fbpx
للرئيس هادي.. ماذا بعد ؟

فهد علي البرشاء
فليسمح لي الرئيس هادي في اللأدولة , واللأقانون, واللأنظام, بل واللأرئاسة على أرض الواقع اليمني أن أتجاوز الخطوط الحمراء, وأتعدى المحظور,ليس كرها في شخص الرئيس لان كرهي له لن يفيد في شيء, وحبي له لن يغير في الأمر شيء, فليسمح لي أن أضع على طاولته (المضطربة) سؤال وليغص عميقا بين ثناياه وليطفئ لهيب تساؤلاتنا دون أن يبحث عن الإجابة في أفواه قوى التحالف, أو يفتش عنها بين ثنايا مواليه الهلاميون, أو أصدقاءه الزائفون, أو حاشيته الكاذبون,وليجب عنه هو فهو من أبناء جلدتنا, وجغرافيا (جنوبنا) وبدويتنا البريئة الشهمة الشامخة, مفاده.. ماذا بعد ؟؟

أخبرني بكل صدق, بل أخبر كل جنوبي أنهكه البحث بين ثنايا سياساتك (الرمادية) ماذا سيحدث لنا أكثر من هذا .؟ وما الذي سندفعه ضريبة أخطاؤكم ومناكفاتكم ومكايداتكم وصراعاتكم التي لاتنتهي ولن تنتهي طالما والبسطاء من أبناء الجنوب, بل الجنوب قاطبة على الهامش في سياستكم وحسابات الربح والتجارة ولا محل لهم من الإعراب الآدمي..

دماؤنا سفكت,أروحنا أزهقت, أجسادنا تمزقت, منازلنا دمرت,مدننا تهدمت, حياتنا تكدرت, أحلامنا وأدت, أمنياتنا قتلت,شملنا تبعثر, جمعنا تمزق, كرامتنا أهدرت, حقوقنا سلبت,آدميتنا استبيحت, أعراضنا هتكت,مقابرنا أملئت, أحزاننا خيمت,أتراحنا رحلت, ولم يبق لنا شيء يذكر,فما الذي بعد سنقدمه قربان لنار سياساتكم,وكبش فداء (لمحرقتكم) وضحية لمسرحياتكم الهزلية..

أجب فالكل ملّ هذا الصمت الطويل, وملّ وهو ينتظر ماذا تخفي خلف (الأكمة) وماذا تحمل في جعبتك؟ فإن لم تثر حفيظتك الآن, ولم تتحرك دماؤك البدوية الراكدة الآن, ولم يصحو ضميرك وإنسانيتك من سباتها, فمتى سيكون كل هذا؟ أبعد أن نغدو (رميم), أم بعد أن نصبح في خبر (كان)؟.. إن لم تستفزك أشلاء طفل ممزق, أو تحرك مشاعرك أوصال جسد تحت الركام, أو تُجري مدامعك صرخات (رضّع) يشتهون رشفة حليب من أمهاتهم اللاتي قتلتهن العبثية والهمجية والعدائية والنزوة الحيوانية..

قل متى ستظهر (جنوبيتك) التي تدعيها وتنقذ أبناء جلدتك الذين أحتضونك حينما (لفظتك) صنعاء وحاكت ضدك المكائد والدسائس وأردت (تصفيتك)؟ بل وقتلوا أهلك وعشيرتك وذويك,أيعقل أن تنظر إلى أبناء شعبك وجلدتك وهم يُسحقون ويُذبحون من الشريان إلى الشريان,وهم يهربون من الموت وآله الحرب, ويبحثون عن ملاذ يحتضنهم, وسماء يلتحفونها وأرض يفترشونها..

لم استوعب بعد (صمتك) الرهيب, وبرودة أعصابك تجاه مايحدث لنا كــ(جنوبيين) من تشريد وتنكيل وقتل وتدمير وتجويع وإرهاب بأبشع صوره وأقذرها, ولا أدري أهو عجز ؟ أم قلة حيلة؟ ام لامبالاة, أم انتقام من أبناء الجنوب وأهله, لاأدري هل نسيت أم تناسيت أنك مسئول عن كل قطرة دم تسفك, وعن كل روح تزهق,وعن كل منزل تهدم, وعن كل لحظة خوف والم وضياع عاشها أبناء (الجنوب) وستسأل عنها أمام الله حينما تقف بين يديه..

ثُر يا أخي وتجرد من صمتك وأخلع رداءه, وضع حدا لكل هذا وأوقف نزيف الدم وشلالاته المتدفقة من أبناء الجنوب إن كان الأمر بيدك, وإن لم يكن كذلك فلا تجعل (بطانة) السوء تعبث بأرواحنا وتفرق جمعنا وتزرع الفتنة بين أبناء جنوبنا وتشق عصاهم, ولا داعي لأن يصطادوا في المياه (العكرة), ويسترزقون على حساب أرواحنا ودماؤنا وحياتنا..