fbpx
عدن تنتصر. . .عدن تتحرر!!

د عيدروس نصر ناصر
سجلوا أيها المؤرخين هذا اليوم بماء الذهب، ولا تنسوا أن تسموه يوم استعادة عدن لحريتها، يوم انبلاج النور من قلب العتمة الحالكة التي ربضت على الجنوب ربع قرن من المعاناة والمرارة والعلقم.
يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر يوليو 2015م كان يوما فاصلا ففيه تأكدت حقيقة طالما تجاهلها العتاة والبغاة، وهي أن من يتسلحون بإرادة الحق وعزيمة الاستبسال (وإن قل عددهم وتضاءلت خبراتهم القتالية) لا بد أن يقهروا من يمتلكون الدبابات والمدفعيات والصواريخ وكل آلات التدمير والتفجير مهما كبرت أعدادهم ومهما كانت خبراتهم الحربية والقتالية، لكنهم لا يمتلكون الإرادة والثبات والتمسك بالحق.
انتصار عدن لا يعني فقط اندحار الغزاة وانهيار الطغاة وتقهقر البغاة، بل إنه يعني أكثر من هذا، إنه انتصار الحق وانهيار الباطل، شموخ الإرادات واندحار الأطماع، انبلاج الضوء وتلاشي الظلام، علو رايات الحرية وانتهاء زمن العبودية والتبعية والإذلال.
عدن لم تنتصر فقط. . .عدن تتحرر من ربع قرن من الويلات والمرارات، وتنفتح على عصر جديد من الحياة المدنية التي وضعت بذراتها الأولى ذات يوم في شبه جزيرة العرب وكانت السباقة لاستنباتها وتنميتها ونشرها في بقية الأرجاء.
تحرر عدن هو الخطوة الأولى على طريق تحرر الجنوب واستعادته لسيادته بعد أن ظن غزاة الأمس وغزاة اليوم أنهم قد خنقوا صوت الحرية ورحلوا بشاشات الفجر وهجروا أضواء النهار من سماء الجنوب وسهوله ووديانه وجباله.
ألف قبلة على جبين عدن الأبية وألف رحمة ونور تغشى جميع شهداء المقاومة الجنوبية الذين جعلوا من دمائهم زيتا لمشعل الحرية ومن أرواحهم شمعات تضيء طريقها وألف تحية وسلام لأبطال المقاومة الذين اجترحوا مأثرة التحرير وكتبوا صفحة الانتصار بعزائمهم ودمائهم وحبات قلوبهم، والخزي والعار لقتلة الأطفال وسارقي ابتساتهم، ولا نامت أعين الجبناء المتدثرين بشراسة الضباع ووحشية آكلي لحوم البشر.