fbpx
ملف الجرحى.. بين بيروقراطية الخارج ومزاج الداخل

اذا تريد متابعة ملف جرحى الحرب.. فما عليك إلا أن تأخذ مواعيد عديدة وترابط على أبواب الرئاسة ورئاسة الحكومة ووزارة الصحة ووزارة النقل ولجنة الاغاثة ومركز الملك سلمان واللجنة الخاصة ومنظمة أطباء عبر القارات والصليب الأحمر ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية وسفارات الدول الشقيقة..

طبعا.. هذه المرافق كلها في مدينة الرياض وفي حي واحد.. لكن النتيجة هي: بيروقراطية مملة، وتدافع للمسؤلية، وتبادل للتلاوم!!

فإذا انتقل الملف إلى عدن.. خضع هناك لمزاجية وفوضوية النافذين الجدد في هذه المدينة المنكوبة.. الذين باتوا يتدخلون بفضاضة في أعمال اللجان الفنية والطبية بحثا عن مسؤلية زائفة أو صناعة نفوذ طائش على حساب آهات الجرحى والمصابين!

ومحصلة هذه المزاجية التي في الداخل وتلك البيروقراطية التي في الخارج هي التسبب في: وفاة جريح، وإصابة آخر بإعاقة مزمنة، وازدياد حالة بقية الجرحى سوءا.

ألا تبا للبيروقراطية في زمن الحروب والأزمات.. وتبا للمزاجية في العمل الانساني.. وتبا لصناعة النفوذ الزائف على حساب معاناة الناس!

أتمنى أن تقوم قيادة المقاومة بواجبها في الضغط باتجاه تحريك هذا الملف بقوة، وأتمنى أن تعي الحكومة في الرياض والسلطة المحلية في عدن خطورة استمرار الأداء الحكومي البيروقراطي في ظل الأزمة، وخطورة استمرار السلوك الفوضوي في عمل اللجان، وتتجه الى معالجة هذه القضايا بشكل عاجل وسريع قبل أن تتحول إلى أزمة معقدة ومادة للتوظيف السياسي المعادي.

بقلم: عبدالرب السلامي 21 أغسطس 2015م