fbpx
التحالف العربي.. مهندس انتصارات المقاومة
شارك الخبر
التحالف العربي.. مهندس انتصارات المقاومة

صحيفة البيان – ياسر اليافعي

حققت المقاومة في عدن خلال الأيام الأخيرة انتصارات مهمة جاءت بعد أكثر من ثلاثة شهور من اجتياح الميليشيات لمدن الجنوب. وللانتصارات المتلاحقة للمقاومة في عدن العديد من الأسباب الداخلية والخارجية والتي مكنتها من الصمود ومن ثم تحقيق انتصارات نوعية.

مراحل المقاومة

ومرّت المقاومة في عدن بعدد من المراحل بدأت بعد خروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي منها وانسحاب الجيش واللجان المساندة له وتركها تواجه مصيرها مع ميليشيات مدربة ونخبة الحرس الجمهوري. تشكلت المقاومة في بداية الأمر بشكل تطوعي من بعض فصائل الحراك الجنوبي وبعض المكونات الحزبية الأخرى بالإضافة إلى شباب الأحياء، حيث كانت تعتمد على جهود فردية وكل مدينة تدافع على نفسها دون وجود أدنى تنسيق وتسليح خفيف وبسيط، كل فرد يعتمد على سلاحه الشخصي فقط وهو ما كان يوقع ضحايا كُثر في صفوف المقاومة وجعلها في موقف الدفاع فقط.

ومع صمود المقاومة الأسطوري في مواجهة قوة ضاربة لجأت ميليشيات الحوثي إلى قصف المدنيين وحصار المدن حتى تجبر المقاومة على الاستسلام وهو ما حدث فعلاً في مدينة خور مكسر والتواهي والمعلا بعد أكثر من شهر من الصمود.

البريقة عامل قوة

وساهم بقاء مدينة البريقة الساحلية تحت سيطرة المقاومة في خروج مقاتلي المقاومة من المدن التي احتلتها الميليشيات والتوجه إليها والالتحام مع مقاومتها وهو ما شكل عامل قوة اساسياً ومهماً في ظل وجود ميناء الزيت الذي سهل وصول سفن وقوارب تحمل اسلحة خفيفة ومتوسطة قادمة من دول التحالف.

دور التحالف

ولقوات التحالف العربي التي تقودها السعودية الدور الأبرز في إعادة تنظيم المقاومة وترتيبها وبتشكيل نواة جيش نظامي، ودعمها بالسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل. وجاء دعم المقاومة عبر عدد من الخطوات حيث بدأت دول التحالف بدعم المقاومة على الأرض في مدينة البريقة، واتخذ هذا الدعم عدة أشكال، منها تزويد المقاومة بالسلاح النوعي وإرسال نخبة عسكرية لتدريب المقاومة وتنظيمها وحتى مشاركتها القتال في بعض الجبهات.

وقامت المملكة العربية السعودية بتدريب عدد من المغتربين من ابناء المحافظات الجنوبية وبعد تدريبهم طوال اكثر من شهرين تم إرسالهم إلى مدينة البريقة لتلتحم مع المقاومة المدربة.

عملية استنزاف

وبالتزامن مع مرحلة إعادة ترتيب صفوف المقاومة وتدريبها استمرت قوات التحالف في عملية استنزاف طويلة لقوات ميليشيات الحوثي وصالح، حيث استمر التحالف في قصف هذه القوات بشكل متواصل ومركز وهو ما ساهم بشكل كبير في اضعافها وتفككها وفقدانها السيطرة وحدّ من تحركها وتقدمها تجاه مدينة البريقة التي ظلت تحتضن المقاومة.

وبحسب مراقبين فإن صمود المقاومة ومساندة التحالف لها من خلال العمليات الجوية والتدريب على الأرض والدعم بالسلاح والتغيرات العسكرية التي اجراها الرئيس هادي في قيادة المنطقة الرابعة كل تلك العوامل ساهمت بشكل كبير في انتصار المقاومة المتسارع، في ظل انهيارات متلاحقة للميليشيات بسبب القصف الجوي المركز والمستمر طوال الفترة الماضية.

عوامل نصر

يرى العميد والمحلل الاستراتيجي ثابت حسين صالح أن هناك عدداً من العوامل الداخلية التي ساهمت في النصر منها صمود المقاومة على الأرض وحمايتها من قبل التحالف بالإضافة إلى عامل مهم متمثل في قيادة هذه المقاومة من قبل قادة جنوبيين مخضرمين ومحترفين.

أخبار ذات صله