fbpx
المقاومة في تعز تكبد الانقلابيين خسائر في محيط جبل جرة
شارك الخبر
المقاومة في تعز تكبد الانقلابيين خسائر في محيط جبل جرة

صنعاء: «الشرق الأوسط»
خرج محافظ تعز شوقي هائل عن صمته بعد نحو مضي شهرين على استقالته من منصبه، وانسحابه المفاجئ عن المشهد السياسي بالتزامن مع اندلاع المواجهات المسلحة واجتياح ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق لمحافظة تعز وسط اليمن، في موقف اعتبره مراقبون «موقفًا مسؤولا من رجل دولة فضل الاستقالة على أن يبقى في منصبه ويعمل تحت إمرة الانقلابيين»، وما يسمى اللجنة الثورية العليا التابعة لميليشيات الحوثي، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه أيضًا محافظ ذمار المعين من السلطة الشرعية يحيى العمري، عقب زحف الحوثيين إلى ذمار.
وأعرب شوقي عن استيائه ممن اتهموه بـ«الخيانة». وقال: «لقد بذلت في بداية المواجهات المسلحة جهودا مضاعفة لاحتواء الموقف وحاولت عبر اللقاءات المباشرة والاتصالات المكثفة أن أمنع إراقة قطرة دم واحدة، إلا أني لم أجد أذانا صاغية، فأعلنت استقالتي»، مشيرًا إلى أنه ركز بعد الاستقالة اهتمامه بـ«الجوانب الإنسانية حيث سخرت وقتي وإمكاناتي في معالجة كثير من القضايا التي تتعلق بهموم الناس اليومية، ابتداء بضمان مواصلة عمل المستشفيات الحكومية ومرورا بتوفير المواد الغذائية الأساسية، وأيضا توفير المشتقات النفطية للمؤسسات الخدمية وعلى رأسها مؤسسة المياه ومكتب التحسين والنظافة وأيضا محطة المخا البخارية»، حسب قوله. ومعلوم أن محافظ تعز ينتمي إلى أكبر مجموعة تجارية في اليمن.
وأوضح محافظ في منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه غادر المدينة مضطرًا كون سلامته الشخصية في خطر، قائلاً إنه «انتقل إلى مكان يسمح لي بخدمة أبناء محافظتي بشكل أفضل».
وكشف محافظ تعز أنه ما كان ليغادر المدينة «إلا بعد أن تأكدت من أني مستهدف، وقد قيل لي إني سأواجه أشخاصا سيتنافسون على من يقتلني ليلصقوا التهمة بخصومهم».
وزاد شوقي: «أنا لست مسعر حرب، أنا رجل مدني، وأعبر في كل خطواتي العملية عن هوية تعز المدنية، وبذلت جهودا مضنية كمواطن ينشد السلام ويرفض منطق القتل في حل المشكلات، ولا يناسبني أن أحرض على سفك الدماء». واختتم شوقي منشوره بالتأكيد أنه «لن أتخلى عن سكان مدينتي تحت أي ظرف، وسأظل بقلبي المحب من داخل منزلي أو من خارج اليمن داعما للحلول والحوارات المبنية على أساس الخروج باليمن إلى بر الأمان».
ويعد شوقي هائل أول محافظ محافظة يصطدم بميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع عقب اجتياحهم لصنعاء بشكل علني. وأعرب في مؤتمر صحافي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالتزامن مع انتشار ميليشيات الحوثي وتمددهم في كثير من المدن والمحافظات اليمنية أن «وجود الحوثيين في تعز مرفوض»، مشترطًا «تخليهم عن السلاح في حال رغبتهم في الدخول إلى المدينة كمواطنين لا كمسلحين ولجان شعبية».
إلى ذلك، وفي المحافظة نفسها، بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برقية عزاء إلى قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي في استشهاد شقيقه، في معارك الدفاع عن مدينة تعز في وجه ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع، بعد أسابيع قليلة من استشهاد نجله. وأشاد هادي بـ«ما تقدمه أسرة آل المخلافي من تضحيات كبيرة»، مشيدًا بـ«مواقفه الرجولية والبطولية، هو من يقف إلى جانبه في سبيل الدفاع عن الوطن وعن تعز من الميليشيات الحوثية التي تكن لليمن الحقد والكره، وتسعى في الأرض فسادا، وتقتل النفس المحرمة، وتروع الأطفال والنساء والآمنين في منازلهم، جراء ما يقومون به من أعمال لا تمت للإسلام بصلة».
ميدانيًا قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة تعز شهدت في الساعات القليلة الماضية مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع في محيط جبل جرة، وأحياء الزنوج، وكلابة، والمناخ، وشارع الأربعين شمال مدينة تعز، أسفرت عن مقتل 18 مسلحًا وعشرات الجرحى، وكبدت المقاومة ميليشيات الحوثي وصالح خسائر فادحة.
أخبار ذات صله