fbpx
المقاومة الجنوبية والمحاذير الثلاثة

صلاح محمد قحطان

ينبغي علينا جميعاً كجنوبيين بشكل عام والمقاومة الجنوبية بشكل خاص فهم واستيعاب طبيعة وصعوبة وتعقيدات وتحديات هذه المرحلة الخطيرة والحساسة جداً والمفصلية في تاريخ الجنوب بإبعادها الوطنية والإقليمية والدولية وما يترتب على سير و نتائج الحرب من رسم خارطة جديدة في الجنوب واليمن والمنطقة عموما  والتي تشكل المقاومة الجنوبية أحد واهم عناصر التغيير على الساحة الجنوبية  في خارطة المستقبل الجنوبي بعد أن أثبتت بصمودها وتضحياتها وجدارتها بأنها قوة عسكرية جنوبية فرضت نفسها على الأرض الجنوبية وحليف إقليمي لا يمكن الاستغناء عنه على المدى القريب،، فيما أذا أحسنت المقاومة الجنوبية والجنوبيين عموما التعاطي بحكمة مع هذه المتغيرات وتوظيفها لصالح القضية الجنوبية والحفاظ على تحالفها مع قوات التحالف وعلى المكاسب العسكرية والسياسية التي حققتها ،،

لقد سبق لنا وأن كتبنا وأكدنا مراراً أن المهمة الرئيسية اليوم التي تنتصب أمام كافة الجنوبيين والمقاومة الجنوبية هي في تطهير الأرض الجنوبية من قوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي وضمان تأمين وحماية المناطق المحررة وهذه المهمة تتطلب من كل الجنوبيين تسخير كافة الإمكانيات والطاقات لانجازها وان لا ينبغي السماح لأي أعمال أو ممارسات تعرقل تنفيذها أو القفز عليها تحت أي مبرر من المبررات  مهما كان .

 

ولضمان تنفيذ هذه المهمة والتفرغ لها ونجاحها  فإنه يتوجب على المقاومة الجنوبية والجنوبيين عموما التنبه من المحاذير التالية وأخذها على محمل الجد في هذه المرحلة وهي :

1-    يجب التصدي بحزم  وعدم السماح لأي ممارسات ولمن يريد أن يقسم شباب المقاومة الجنوبية التي وحدتهم المتاريس وميادين الشرف تحت يافطات حزبية أو قبلية هذا حراكي وذاك إصلاحي الخ،، أو في توظيفها واستثمارها ومحاوله تجييرها لصالح طرف أو حزب أو مكون أو منطقه الخ ،، وان يعمل الجميع ويحرص في استيعاب المقاومة الجنوبية عسكريا وتحويلها إلى قوة عسكرية جنوبية نظامية بما تحمل الكلمة من معنى تدافع وتحمي الأرض الجنوبية التي قاتلت وقدمت التضحيات من اجلها ،، الأمر الذي يتطلب أن يحرص الجميع في المحافظة على وحدة وتماسك المقاومة الجنوبية بنسيجها الوطني ولحمتها الجنوبية بتنوعها السياسي والحزبي والاجتماعي والقبلي

 

2-    ليس من مصلحة المقاومة الجنوبية وتحت أي ظرف أو مبرر الدخول في أي خلافات أو السماح لأي إشكاليات بينها والحكومة الشرعية أو مع الأحزاب والقوى القبلية وغيرها المنطوية والمؤيدة للحكومة الشرعية وعاصفة الحزم وفي مقدمتهم حزب الإصلاح ،، يقول الزعيم نيلسون مانديلا ( لصنع السلام مع عدو لابد من العمل مع عدو وهذا العدو يصبح شريك)  ،،، ولذلك فأنه ينبغي فهم واستيعاب أهمية العلاقة والترابط بين المقاومة والحكومة الشرعية كضرورة لا يمكن الاستغناء عنها أو الفصل بينهما في المرحلة الراهنة الأمر الذي يتطلب الحفاظ على علاقة المقاومة الجنوبية بالحكومة الشرعية ممثله بالأخ الرئيس هادي ونائبه الأخ بحاح وتعزيزها  وتمتينها

 

3-  المحافظة على علاقة المقاومة الجنوبية مع قوات التحالف وتعزيزها كعلاقات أخوية تعمده هذه العلاقة بالدماء المشتركة وارتبطت بالمصير الواحد المشترك وهي علاقات إستراتيجية لا يمكن السماح بالمساس فيها بأي شكل من الأشكال وعلى المقاومة الجنوبية أن تعي جيدا الدور والدعم الذي حضيه فيه من قبل قوات التحالف والذي مكنها من التقدم وتحقيق هذه الانتصارات وحاجتها لاستمرار هذا الدعم على المدى القريب والبعيد. 

 

الخلاصة

 

إن المحافظة على تعزيز العلاقة والعمل العسكري المشترك بين الأقطاب الثلاثة لعاصفة الحزم (قوات التحالف،  والمقاومة الجنوبية ، والسلطة الشرعية) هو الشرط الرئيسي لتحقيق أي تقدم أو انتصارات وسوف تظل هذه العلاقة والعمل المشترك مهمة وضرورية ليس فقط في مرحلة تطهير الجنوب من قوات العدو بل وتزداد حاجة المقاومة والجنوبيين لدعم دول التحالف بشكل أكثر أكان في مرحلة تامين وحماية المناطق المحررة أو في مرحلة الأعمار والبناء بل وفي المستقبل البعيد كذلك ،،،

 

أبو وضاح الحميري

صالح محمد قحطان المحرمي                      01/08/2015