مقالات للكاتب
لطفي شطاره
لحرب أثبتت أن الرئيس عبدربه منصور هادي كان على حق في رده على سؤال وجهته له توكل كرمان في اجتماع للجنة الفنية للحوار حضرناه في دار الرئاسة لمناقشة بدء الحوار .. قالت توكل بحماس الثائرة لا السياسية : هيكلة الجيش اليمني يجب أن تتم قبل انطلاق الحوار .. رد عليها هادي بكل هدوء لا يوجد جيش يمني حتى يمكننا إعادة هيكلته بالسهولة التي تعتقدينها، هناك ثلاثة جيوش في اليمن ، جيش يدين الولاء لعلي عبدالله صالح والفرقة الأولى مدرع لعلي محسن الأحمر والحرس الجمهوري لأحمد علي عبدالله صالح .
اثبتت الايام صحة ذلك ، اذ جاء الحوثيين وفتح لهم صالح ونجله معسكرات جيوشهم للانتقام من علي محسن لانقلابه عليه في ثورة 2011 ونجحوا في تدمير الفرقة الأولى مدرع وتحولت إلى أداة بيد الحوثيين بعد اسقاطهم لعمران واقتحام صنعاء وفرار علي محسن الأحمر إلى الخارج .
ما جرى في حضرموت أمس عن تمرد الحليلي وقبله إعلان القاضي قائد ألوية المهرة ولائهم للحوثي دليل صحة كلام هادي الذي ظل يغير فقط في وجوه قادة المحاور لا تغيير في تركيبة الجيوش هذه التي بنيت على الولاء الشخصي لأسرة صالح وال الاحمر التي حكمت اليمن ثلاثة عقود من الزمن ، ولم تسمح له بالامساك بهذه المؤسسة وظلت تعمل على خلق المشاكل له بداخلها وداخل مؤسسات أمنية أخرى.
هادي حكم اليمن بلا جيش يدين له بالولاء لا كفرد بل حتى كرئيس دولة .. لأن الجيوش كانت لخدمة المركز المقدس وحمايته .. ولهذا لم يستطع أي وزير دفاع جنوبي أن يقود عملية تذويب تلك الجيوش فهرب محمد ناصر واعتقل الصبيحي على يد الحوثيين ..
الحرب في اليمن هي حرب لاستعادة السلطة إلى يد المركز المقدس بعد أن أخرجت إلى أول جنوبي ليحكم اليمن .. هادي حكم بفعل الدعم الدولي لا بفعل الجيش اليمني الذي لعب مسرحية نصفه سلم للحوثي واستمر ونصف الآخر أعلن ولائه للشرعية للانقلاب عليها لاحقا .
اليمن دولة بلا جيش يدين الولاء للشعب بل لأفراد كانوا ومازالوا هم سبب كل الكوارث التي لن تنتهي إلا بانتهائهم.