fbpx
ألا يبدأ الضياع من هنا؟!
قلم / يحيى بامحفوظ
يقولون علينا ان نساير الوضع و نتماهى مع ما يطرح ونلبي ما يطلب منا بالسير في ركب أطروحات مؤتمر الرياض حتى تتخلص اليمن من الحوثي وأتباعه وصالح وجيشه بعد ذلك نطالب ونطرح ما نريد, “كلام مخيّط بصميل” كما يقول المثل الشعبي.
في واقع الأمر ان المسألة برمتها لا تعدو مجرد وسيلةٌ يحاول المقامرون السياسيّون اللاعبون على عواطف الجماهير استثمارها بغية النيل من انتصارات هذا الشعب, متناسين إن الواقع اليوم في الجنوب بات يحمل في ثناياه حلاً عادلا للقضية الجنوبية، وهو الأكثر إنصافاً, وهو ما يجب مراعاته بل والاعتماد عليه في أي تسوية سياسية قادمة, لا افتراضات و وهم مؤتمر الرياض المغمّس بالخبث الذي يمتلكون ناصيته ساسة الشمال.
مع سنوات عبث صالح والتي توجها مؤخرا بتحالفه مع الحوثي لتدمير الجنوب وما سبقها من جرائم وتخاذل قوى المجتمع في الشمال, كان لها الأثر البالغ في نفوس أبناء الجنوب, فجرائم صالح ونظامه، وإلحاقها بتحالفه مع الحوثي، التي كان من نتائجها ارتكاب المجازر وتدمير للبنى التحية ودك المنازل على رؤوس ساكنيها في الجنوب, لا تترك في نهاية المطاف، مجالاً لأي شك حول الطبيعة الإجرامية لهؤلاء, وبعد كل ذلك هل يوجد من يعتقد ان هناك ما يمكن ان يعيد ثقة الجنوبيين بالوحدة..؟! أم ان التعايش في ظل وحدة الوهم أصبح مستحيلا..؟!, سؤالان لا يستحقان الوقوف أمامهما طويلا لأن الأمر هنا لا يحتاج إلى بذل أي جهد لمعرفة الإجابة, فمحاولات تزييف الحقائق والمنتجات اليومية لمطابخ الكذب والتزوير لها مفعول السحر في نفور أبناء الجنوب واقتناعهم بأن ساسة الشمال لا يمكن ان يتغيروا تحت أي ظرف كان وان إدّعوا ذلك, وهو أمر كفيل بنسف أي جهد لإعادة بناء جسور الثقة مهما بلغ ثقل الجهة التي تحاول إحياء ما فُنيّ ومُحيّ من قلوب أبناء الجنوب.
المسألة, مسألة حياة إذاً, بالنسبة للشعب الجنوبي, الذي أعطى الفرصة تلو الفرصة لبعض أبنائه, حتى حينما اقترفوا الأخطاء الجسام بحقه وتباهوا بها.. ومارسوا حماقات منقطعة النظير بكيانه, و هو ذات الشعب الجنوبي الصابر الذي كان يفوّت زلاتهم ويتجاوز أخطائهم منطلقا من تسامحه مع أبنائه, ومع كل ذلك نرى انهم مصرين على السير به باتجاه عكس طموحاته, وكما توقعنا سابقا ان غدا سنلج إلى صراع جديد سيكون نجماه دعاة العودة بالجنوب لأحضان صنعاء والشعب الجنوبي التواق للتحرر والخلاص, وهذا ما يلوح في الأفق, لذا أشير هنا لمسألة غاية في الأهمية وهي ان ثمة غضب صامت وينمو باضطراد اجزم من انه لن يدوم بنطاق الصمت طويلا إذا ما تمادى هؤلاء في محاولات السطو على ما سطره الجنوب من بطولات, ومن هذا المنطلق نؤكد على ان كل المحاولات لتجيير انتصارات المقاومة الوطنية الجنوبية، لإعادة إنتاج الوحدة تحت أي صنف كانت، هي محاولات فات أوانها.
وفي مقابل كل ما تقدم, يأتي أهم ما في الموضوع, ألا وهي قيادات الكيانات السياسية الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال, والتي ذابت معظمها كما يذوب فص الملح في الماء, إلا من قلة منهم ويعملون بشكل فردي وبجهود ذاتية صرفة, وعليه نقول: ان لم تتحركوا سياسيا ودبلوماسيا سريعاً, سيكون القادم وبالاً عليكم قبل غيركم, بسبب خذلانكم لهذا الشعب وقت حاجته لكم وستتحملون وزر ضياع قضيته وتضحياته, إن فرضت عليه أجندات لا يرتضيها, وانتم من عنيناهم بعنوان المقال.
ختاما أقول للجميع عليكم بالتذكر دوما “اكرر عليكم بالتذكر دوما” إنه شعب الجنوب ذا معدن نفيس يحمل بداخله الكثير من المعانِ التي أودعتْها فيه أصالته من خلال أربع ركائز أساسيةٍ هي: إيمانه, وحاضره, وتاريخه, ورجاله…