fbpx
عدن تؤجل فرحة الفطر حتى النصر
شارك الخبر
عدن تؤجل فرحة الفطر حتى النصر


ياسر اليافعي – صحيفة البيان
عدن التي طالما زرعت الفرحة لدى كل اليمنيين في الأعياد، تنتظر اليوم من يداوي جروحها ويزرع الابتسامة على محياها وعلى من تبقى من سكان فيها، ولأول مرة في تاريخها يمر العيد هذا العام ومعظم المدن العدنية خالية من السكان، وأسواقها ومجمعاتها التجارية مغلقة، وأهلها مشردون ونازحون ومن تبقى منهم محاصرون.

عدن المدينة المسالمة التي طالما احتضنت كل الديانات والمذاهب وكانت نموذجا للتعايش وقبلة للسياح والزوار لقضاء الإجازات، ستلبس هذا العيد ثوب الحزن والألم وتستبدل تكبيرات العيد، بأصوات صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون.

وباتت شوارعها خالية ومناطقها الرئيسية تحولت الى مدن اشباح، ومرافقها ومراكزها التجارية تحولت الى ثكنات عسكرية ومراكز قيادة للميليشيات. وأهل عدن المسالمون بعد ان كانوا يبحثون في الأسواق عن أجمل الملابس وأفضل العطور، اليوم باتوا يبحثون عن الأكفان لشهدائهم سواء من يستشهدون في الجبهات او بسبب قصف الميليشيات.

عن فرحة العيد يقول المواطن مهيب شائف ان أمنا عدن وهي تستقبل العيد تكتسي ثياب حداد على أرواح شهدائها وأطلال مساكنها المدمرة، ورغم ذلك يشعر الجميع بالفخر حيث مسك أجساد الشهداء يعطر كل منزل، بينما يكتسي غيرنا بثياب العار والإجرام.

ويؤكد المقاوم نصر قداري ان فرحة العيد مؤجلة حتى النصر، فالحزن والألم يسودان كل بيت وقرية، فلا فرحة لأن أهل عدن مشردون ومحاصرون، والشباب في الجبهات يقاتلون الغزاة لذا سيؤجل الفرح حتى تلوح بشائر النصر ونطهر عدن من دنس الغزاة، وعندها سيكون عيد الأعياد وسنفرح ونغني باستعادة مجدنا وتاريخنا.

ورغم الألم والحزن الا ان الأطفال في المناطق التي تخضع لسيطرة المقاومة لم يمنعوا انفسهم من فرحة العيد، فلبسوا الجديد واشعلوا الألعاب النارية وتجمعوا في الحارات متحدين صواريخ الميليشيات. ورغم المعاناة إلا ان الحرب كان لها دورها الكبير في ابراز التكاتف والتعاون بين ابناء المحافظات الجنوبية، ولا سيما المناطق المجاورة لعدن، والتي نزح اليها الآلاف من عدن ولحج.

سيطرة كاملة

في منطقة يافع التي تخضع بشكل كامل لسيطرة المقاومة، وبها آلاف النازحين من عدن ولحج، ومنازلها تستضيف العائلات النازحة وكذلك المدارس وبعض المرافق الحكومية، حث إمام وخطيب الجامع الرئيسي بالجمعة الأخيرة لرمضان الناس على إخراج زكاة الفطر للنازحين من المناطق المتأثرة بالحرب، ومن أجود ما يأكل الناس من مواد غذائية كالأرز والقمح.

ويجمع الزكاة عقال ومشائخ الحارات قبل العيد، لتقدم للمحتاجين، وما زاد يعطى للحارات والقرى المجاورة، إلا انه وهذا العام ونتيجة للوضع الاستثنائي الذي تمر به المحافظات الجنوبية سيتم توزيع الزكاة على النازحين الذين يعانون ظروفاً صعبة، في ظل منع ميليشيات الحوثي وصول المساعدات الإغاثية الى هذه المناطق.

أخبار ذات صله