fbpx
بين عز الدين واللوزي*

د عيدروس نصر ناصر

لا أكاد أصدق بأن ما تشهده قناة عدن الفضائية من تململ وحملات استقالات جماعية لكادرها المهني المتألق سببه ما قيل أنه ضغوط تمارسها وزارة الأعلام (في المنفى) ممثلة بوزيرها (الداعية الحقوقي، والناشط المدني، والكاتب الصحفي) (سابقا) الزميل عز الدين الأصبحي.

ولكي لا أكون مجحفا في حق زميلي عز الدين، الذي عرفته عن كثب مناصرا للحقوق المدنية ومناهضا للقمع وتقييد الحريات، وفي مقدمتها حرية الكلمة سأنتظر منه تفسيرا لظاهرة الاستقالات الجماعية من قناة عدن والتي شملت نخبة من أروع المتألقين الإعلاميين أمثال الصحفي المخضرم معروف سالم با مرحول، والمذيعتين المتألقتين كفى الهاشلي وسحر درعان، والمذيع الرائع والمخرج الجميل غسان المرشدي، وأتوقع أنه سينفي أي صلة له بمثل هذه الضغوط وسيوجه بإعادة المذكورين إلى أعمالهم والسماح لهم بأن يملوا بمهنية وحرية وشفافية، والتوجيه بتغيير منهج عمل الفضائيات اليمنية لتغادر ثقافة الإملاء والتطبيل والمدح والقدح، إما إذا لم يفعل زميلي عز الدين هذا فإن ما يشاع عن ممارسات قمعية تجاه الصحفيين وتجاه قناة عدن على وجه الخصوص ستثبت عليه كإدانات وحينها لم يعد هناك فرق بينه وبين حسن اللوزي الذي كان يتدخل بتحديد عنوان الحلثقة وضيف الحلقة وزمان تقديمها، وسيكون عز الدين نسخة أخرى من حسن اللوزي لا يتميز عنه إلا بالموقف من علي عبد الله صالح الذي هو أمر لا قيمة له فما أكثر اللصوص والقتلة والمجرمين وناهبي المال العام الذين يكرهون علي عبد الله صالح ويتمنون له الموت، ولن يختلف عنهم كلهم عز الدين في شيء إن ثبت صحة تورطه في هكذا تصرفات.

قبل الختام أشير إلى إنني أشفق على زميلي عز الدين من كثرة الانشغالات التي ورط بها، فهو وزير حقوق الإنسان وهو وزير الإعلام وهو عضو لجنة الإغاثة وهو ينافس راجح بادي في التحدث باسم الحكومة، ولا أدري ما هي المهام الأخرى التي يتولاها، ولأنني أخشى عليه من مضاعفات الأرق والإنهاك فأتمنى أن يكتفي بواحدة من المهمات، وينأى بنفسه عن وظائف رجال البوليس ومكممي الأفواه، ويبقى عز الدين الذي عرفناه في المحافل الوطنية والإقليمية والدولية لا يتحدث إلا عن الحريات، وعن حقوق الإنسان، . . .وحتى لا نترحم على المثل الصنعاني الأثير الذي يكرره ظرفاء صنعاء “عز الدين أسوأ من أخيه”.

ختاما : أرجو أن لا يتحجج زميلنا الوزير بأن ضغوطا تمارس عليه من بعض النافذين وإن ليس سوى عبدا للمأمور، لأن هذا لو صح فالأجدر بوزير يفترض أنه محترمٌ أن يقدم استقالته ويعود إلى بيته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك