fbpx
صورة وتعليق :(الجنوب )الذي نحب ونريد ونتمنى

لسنوات طويلة كتبنا عن الجنوب الذي نحب ونريد ونتمنى ومرت سنوات كثيرة منذ بدأ الناس في الجنوب نسج حلمهم العظيم الذي قدموا لاجله الكثير من التضحيات .
وعن حلم الجنوب الذي نريد وطن يتسع لجميع أبنائه بكافة انتمائاتهم الوطنية والسياسية والمدنية واختلافاتهم الاجتماعية والمناطقية ..
كتبنا كثيرا عن ذلك حتى خيل لنا كثيرا إننا ننشد حلم بعيد المنال ، صعب الوقوع والتحقيق ..
لم يكن حلما كبيرا ولا صعبا ولامستحيلا ولكن وقائع الوضع الدولي والإقليمي وقوة من احتلنا واضرنا كانت قوة وجبارة .
لسنوات طويلة ظل الوجع “الجنوبي” هو الأكبر وظل الأمل بانتصار الجنوبيين عبر وحدة صفهم .
كصحفي كانت الجملة الاكثر التي كتبتها خلال تغطية فعاليات الثورة السلمية في الجنوب هي “وحدة الصف” وكنت اكتبها وكل شيء في الجنوب يتشظى وينقسم ويتناثر وبداخلي صوت يرن ويؤكد انه سيأتي يوم ما تتحد فيه هذه القلوب المتناثرة .
اتذكر إنني ذات ليلة جلست وحيدا بالقرب من شاطئ بحر ساحل أبين وكانت ليلة من ليالي القمع الدموية لفعاليات الحراك الجنوبي ..
نظرت إلى السماء وناجيت الله .. وسألته هل من مخرج لهذه الناس ؟؟
بعد سنوات من اليوم أحس إنني بحاجة إلى العودة إلى نفس المكان لاشكر الله على ماوهبنا من محنة وماوهبنا من أمل بانتصار جديد وحقيقي .
هذه الصورة التي ارفقها بمادتي هذه صورة انتظرتها سنوات طويلة واعترف للجميع اني ثمة يأس انتابني إنني لن أراها بالمطلق .
في هذه الصورة يتشكل نموذج مصغر للجنوب الذي نريد باتجاهاته ومناطقه واحزابه وقواه الأمنية والسياسية والعسكرية والسلطوية والحراكية .
في هذه الصورة يظهر القيادي في الحراك الذي ظل لسنوات مطاردا من قوات الأمن ويظهر فيها مسئول الرئاسة الذي كان على خلاف مع الأخر ويظهر صاحب الحزب المختلف مع حزب أخر .
ويظهر الجميع اليوم وقفة رجل واحد على قلب واحد لهدف واحد نتمنى الا تفرقهم الأيام .
وحد الله بين قلوب هذه الناس بعد سنوات من الفراق والشتات والألم .. وما ننتظره ونتمناه اليوم في الجنوب هو ان كل هذه القلوب تظل متألفة متحابة فيما بينها البين .. لاننا فعلا “تعبنا” كثيرا وحان الوقت ان نرمي كل شيء ونستريح

فتحي بن لزرق