fbpx
معاً ضد خلق مآسٍ في ثنايا الأفراح
بقلم / يحيى بامحفوظ
قد تختفي الهمجية من مجتمع ما، لكنها قد تظهر على شكل كابوس مرعب مترافقا بزخات حقيقية و مجنونة تطلق من بنادق آلية, فما يحدث هذه الايام على طول وعرض حضرموت والجنوب عامة, هي ظاهرة همجية متخلفة بحق, اقل ما يمكن ان تخلفه هو ان تثير رعب المواطنين جراء الرصاص الأعمى الذي لا يعرف بالتأكيد مطلقوه إلى أين يتجه أو أين ستقع رصاصة عند ارتدادها أو في أي جسد ستستقر, ليطفئ معها و بها الفرح, وتحل مكانها مأساة, فما يقلب ليلة الفرح إلى حزن ومأتم هو بالتأكيد سلوك اجتماعي غير حضاري وهي أسوأ وسيلة يمكن التعبير فيها عن الفرح، والأسوأ ان البعض يتباهى ويفتخر دون إدراك لعواقبه، فكم روحاً أزهقت جراء إطلاق النار من أفراد لا يدركون خطورة استعمال السلاح.
بتقديري ان لا موانع أو حواجز تحول دون أن يعبر كل واحد منا عما يجيش بداخله من مشاعر للفرح ولكن بشكل سليم وحضاري، لا ان تترجم تلك المشاعر بنيران مشتعلة مرعبة تهز الأسماع، وترعب القلوب، ويمكن أن تخلف الحزن والألم، وتعرض حياة الآخرين لفقدانها “كما حدث مساء السبت الماضي, في مدينة روكب”, فهل يحتاج جسد الشاب الخلوق “سالم عوض باخميس” لرصاصة عمياء تخترق بطنه وترديه قتيلا..؟!، “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
( لَهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ ), فإذا كان زوال الدنيا كلها أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق، وإذا كان دم مسلمٍ واحدٍ أعظم حرمة عند الله من هدم الكعبة, فكيف نفهم عدم المبالاة بما هو أكبر عند الله من هدم الكعبة وزوال الدنيا..؟, وأين دورنا في تبيان مخاطر ظاهرة دخيلة على مجتمعنا, لا تعني سوى افتقار أصحابها ومؤيديها للذوق السليم الذي يفضي إلى أذية الآخرين..؟, و”أي أذية” خاصة بعد ان أخذت هذه الظاهرة في حصد أرواح بريئة.
من هذا المنطلق نرى ضرورة استشعار المسئولية و إيقاظ الحس والضمير الإنساني داخل أناس أنستهم المشاعر الفرائحية اللحظية استشعار خطورتها, ولن يتأتى لنا ذلك إلا من خلال توعية مجتمعية شاملة تبين خطورة الظاهرة ومآلاتها, وتبدأ أساسا تلك التوعية من رب الأسرة وهي الأهم, في ان يظهر مدى مقدرته عن منع ابنه ونهيه عن امتشاق السلاح دون مبرر, ثم يأتي دور المحيط الجغرافي, فمنابر المساجد ثم كل ما يمكن ان يساهم في التوعية بالمخاطر التي تخلفها الظاهرة الدخيلة والتي تتلخص في إطلاق الأعيرة النارية عند كل مظهر للفرح, حيث سبق وان تسببت هذه التصرفات الرعناء في إزهاق أرواح المئات من المواطنين وقلبت أفراحهم إلى أتراح, إضافة إلى ذلك إفساد حياتنا اليومية بإضافة منغص آخر فوق ما يشوبها من منغصات نكابدها يومياً.
إلى عشاق قاتل الأفراح ومنشئ الأحزان أقول: اتقوا الله فينا وفي أنفسكم, اتقوا الله في أهلكم وجيرانكم ومجتمعكم, فعدم المبالاة بحقوق الآخرين وعدم الاكتراث لما ستخلفه من آلام يدل على جهلك وتخلفك الأكيد, قد تندم على فعلة ما..!!, ولكن حين تكون سببا في ثكل أُم وتحويل الفرح إلى مأساة, حينها ماذا يفيد ندمك..؟!, ماذا يفيد ندمك..؟! وأنت ترى سبب تهورك وطيشك قد أفضى إلى جثته هامدة ممدة أمام ناظريك؟ أتتوقع حينها من الآخرين ان يصفقوا لك على هذا التخلف الذي تتباهى به..؟! فـ و الله لن تفلح سنوات عمرك الباقية في محو آثارها ودمل ذكرياتها المؤلمة ما حييت…!!
فهل نتعظ مما حدث ونكف عن ما ليس لنا فيه صلاح…؟؟!!