fbpx
سقطت راية الحوثي..ولن تُرفع راية أخرى!!

فهد البرشاء

شاء الله جل في علاه وأرتفع في سماه أن تُكلل تضحيات أبناء الجنوب بنصر مؤزر في كافة ميادين وساحات البطولة والفداء, حينما أخلصوا النية لله أولا ثم للوطن المسحوق الذي ظل يئن ويرزح تحت وطأة ظلم الديكتاتوريين الذين ظلوا يتعاقبون عليه ليل نهار, ينهبون ثرواته ويمتصون خيراته, ويستنزفون أهله, تارة بالقتل وأخرى بالأقصاء, حتى ضاقت الحياة بهم وضاقت بهم أنفسهم من هذه السياسة الرعناء التي ظلت طوال هذه السنوات العجاف تبحث عن اهدافها ومصالحها واطماعها الذاتية ولم تكترث أو تبال قط بالشعب الجنوبي البته..

شاء الله أن يسطر أبناء الجنوب وبمساندة إخواننا في دول التحالف أروع البطولات وأجمل التضحيات وأثبتوا للعالم أجمع أننا أصحاب (حق) وقضية ومبدأ ولسنا ممن يبحث عن المشاكل والفوضى والعبثية أو إراقة الدماء كما كان يصور للعالم أجمع (محروق) صنعاء منذ القدم, وأننا لسنا دعاة حرب أو فوضى أو تخريب, وإنما لنا مطلب وهدف وقضية أنبل وأعظم من تلك القذارات السياسية والمكايدات الشخصية فيما بين فرقاء المشهد الأرعن في البلد الخاوي على عروشه..

وأسقط الجنوبيون بفضل الله تعالى ثم بتلك السواعد الأبية راية الحوثيين وإلى الأبد بإذن الله, وكسروا شوكتهم وأذاقوهم من المرار والعلقم ما الله به عليم,بعد أن غرتهم قوتهم (الهشة) بدعم (حليفهم) الذي ولى هاربا يبحث عن ملاذ ومأوي ليحتمي فيه, بعد أن نتف التحالف (ريشه), وكسروا أجنحته الذي ظل يتبجح بها ويتفاخر, وينعق بتلك القوة التي غدت بين عشية وضحاها في خبر كان, ولم تشفع له يوم التقى الجمعان, ولم ترحم ضعفه ووهنه..

وبما أن راية الحوثي سقطت ونكست وإلى الأبد بإذن الله تعالى,وباتت مجرد ذكرى مؤلمة لا يريد المرء إستذكارها أو حتى الوقوف على محطاتها ولو لثواني لمرارتها وبشاعتها ولحربها الغاشمة الظالمة التي حصدت الأرواح وسفكت الدماء وعاثت في الأرض فساد, وأهلكت الحرث والنسل, وأحرق الأخضر واليابس, طالما وأنها سقطت لانريد أن ترتفع أي راية أخرى او ترفرف لأي حزب كان ولأي جهة كانت ولأي توجه كان, لانريد رآيات يرفعها عبيد المال, او تابعي الأسياد, أو فاقدو الضمائر وعديمي الأخلاق,لانريد أن تكون لأي رآية في أرض الجنوب أي وجود غير رآيات الحق والصدق والشعب التي يجمع هو عليها ويقتنع بها هو, ويؤمن بها وبمن يرفعها..

رآيات تكون للحق ومن الحق, وللشعب أولا وأخيرا, تنبثق من معتقداته وإيمانه ومبادئه, لاتنتمي لفئة أو جماعة, أو حزب, أو دولة, أو أشخاص, لاهم لهم إلا مصالحهم وغاياتهم وأمنياتهم الذاتية التي لاتعدوا عن تخريب الأوطان وقتل الأبرياء وتشريد الآمنين,فلا تحمل أهداف أو مبادئ أو مشاريع تتناسب مع الشعب الذي أنهكته تلك المتغيرات السياسية والأهواء التي تتحكم بكل شيء في هذا البلد, والتي تمثل الأشخاص فقط, ممن نذروا أنفسهم للشيطان, ولنزعتهم الدموية والحيوانية..

ولى وإلى الأبد بإذن الله زمن الرايات في جنوبنا الغالي, وولى من يقودها ويسيرها ويرفعها ليواكب أهواءه وطقوسه وأجواءه, ولت بإذن الله ولن ترفع طالما والشعب الجنوبي قد بات يعرف من هو اللاعب الرئيس بحياته ومصالحه, ومن يعبث بها ويخربها, ومن أحالها إلى الم وبؤس وشقاء وتعاسة,ولن ترفع أي راية إلا تلك الرايات التي سقط في سبيلها الشهداء, والجرحى وتنكلت من أجلها الملايين, وتوجعت من أجلها الملايين, وبكت من أجلها الملايين في وطننا الجنوب,لن ترفع بإذن الله أي راية لاننا بكل صراحة (تعبنا) من التلاعب بحياتنا, بمصالحنا,تعبنا من سفك دماؤنا, من إزهاق أرواحنا, من جعلنا (فئران) تجارب, وكباش فداء لأي جهة أو حزب أو جماعة..