fbpx
تعز تقاوم وستنتصر*

د عيدروس نصر ناصر

قدر لتعز مثل عدن ولحج ومأرب وشبوة وأبين وغيرها أن تكون منطقة ملتهبة أرادها تحالف الشر ميدانا لقذف حمم الحقد والعدوان والانتقام، تماما كما فعل هذا التحالف مع عدن على مدى عقدين متواصلين اختتمها بجريمة التدمير والقتل والإحراق والسحق لكل معالم الجمال في حرب المائة وعشرين يوما الأخيرة.

كما صنعت عدن من علي صالح مليارديرا كبيرا في سنوات، صنعت تعز من هذا الرجل زعيما سياسيا بعد أن ترقى من تاجر ممنوعات إلى قائد لواء ثم رئيس جمهورية، وإن استمر في تجارة الممنوعات، واليوم يكافئ علي صالح تعز بالسحق والقصف والإحراق كما فعل مع عدن.

تعز ليست فقط اكتظاظا سكانيا ولا مساحة جغرافية ولا هي فقط مجموعة من المثقفين والإعلاميين ورجال الما ل والأعمال والقادة السياسيين، بل إن تعز كما هو شأن عدن عنوان الثقافة وأيقونة المدنية وديوان الفكر والأدب والعلم، وهي واحة للتعايش والانسجام والتناغم بين مختلف الطبقات والشرائح والقبائل والمناطق بل والقوميات والإثنيات المختلفة التي انصهرت في شيء واحد اسمه تعز.

تعز اليوم تواجه تحدي قهر إرادة الموت والانتصار لإرادة الحياة، ولأن تعز هي اليوم عنوان الحق والصدق والإباء والتحدي والرفض والشموخ فإنها ستعلو على كل أصوات المدافع والدبابات والصواريخ وكل المتفجرات وأدوات التدمير، وستنتصر على هذا التوحش القادم من أعمال القرون الوسطى وإن بأدوات القرن العشرين والواحد والعشرين.

ولأن كان البعض يأخذ على تعز انحياز بعض المحسوبين عليها إلى صف العدوان ومساهمتهم في إراقة دماء بني جلدتهم وإزهاق أرواح ذويهم وأهلهم ارتهانا لشيطان الولاء الأعمى والخسيس لأعداء تعز، . . .أعداء كل اليمن فإن هذا لا يمكن أن يقفل ذلك الدور العظيم للمقاومين الأبطال من أبناء تعز الذين أبوا إلا أن يكونوا في صف الحق ومدافعين عن كرامة المواطن وحريته، أما المتساقطين فما من وعاء إلا ويترسب في قاعه بعض الحثالات لكن مكانها الطبيعي هو برميل النفاية وهي في كل الأحوال لا تمثل سوى ذلك القيح الذي يقذفه الجرح إلى  الخارج ليستعيد الجسم عافيته وستستعيد تعز عافيتها كعادتها بعد كل محنة وبعد كل صديد يخرج من جسمها.

برقيات:

*   قال قائد محور البيضاء في حديث لقناة الحدث إن الحراك الجنوبي هو مشروع فارسي، في جرأة هي أقرب إلى الاستهبال والغباء منها إلى الوقاحة والفجاجة، يقولها الرجل وهو الذي لم نسمع اسمه إلا اليوم بينما كان الحراك الجنوبي يسحق ممثلي ودعاة المشروع الفارسي قبل أن يفوق الرجل من سباته وربما قبل أن يغادر موائد أنصار المشروع الفارسي في صنعاء،. . .صدق العرب عندما قالوا “صمت دهرا ونطق كفرا”

*   برقية شعرية:

سلامٌ يا تعزُّ من القـــــــــلوبِ     إلى دارٍ تــــــــعزُّ على القـــــــــــلوبِ

إلى دارٍ يطــــيب العيشُ فيها    وتصنع صبحها رغم الخطوبِ

تعزًّ العزُّ تــــجري في دمانا     وترسم أفــــــــــــــــــــــــــــقنا عبر الدروبِ

لأجــــلك يا تعزٌّ أموت عشقاً     نقياً في الشروق وفي الغروبِ

سيـــــنكسر الطغاةُ وإن تعالوا     وتغتــــــــسلين من كل العـــــــــــيوب

ــــــــــــــــــــــــــ

*   من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك