fbpx
عن استهداف الشهيدين خالد وأمجد

د عيدروس نصر ناصر
تمثل حادثة الاعتداء على معسكر الشهداء للتدريب الشبابي في منطقة رخمة لحظة انعطاف خطيرة خطورة جادة في استفحال الانفلات الأمني في المنطقة ووصولها إلى مستوى الاستهداف بالقتل وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء.
لست ميالا إلى الاستعجال في إصدار الأحكام رغم أنني أخشى أن تضيع تفاصيل الجريمة بين دهاليز التجاهل والتسويف ومنحنيات الفوضى والتسيب، لكن ما يمكن التأكيد عليهم هو أن حالة العنف والانهيار الأمني واللامبالاة والانفلات قد بلغت حدا ينبغي الوقوف أمامه ووضع حد صارم له قبل أن يتحول إلى حريق فتنة قد تلتهم كل شيء دون أن تستثني أحدا حتى المتعيشين عليها أو مشعلي نارها.
كان الشهيد خالد أحمد شيخ الجردمي قد ترك مهجره وعاد إلى الوطن ليعيش مع الناس همهم الوطني الكبير بعد وفاة والده الذي كان أحد مرجعيات رخمة وواجهة اجتماعية لا يختلف عليها اثنان، وساهم خالد في حشد الشباب للانخراط في صفوف المقاومة لمواجهة الغزاة الجدد كما أشرف مع الكثير من الخيرين على معسكر الشهداء الذي استهدف رفد الجبهة بقوافل جديدة من المقاومين المتطوعين الأبطال من أبناء منطقة رخمة بنواحيها المختلف ومن مختلف القبائل والفخائذ المتعايشة فيها، ولم يكن لخالد خصومة مع أحد فقد كان كأبيه محل احترام كل من يعرفه.
ومثل الشهيد خالد كان الشهيد أمجد محمد حنش العفيفي الشاب الثلاثيني شخصية محبوبة عند الجميع، فهو الذي لم يخاصم قط أحد وحتى المتهورين والمستهترين كان يواجههم بالعتاب المهذب والوعظ النافع والحجة المقنعة، كما سعى لإصلاح ذات بين المختلفين والمتنازعين، وشارك بحيوية في جبهات القتال في بله والعند ولم يمض على عودتهم من هناك إلا أيام قليلة أراد خلالها أن يصاحب المتخرجين من معسكر الشهداء إلى قيادة المنطقة للمشاركة في عمليات حماية المناطق المحررة والمساهمة في ما يقتضي من مواجهة للعدوان.
لكن شيطان الفتنة كان أقوى من إرادة الخير المغروسة في وجدان هذين البطلين ومعهما الآلاف من أبناء رخمة والملايين من أبناء الجنوب، فقد سارع إلى التقاط اثنين من أنبل وأنقى أبناء رخمة وأكثرهم استقامة وحيوية ونزاهة.
لقد فقد الجنوب الآلاف من أبنائه في مواجهة الغزو والعدوان الثاني، وكل هؤلاء أعزاء وغاليين على أهلهم وعلى كل الجنوب، وكل منهم يستحق مقالة عزاء لوحدة لكن ما يحز في النفس أن خالد وأمجد قد استشهدا على أيدي أناس محسوبين من أبناء جلدتهم وفي يوم يفترض أنه يوم تخرج الدفعة الأولى من الشباب المتدربين في معسكر الشهداء برخمة، بدلا من أن يستشهدا في مواجهة العدو الغازي، لكن للقدر أحكامه التي لا يردها إلا مقدرها.
ختاما أتوجه إلى جميع أبناء رخمة وعقلائها وإلى ذوي الشهيدين والجرحى وأهليهم بالدعوة وإلى أهالي المشتبه بهم إلى إعمال العقل ومحاصرة الجريمة في المشبه بهم وحدهم دون سواهم، وأدعو أهالي وأقارب هؤلاء إلى المساهمة في محاصرة الفتنة بالمساعدة على كشف ملابسات الجريمة، وتقديم المتهمين للقضاء ليقول كلمته، كما أدعو جميع العقلاء من أبناء رخمة، وعلى رأسهم الوجهاء الاجتماعيين والدعاة والتربويين وأئمة وخطباء المساجد إلى المساهمة الفعالة في نشر الوعي المواجه للاستهتار والفوضى والرافض لثقافة الاعتداء والعجرفة والاستخفاف وإلى نشر فضيلة التواضع واحترام الآخر والميل لصيانة الدماء والأرواح التي حرم الله التعرض لها.
رحم الله الشهيدين خالد وأمجد وشفى الله الجرحى وجنب الله عباده كل أسباب الضغائن والفتن ما ظهر منها وما بطن.
برقية عزاء:
اتصل بي العشرات ممن لم يجدوا وسيلة اتصال بأسرتي الشهيدين خالد وأمجد، وطلبوا مني نيابة عنهم أن أبلغ العزاء لأسرتي الفقيدين وابتهالهم إلى الله أن يتقبل الشهيدين بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يلهم أهلهما وذويهما وكل أحبابهما وهم بالآلاف، الصبر والسلوان.
ومن بين من كلفني بهذا: 1. العميد صالح عبد عبدالله الصري نيابة عن إخوانه وأولاده، 2. محمد عيدروس عبد الله 3. صامد يسلم سعيد ناصر، 4 عبد القادر فضل حسين الشراب وأولاده،. 5. طارق يسلم سعيد ناصر، 6. عميد صالح حسين الذرحاني، 7. د. قاسم عبد المحبشي، 8. أ. عادل صادق الشبحي، 9. أ. فهيم الفضلي، 10. وضاح يسلم سعيد ناصر، 11. رشيد الصري، 12. مقدم حنش راجح المنصري، 13. حسن سالم قاسم الرماعي، 14. وليد الصري،