fbpx
الجنوب أسمى يا معمري

بقلم / يحيى بامحفوظ

في لحظة زهو كاذب قد يعتقد البعض انه قادر على ضبط إيقاع ما سوف يتعرض له في حياته المستقبلية, وانه عصي على الانكسار… فجأة وبدون سابق إنذار يتغير كل شيء من حوله… تبهت وتضمحل كافة صور الغرور من ذهنه وتتبدل سائر مفردات حياته التي اعتاد عليها وعلى رتابتها… ينهار كل شيء أمام ناظريه، ويبدو المستقبل مغلقاً تماماً في نظره وكأن نهايته حان وقتها.
هذه مقدمة أصوغها للضرورة, حيث لا يمكننا إطلاقاً الفصل بين تحرير العقل وبين تحرير الجسد, فكلاهما واحد, على الأقل من وجهة نظرنا.
في الوقت الذي وضع قادة المقاومة الجنوبية في الحسبان, انه كلما تحققت لهم انتصارات على الأرض سيواجهون تصعيد مناهض, خرج للعلن من تمكن منهم الوهن الشديد في العقل أو لنقل انهم أصيبوا بفقدان الذاكرة المؤدي للخرف, وكنتاج لهذا التضاد يحدث تصادم الرؤى والأفكار بين أصحاب الدعوات الحقة الثابتة و بين أصحاب المصالح المتغيرة، فعندما يخرج مدلس سياسي لا يستطيع أن يمسك بزمام بنطاله إن طرق مسمعه صوت قذيفة سقطت بالحي المجاور, فإنه لا عبرة فيما يقول، ونرى في مجاراتهم اهانة لنا, إذ نربأ بأنفسنا ان ننحدر إلى مستوياتهم الرخيصة.
جراء انتصارات الجنوب العظيمة التي أفقدته توازنه, استشاط المعمري غيظا, فلحق بمن سبقوه مثل “جباري والحذيفي والآنسي” فأخذ في التخبط وبدأ يلف ويدور حول نفسه من هول صفعة جنوبية جاءته على حين غرة, فاحمرت وتورمت وجنتاه على اثرها, وهو الأمر الذي حذا به ليقول ما قال من كذب وتزوير للحقائق وكيل الاتهامات للحراك الجنوبي وفصائله ومحاولات التقليل من شأن الجنوب والمقاومة الجنوبية وادعى (ان جزءا كبيرا من الحراك الجنوبي قاتل إلى جانب قوات صالح والحوثي التي اجتاحت الجنوب وفعلت فيه ما يعجز القلم عن وصفه من الجرائم), حسب زعمه.
أهذا كلام يقال يا معمري, ألا تخجل من نفسك..!!, وتخجل ليه؟! طالما ان الكذب والتزوير يجري مجرى الدم في عروقكم, كلا ليس الكذب وحده ما يطوقكم, بل الإفلاس الشامل أيضا وغيرهما الكثير والكثير والكثير من مساوئ البشر.
ان تصريحات المعمري لا تستحق الرد عليها لأنها تكشف تلقائيا عن مدى كذبهم وزيفهم, ولكن ما دفعني للكتابة هو ان هناك حملة شرسة يتم تصعيدها هذه الايام ضد المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي بشكل عام و هو أمر أثار حنقنا, ولكن بعد التمعن في خلفياتها اتضحت حقيقتها, و أكدت لنا هذه الحملة مدى تقدم قضيتنا وفردها على محافل عدة بل وأصبحت الخيار الرئيسِ للخروج من الأزمة اليمنية وحلحلتها, وكما يقول المثل الشعبي: ( ما ينط عود إلا من حصاة ).
فشكرا لكم, لا لأنكم تطاولتم على الجنوب, بل لأنكم كشفتم لنا حقيقة ما يجري..