fbpx
الهدنة الكاذبة

د عيدروس نصر ناصر

مثلما كانت الهدنة السابقة التي قبلت بها جماعة الحوثي وحليفها صالح، كذبة كبيرة جرى استثمارها من قبل تحالف الشر لإعادة ترتيب الأوراق ونشر مزيد من المليشيات المقاتلة في مناطق المواجهة، خصوصا في مدينة عدن والمناطق المحيطة بها، كان تعامل تحالف الشر هذا مع الهدنة الجديدة التي أعلنتها الأمم المتحدة، ووافق عليها لفظيا تحالف العدوان لكن دون أن يقدم برهانا واحدا على أنه يحترم ما يعلن ويفي بما يعد.

طوال يوم الجمعة (23 رمضان) (الموافق 8/7) ـ أول أيام الهدنة المزعومة ـ شهدت العديد من مناطق عدن وغيرها من الجبهات أعمال عدوانية جديدة بعضها فاق في حجمه ونتائجه تلك التي ارتكبت قبل إعلان الهدنة وهو ما يعني أن تحالف الحوافش لا يكترث كثيرا لما يفترض أن تعنيه موافقته على الهدنة، فهو إذ يوافق على الهدنة يعلن أنها لا تعني وقف إطلاق النار ولا الانسحاب من المناطق التي جيش عليها ليدمرها ويقتل ويشرد سكانها، كما ورد على لسان أحد القياديين الحوثيين، فماذا تعني الهدنة إذن إن لم تكن وقف إطلاق النار وإيصال المواد الإغاثية لمستحقيها؟

يراهن هؤلاء على بيروقراطية الأمم المتحدة ومنظماتها ومبعوثيها، كما يراهنون على تفوقهم في العدة والعتاد، وفي أعداد المقاتلين الذين استجلبوهم من مختلف مناطق اليمن للعدوان على عدن ومدن الجنوب، ويعلنون ما لا يلتزمون به ويقولون ما لا يفعلون، ويفعلون عكس ما يعلنون معتقدين أن العالم بلا أعين وبلا ذاكرة، لكن السؤال يبقى: حتى متى يستمر هؤلاء في غرورهم وعنجهيتهم واستهتارهم بكل المعايير والقيم ؟ وحتى متى تستمر الأمم المتحدة في تدليلهم واسترضائهم والتودد لهم بينما يواصلون ارتكاب أبشع الجرائم دون أن نسمع بيان إدانة أو حتى تعبيرا (عن القلق) كما هي عادة بان كي مون ومنظماته.

يعتقدون أنهم قادرون على قهر المقاومة الجنوبية الباسلة وإجبارها على الاستسلام لشروط الحوثي وعفاش ووسيطهما ولد الشيخ، لكنهم لا يعلمون أن شعب الجنوب المتمسك بالحياة والمؤمن بعدالة قضيته قد انطلق في مسيرته النضالية وأن مقاومته قد اتخذت مجراها ولن تعود إلى الوراء وستجرفهم غدا كما يجرف السيل الحشرات والقوارض الواقفة في طريقه.

وإن غدا لناظره قريب