fbpx
أطفال الجنوب في مرمى نيران مليشات الحوثي
شارك الخبر

 

ذهبت برفقة صديقي الى مستشفى النصر بالضالع ،وتحت جنح الظلام نبصر أشعاع القذائف ونسمع دوي انفجارها في مناطق الضالع الواقعة على خطوط التماس مع مليشيات الحوثي وصالح .

وفور وصولنا اتى سالمين يحمل طفلته هديل التي لم تتجاوز العامين وبها إصابات متفرقة بأنحاء جسدها ، وتجهش هديل بالبكاء من شدة الألم

هرع الأطباء لتضميد جراح هديل ، ولكنه يصعب تضميد جرح استشهاد والدتها بتلك القذيفة المشؤمة التي أطلقتها مليشيات الحوثي وصالح

(كنت انا وأسرتي بنوم عميق داخل منزلنا في قرية لكمة لشعوب اذا صحوت على دوي انفجار حول المنزل الى ركام وجسد زوجتي الى أشلاء وجروح بالغة بطفلتي الصغيرة (هديل )…… هكذا تحدث سالمين بحزن وحسرة وغيظ

اما داخل المستشفى فقد تعالت الأصوات وبدو يتهامسون …..والدة هديل استشهدت … وتظهر على الجميع ملامح الحزن

(لم أتمالك نفسي حين شاهدت ابو هديل يحمل ابنته مضرجة بالدماء … فقد حدث لي نفس الموقف فقد حملت ابني الذي قتله ضبعان بداية الحرب وهو مضرج بالدماء وفارق الحياة وانأ أشاهد تلك الفاجعة التي أتذكرها كل يوم )……..هكذا قال احد الاطباء وعيناه تفيض بالدموع

تركنا هديل تبكي من الم الجراح بجسدها وتصرخ

ماما …ماما

دون ان تعلم هذه الطفلة البريئة أن والدتها فد التحقت بقوافل الشهداء

المفجع أن كل أطفال الضالع تقريبا امتدت إليهم آثار الحرب، وسيعانون نفسيا منها لسنوات طويلة مقبلة حتى بعد أن يتوقف القتال وتسكت اصوات المدافع؛ فالحروب دائما تخلف جيلا ضائعا من الأطفال الذين عانوا الخوف والرعب تحت القصف أو بعد مشاهدتهم لمناظر القتل والجثث، وحرموا من الحياة الطبيعية ومن التعليم المنتظم

وسط هذه الصورة الضبابية تستمر معاناةاطفال الضالع والجنوب ،

وتنتهي احلام هديل ومعها الكثير من أطفال الجنوب الذين لأجلهم يجب أن تنتهي هذه الحرب.. بشكل أو بآخر.

كتب: احمد شلبي

 

أخبار ذات صله