم الله أمر عرف قدر نفسه ! ونحن الذين نقوم بتشكيل مؤسساتنا ثم تقوم هي بتشكيلنا ! اقصد بالتشكيل هنا معنى التأسيس وليس معنى الشكلة باللهجة العدنية !!
جامعة عدن تحتاج الى تقييم وليس الى التكريم على ما بلغته من خراب وانحطاط مهين وهذا أمر يعني كل أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة والطلاب وأوليا أمورهم من الأمهات والإباء والساسة وكل المستفيدين منها والمستهدفين من وجودها ! الجامعة يا سادة مؤسسة عامة وليست شركة خاصة لأحد ومهمة تقييمها بموضوعية وتجرد ومسؤولية وأمانة ودقة ونزاهة مسؤولية الجميع واعتقد انه من الخير لمن كانوا سببا في خرابها على نحو او اخر من الخير لهم ولنا وللجامعة الخلود الى الصمت في هذه اللحظة بذات اذا كان ما زال لديهم ذرة من ضمير او حس مهني او حلم قديم ! دعو الجامعة تتفقد ذاتها وتبحث فيما أصابها وتتدمر امر ترميم خرابها وتدميل جراحها وشكر الله سعيكم !
لسنا بحاجة الى شهادة احد ولسنا بصدد المنافسة على جوائز الجودة العالمية الان بل ان كل ما تحتاجه جامعة عدن اليوم هو ان تنهض من الرماد وتستعيد بعض من عافيتها حتى تتمكن من فتح ابوابها وتستائف عملها وتستقيم على أقدامها وعلى ما تسترد عافيتها حتى يتم التفكير في ممكنات دخولها في حلبة المنافسة العالمية والتطلع لنيل التكريم والجوائز المحتملة بعد تحقيق نتائج جيد في اختبارات الجودة والاعتماد الأكاديمي العالمية الان نريد ان تكون جامعتنا الحزينة مثل اي جامعة عربية نشأت قبل عشرة أعوام فقط ! هل اصحبت جامعة عدن اليوم قادرة على استقبال الطلاب والطالبات وحمايتهم وتعليمهم وتوفير رواتب المعلمين هذا هو السؤال ؟! وبعد ذلك نبحث عن مكانتها العالمية يا محتفلين بالخراب ! والله من وراء القصد
ومبروك الف مبروك جامعة عدن هذه المكانة العالمية الفضائية !
ومن لديه صور عن ما لحق بالجامعة وكلياتها من خراب يوافينا بها مع التحية

04

06

07