fbpx
«الدرون» تكثف طلعاتها في سماء المكلا
شارك الخبر
«الدرون» تكثف طلعاتها في سماء المكلا

المكلا: أحمد الجعيدي
كثفت الطائرات من دون طيار «درون» طلعاتها على مدينة المكلا جنوب اليمن، والتي تستهدف في طلعاتها عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وقياداته، بعد أن أصبحت مدينة المكلا منذ 2 أبريل (نيسان) الماضي إمارة إسلامية غير معلنة، وتجمع فيها قيادات التنظيم من عدة جنسيات هم وعائلاتهم، وقتل على أثر تلك الطلعات أكثر من 20 عنصرا من التنظيم، من بينهم قياديون، كان أبرزهم أبو بصير ناصر الوحيشي زعيم التنظيم في شبة الجزيرة العربية، والذي تولى القيادة خلفًا له أبو هريرة قاسم الريمي الذي يوجد هو الآخر بالمدينة، إضافة إلى آخرين.
كما استطاعت «الدرون» صباح أمس الجمعة قتل 4 أفراد من عناصر التنظيم كانوا بالقرب من أحد معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، والتي يقومون فيها بتدريب مئات المجندين الجدد في التنظيم، ليتم توزيعهم بعد ذلك على دفعات بعدة جبهات، منها جبهة شبوة غرب مدينة المكلا، وفيها ثاني أكبر وجود بعد محافظة حضرموت لعناصر «القاعدة»، كما عمل التنظيم على نقل بعض معسكرات التدريب، بعد استهدافها بواسطة «الدرون» خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب تراجع بعض المتدربين فيها عن استكمال تدريباتهم.
وكان التنظيم قد أعدم اثنين من عناصره المتهمين بالتخابر لأميركا وجهات أخرى خارج التنظيم. وقال التنظيم في بيانه الذي تمت قراءته قبيل الإعدام أن مساعد صالح محمد الخويطر المكنى بأبو حسام الخالدي ونائف صلاح الخاضور المكنى بأبو عامر المطيري قد قاموا بزرع شرائح إلكترونية تساعد الطائرات من دون طيار «درون» على إيجاد أهدافها بدقة.
لتنقل الجثتين بعد الإعدام إلى خور المكلا بوسط المدينة عبر موكب من الأطقم العسكرية التابعة للتنظيم، في شكل مشابه لموكب إحضار الخويطر والخاضور لمكان الإعدام، ليتم صلب الجثتين على أكبر جسرين بالمدينة، وسط ذهول المواطنين المارين، في حادث تشهده المدينة لأول مره.
كذلك استحدث التنظيم مؤسسات جديدة تابعة له تعمل على إدارة شؤون المدينة، فقد حول التنظيم المجمع القضائي بالمدينة إلى مركز لإدارة دوريات «الحسبة» التي تُكلف بالبحث عن المخالفين لبعض تعاليم الشريعة الإسلامية، وتنفيذ الحد الشرعي فيهم فورًا. إضافة إلى ذلك فقد حول التنظيم مجمع المؤسسة الاقتصادية اليمنية بوسط المدينة إلى مركز لإدارة أمن مدينة المكلا، والذين ينادون أنفسهم باسم «أبناء حضرموت» وهي أول مؤسسة استحدثها التنظيم بالمكلا فور دخوله في 2 أبريل الماضي.
كما بدأ التنظيم خلال الأيام الأخيرة من سيطرته على المدينة، بسلسلة ممارسات أغضبت الكثير من المواطنين، كان أهمها إعلان التنظيم يوم الجمعة الماضي عن بدء حملة واسعة لهدم الأضرحة والمقامات والقباب والرموز الدينية التي يعود أكثرها لصوفية حضرموت، حيث قام في خطوة استباقية بإغلاق المقابر والأماكن التي تحتوي على تلك الرموز، استعدادًا لبدء حملة الهدم التي حشد لها متطوعين من أفراد التنظيم ومناصريه بالمدينة، مبررًا دعوته لهدم تلك الرموز بأنها تدعو إلى الشرك بالله، من خلال توسل بعض الأشخاص للموتى عبر طقوس خاصة تقام حول تلك الرموز بهدف التقرب إلى لله.
وأكد الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي في اتصال مع مراسل «الشرق الأوسط» على متابعة الحكومة اليمنية في الرياض لممارسات «القاعدة» في مدينة المكلا، خصوصًا محاولة إدخالها المدينة في صراع طائفي من خلال التحريض على هدم بعض الرموز التاريخية والدينية للمدينة.
وقال الدكتور رشيد بامخلاه لـ«الشرق الأوسط» وهو رئيس جبهة مستقبل حضرموت وهي إحدى التيارات السياسية الشعبية بمحافظة حضرموت جنوب اليمن، إن على المجتمع الدولي ضرورة التدخل السريع لتخليص مدينة المكلا عاصمة حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة، متهمًا أحد الأحزاب اليمنية بالتواطؤ والانقلاب على السلطة المحلية بالمحافظة، وتسليمها للتنظيم الإرهابي لأغراض سياسية مشتركة بين التنظيم وذلك الحزب السياسي اليمني، والذي يقول بامخلاه إن جل عناصر التنظيم ينتمون سياسيًا لذلك الحزب، كما أن بعض القيادات في ذلك الحزب ظهرت على رأس أحد المكونات الاجتماعية التي ظهرت بعد السقوط، والذي ترعاه «القاعدة»، ليكون أداة طيعة، وماكينة لتذويب عناصر التنظيم ضمن النسيج المجتمعي العام للسكان كما يقول الدكتور بامخلاه.
كذلك طالب الدكتور بامخلاه بمحاسبة جميع المتورطين فيما سماها صفقة تسليم المكلا، بدءًا بمن أعطى أوامره بانسحاب الجيش النظامي، مرورًا بتسليم المقرات والدوائر الحكومية لـ«القاعدة»، وانتهاءً بالمكون الذي أنتجته «القاعدة» والحزب اليمني الداعم لها في حضرموت.
كذلك رفض مدير عام مديرية حجر غرب مدينة المكلا محمد باعلوي جميع الممارسات التي يطبقها تنظيم القاعدة بمدينة المكلا، خاصًا بالذكر ما أعلنته «القاعدة» مؤخرًا من استهدافها للأضرحة والمقامات والقباب التاريخية بالمدينة، في أسلوب مماثل للأساليب التي تمارسها «داعش» بالعراق، وسوريا، وليبيا، واصفًا المجتمع الحضرمي بالخالي من الطائفية، قائلاً: «إن جميع سكان حضرموت من أتباع المذهب الشافعي، وما الصوفية إلا طريقة من طرق التعبد، وحضرموت اشتهرت بالوسطية والاعتدال التي أرست دعائمها المدرسة الصوفية منذ مئات السنين بحضرموت»، مضيفًا «إن لغة القتل والإرهاب، لم يعرفها المجتمع الحضرمي، وما هي إلا نتاج لما صُدر لنا من الخارج، ومن مؤسسي مدارس التشدد والتكفير العالمية»، وطالب باعلوي بمحاسبة كل من ساهم في تسليم مدينة المكلا لأيدي مقاتلي تنظيم القاعدة، وفي مقدمتهم الأحزاب اليمنية التي تتبنى فكر التكفير، ونبذ تعدد الرؤى والأفكار.

أخبار ذات صله