fbpx
أولويات ما بعد النصر !!

ياسر اليافعي
الانتصارات التي تحققت للمقاومة في الجنوب هي انتصارات تاريخية كان ينتظرها كل جنوبي منذُ سنوات طويلة.
هذه الانتصارات اعادة الاعتبار للجنوب وشعب الجنوب وما كانت لتتحقق لولاء ثبات المقاومة على الأرض رغم الإمكانيات البسيطة في بداية الحرب، وكذلك صمود وصبر الحاضن الشعبي لها ومساندة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية .
قدم الجنوبيون خلال هذه الحرب تضحيات جسمية وكبيرة جداً، حصدت ارواح المئات من الشهداء وخلفت آلاف الجرحى وشردت عشرات الآلاف من مدنهم وقراهم، بالإضافة الى ان تأثيرها وصل الى كل بيت جنوبي ولا يوجد قرية او مدينة في الجنوب إلا ووصلها الحزن والمعاناة.
حجم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب في الجنوب كان ثمنها انتصارات كبرى حولت الحلم الى واقع على الأرض، وأصبح ابناء الجنوب يسيطرون على أرضهم ومعسكراتهم وينشرون النقاط في الطرقات وداخل المدن، وهو ما يعني عودة الجنوب الى أهله بعد أكثر من 20 عاماً من الاحتلال .
وللحفاظ على هذه الانتصارات فان هناك أولويات لابد منها في ظل عملية توازن بين ثلاثة اطراف أصبحت مؤثرة على المشهد في الجنوب وهي المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي وشرعية الرئيس هادي، بحيث يقع على كل طرف من هذه الاطراف مسؤولية وطنية واخلاقية للحفاظ على الانتصارات التي تحققت، وحفظ الأمن والاستقرار والخروج الآمن لعدن خاصة وباقي المحافظات المحررة ومنعها من الانزلاق في الفوضى وسيطرت المليشيات المسلحة .
وأعتقد ان اهم الأولويات التي يجب العمل عليها فوراً هي :
احتواء المقاومة الجنوبية ضمن قوات الجيش والأمن وعدم السماح بتحولها الى مليشيات مسلحة، بحيث تتولى مسؤولية التدريب والتنظيم قوات التحالف العربي، وهذه مهمة عاجلة لا تحتمل التأجيل، لأن ترك أي فراغ أمني سيتم استغلاله من بعض الجماعات المسلحة سوء تلك التي لها ارتباط بصنعاء أو غيرها.
على المقاومة إعادة تفعيل المجلس العسكري وتوسيعة ليشمل كل المحافظات الجنوبية، بحيث يكون دوره فعال في الرقابة والحفاظ على الانتصارات التي تحققت .
ان تكون مهمة حفظ الأمن في المحافظات الجنوبية من صميم عمل المقاومة الجنوبية التي سيتم تدريبها وتأهيلها، بحيث لا يسمح بتواجد أي جندي شمالي في النقاط والمدن الجنوبية على الاطلاق لما لهذا الأمر من حساسية خصوصاً بعد ما جرى من احداث في الجنوب .
عملية إعادة الأعمار والتعويضات يجب ان تشرف عليها بشكل مباشر قوات التحالف العربي، لانه لا يوجد ثقه في كل المسؤولين السابقين، ويجب ان لا يتأخر العمل في هذا الملف كثيراً .
القوى السياسية في الجنوب سواء مكونات الحراك او غيرها يجب ان تخرج من حالة الجمود التي تعيشها، وتساهم في المرحلة الانتقالية التي يمر بها الجنوب وتبدأ بتهيئة نفسها للمرحلة القادمة وهي مرحلة الاستحقاقات السياسية .
بالتزامن مع ذلك يجب ان تشرف قوات التحالف وتحديداً المملكة العربية السعودية على رعاية عملية سياسية تهدف الى ايجاد حل سياسي حقيقي لقضية الجنوب تمهيداً لايجاد حكومة في الجنوب تتولى إدارة الملف الجنوبي وتستكمل ما سيتبقى من مهام .
الملف الاقتصادي في عدن يجب ان يحظى بأهتمام كبير ولا سيما مجال الاستثمار، حيث أصبحت عدن بحاجة ماسة وفورية الى عدد من الاستثمارات المستعجلة والضرورية التي تهم المواطن وتساهم في سرعة إعادة الاعمار وهذه الاستثمارات تتمثل في قطاع الاتصالات والانترنت وقطاع البنوك وقطاع العقارات .
وأخيراً مسؤولية الحفاظ على الانتصارات هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل مواطن، لذلك لابد من تكاتف جهود الجميع حتى نجتاز بسلام فترة ما بعد الحرب وصولاً الى مرحلة الاستقرار السياسي والأقتصادي .