fbpx
حكاية الحرب في الجنوب!

فتحي بن لزرق

في ال 3 من اكتوبر 2013 كتبت سيدة اﻻعمال العدنية (كلثوم النواصري) مقاﻻ بعنوان السر وراء اﻻصرار على وحدة اليمن.

تتلخص فكرة المقال حول سبب عدم قيام دول الخليج بدعم جهود استقﻻل الجنوب وترى كاتبته ان السبب في كل ذلك هو ان الخليج بات يرى في الجنوب متنفسا خلفيا يرتع فيه المﻻيين من العمالة الشمالية باﻻضافة الى عشرات القوى السياسية اليمنية تمارس العابها الشيطانية هناك.

وترى كاتبة المقال ان الخليج يرى ان اي دعم ﻻستقﻻل الجنوب يعني ان تتحول هذه المﻻيين البشرية الى قوة مهددة ﻻمنه واستقراره وسستحول كل هذه القوى صوب الخليج ﻻذيته .. اذا فالحل اتركوهم في الجنوب يسرحون ويمرحون وهو اﻻفضل على ان يعودوا الى الشمال ثم يتجهون الى حدود الخليج ويشكلون خطرا مباشرا على هذه الدول.

قبل يومين تذكرت هذا المقال واعدت قراءته من جديد لكنني هذه المرة قمت بتغيير الكثير من اﻻحداثيات السلمية واستبدلت عنها احداثيات الحرب الدائرة حاليا.

وحينما انتهيت من قراءة المقال مرة اخرى تذكرت لقاء لي مع مسؤل محلي بارز من محافظة ابين في العام 2011 وبعد سقوط مدينة زنجبار باشهر..

يومها التقيت هذا المسؤل ببهو فندق ميركيوروتحدثنا قرابة الساعة طلبت منه يومها منه ان يفسر لي بعض اﻻمور الغريبة التي تحدث بشكل متسارع يومها في ابين وزنجبار.

اخبرته انني حصلت على معلومات مؤكدة ان العشرات من المسلحين التابعين للقاعدة يصلون بشكل سريع وسهل وسلس من دول عربية بينها السعودية ودول اخرى الى زنجبار ورميت بسؤالي .. كيف يتم هذا وعبر الحدود بطرق رسمية.

ضحك الرجل يومها وقال :”زنجبار اليوم هي اشبه بمقلب القمامة الذي يحاول كل شخص ان يتخلص مما يملكه من قمامه فيه ولذلك فان الكثير من الدول ممن تملك مسلحين مزعجين سترسلهم الينا لكي يكونوا وقود الحرب الدائرة وفي نفس الوقت فإنها تتخلص من عناصر حرب مزعجة.

اثبتت اﻻشهر واﻻعوام التالية صحة قول الرجل وقتل العشرات من المسلحين السعوديين والمصريين ومن جنسيات اخرى على رمال زنجبار وهكذا تخلصت منهم دولهم.

ساحاول الربط بين مقال اﻻستاذة كلثوم وبين حديث المسؤل المحلي في ابين وواقع الحرب في الجنوب اليوم.

فيما يخص الحرب في الجنوب وصلت الى قناعة نهائية ان التحالف العربي الذي تقوده السعودية و المناوئ للحوثيين وصالح لن يسمح لهم ابدا بهزيمة تامة ونهائية للجنوبيين لكنه وبنفس الوقت لن يسمح للمقاومة الجنوبية بالحاق هزيمة تامة بالحوثيين وطردهم الى ماخلف حدود محافظات الجنوب.

يدرك التحالف العربي ان المقاومة الجنوبية وفي حال تمكنها من هزيمة الحوثيين فانها لن تتجاوز حدود كرش او سناح او مكيراس بشبر واحد وهنا سستوقف محرقة الحوثيين الذين قد ينقلون المعركة وبقوة اكبر الى اﻻراضي السعودية.

يرى التحالف العربي ان وجود محرقة مستعرة للحوثيين تعمل بشكل متواصل هو الحل اﻻمثل ﻻضعافهم والحل هنا باستمرار الحرب في الجنوب دونما غلبة ﻻي طرف.

بت على قناعة تامة ان الضربات الجوية التي تتعرض لها المقاومة الجنوبية هتا وهناك ليست عبثية وﻻ خاطئة ولكنها تأتي ضمن اعمال مساواة الكفات والتعادل فيما بينها.

لن يسمح التحالف وخذوها مني للحوثيين بالسيطرة على عدن لكنه لن يسمح لنا ايضا ان نتغلب عليهم بشكل نهائي وقبل إيجاد حل نهائي مرتبط بتسوية الوضع في صنعاء.

في الحروب هناك صورة سطحية عامة تقدم للعامة على اطباق الدعايا الشعبية والشعارات والروئ المستهلكة وفي حقيقة الأمر ان هنالك حروب اخرى تدار بغرف مغلقة.