fbpx
المقاومة تصعد عملياتها العسكرية داخل جبهات جنوبية وتنجح في تحرير مساعد وزير الدفاع من حصار الميليشيات
شارك الخبر
المقاومة تصعد عملياتها العسكرية داخل جبهات جنوبية وتنجح في تحرير مساعد وزير الدفاع من حصار الميليشيات

عدن: محمد علي محسن
صعدت المقاومة في اليمن من عملياتها العسكرية داخل جبهات جنوبية في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، وتزامن ذلك مع التطور الملحوظ الذي شهدته المقاومة الشعبية الجنوبية على مستوى نوعية السلاح الثقيل المستخدم في المعارك الأخيرة في جبهات العريش وجعولة في محافظة عدن، وكذا على مستوى التنظيم البشري، والتنسيق المكثف مع طيران التحالف، الذي بات أداؤه أكثر تناغما وتفاعلا مع ما تحرزه الجبهات العسكرية على الأرض في عدن والضالع.

وفي محافظة عدن قال علي الأحمدي، الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة، لـ«الشرق الأوسط» إن ما شهدته عدن صباح أمس من مواجهات شرسة استمرت حتى ما قبل المغرب كان بسبب محاولة اختراق لمنطقة بئر فضل شمال عدن من قبل الغزاة الحوثيين وأتباع صالح، مضيفا أنه تم التعامل الفوري مع هذه القوة من قبل الطيران الذي قصفهم وآلياتهم، فضلا عن ضربه أربع سيارات كانت محملة بالجنود، كما أكد أن المقاومة قامت بالالتفاف علی الميليشيات الحوثية وقوات صالح، التي تم دحرها وملاحقتها في جعولة وبير أحمد، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا من الميليشيات وقوات صالح.

ولفت الأحمدي إلى أن المنطقة باتت آمنة تماما، بعد أن شهد أول من أمس وأمس استهداف فيلات غازي علوان بمنطقة العريش، شرق مدينة خور مكسر، التي تمثل مركزا للقيادة والمؤن العسكرية، كما وقع انفجار ضخم بهذه المباني سقط على إثره عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات وقوات صالح، وأوضح أن الطيران ضرب مدفعية في التواهي ظهر أول من أمس، علاوة على تدمير دبابتين وثلاث سيارات نوع شاص وعربة نقل للجنود.

وفي ذات السياق نجحت المقاومة في إنقاذ مساعد وزير الدفاع اللواء عبد القادر العمودي، الذي كان محاصرا أمس في منزله في بير فضل من قبل ميليشيات وقوات الحوثي وصالح، التي طلبت منه بمكبرات الصوت أن يسلم نفسه، قبل أن تقتحم المقاومة سور منزله بمدرعة بقيادة الشيخ هاني بن بريك، وتمكنت وسط نيران الميليشيات من إخراجه مع عائلته التي كانت حينها متأهبة لقتال الميليشيات، إذ شوهدت الزوجة وابنتها وبأيديهما السلاح أثناء دخول أفراد المقاومة إلى المسكن.

كما تمكنت المقاومة الجنوبية من دحر الميليشيات الحوثية وقوات صالح في المنطقة المحاذية لمنطقة العماد، شرق دار سعد، التي ما زالت مزارعها تضم بعض الجيوب الموالية للحوثي وصالح، وبهذا الخصوص قالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إنها تمكنت من تدمير مواقع وعربات عسكرية، كما تم خلال هذه المعركة تكبيد الميليشيات وقوات صالح خسائر بشرية، وحجز أسلحة خفيفة، وتطهير مصنع درهم الذي كان مركزا لهذه القوات، مضيفة أن أفراد المقاومة باتوا يتمركزون في هذه المواقع التي تم تحريرها، وأنها شارفت على الخط العام.

من جهته، قال العقيد أحمد أبو زكريا إن الميليشيات الحوثية وقوات صالح أطلقت ثلاث قذائف مدفعية تجاه أحياء سكنية غرب مدينة البريقة، وقعت اثنتان منها في جبال صلاح الدين، وثالثة في أحد الهناجر القديمة، مضيفا أن قوة موالية للحوثيين تسللت صباح أمس إلى الأطراف الشمالية من كابوتا، واشتبكت مع المقاومة، لكن تم التعامل معها بقوة من قبل الطيران وسلاح المقاومة.

وكانت قد سقطت قذيفة هاون أطلقتها ميليشيات الحوثي وصالح على حي سكني بمديرية المنصورة بعدن، وحسب شهود عيان فإن القذيفة سقطت بالقرب من سوق القات، القريب من شارع الكثيري بالمدينة، لكن دون حدوث أضرار بشرية.

وأكد مصدر طبي في عدن لـ«الشرق الأوسط» أن حصيلة القتلى والجرحى ليومي الاثنين والثلاثاء وصل إلى 95 جريحا وستة قتلى، بواقع 53 جريحا وثلاثة قتلى يوم الاثنين و42 جريحا وثلاثة قتلى يوم الثلاثاء، من بينهم عشرة أطفال وست نساء.

من جهة ثانية، قتل 15 مدنيا أول من أمس، إثر تعرض شاحنة نقل للقصف المدفعي من قبل الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الحوثية وقوات صالح أقدمت على قصف شاحنة أثناء عبورها طريق العريش شرق عدن، وأضاف هؤلاء أن خمسة عشر مدنيا كانوا يستقلون السيارة بغرض الذهاب إلى منطقة الفيوش شمال عدن لجلب الخضراوات والمواد الغذائية أثناء وقوع الهجوم.

مصدر في قيادة مجلس المقاومة في عدن أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المعارك «لا تزال مستعرة في الجبهات، ففي جبهة العريش تتقدم المقاومة بثبات، وهناك تمشيط للمباني السكنية ولمنشآت منطقة الصولبان المحاذية لمطار عدن، والمقاومة معنوياتها عالية، خصوصا مع وصول أسلحة نوعية من دول التحالف»، وأشار المتحدث إلى أن المقاومة نجحت في هذه الجبهة في ضرب وتدمير مواقع وأسلحة ثقيلة، ومخازن عتاد وذخيرة. أما في جبهات الممدارة، وبئر أحمد، وجعولة، فقد تمكنت المقاومة بدعم من الطيران في ضرب تجمعات ومبانٍ ودبابات ومدفعية الميليشيات، فعلاوة على قطع إمدادات هذه الميليشيات وقوات صالح من جهة الممدارة، كانت المقاومة قد دمرت راجمة صواريخ ومدفعية د 30.

وفي جبهة سناح، شمال مدينة الضالع، دارت اشتباكات ومواجهات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين رجال المقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثي وصالح، المتمركزة في مواقع قريبة من الحدود السابقة قبل الوحدة بين الجنوب والشمال. وقال قائد ميداني لـ«الشرق الأوسط» إن الأيام الثلاثة المنصرمة شهدت مواجهات عنيفة بين رجال المقاومة الجنوبية وهذه الميليشيات الموالية للحوثي والرئيس الأسبق، إذ كانت المقاومة قد هاجمت آخر ثلاثة مواقع تابعة لهذه الميليشيات المدعمة بدبابات ومدفعية الرئيس المخلوع، ولفت القائد إلى أن الميليشيات تحاول جاهدة التشبث بما تبقى لديها من مواقع في منطقة سناح وبمساحة لا تزيد على كيلومترين مربعين، مؤكدا أن المقاومة كبدت هذه الميليشيات نحو عشرين قتيلا وجريحا وفي معركة واحدة خاضتها المقاومة مساء الاثنين وفجر الثلاثاء في منطقة الوبح شمال جبل السوداء.

وأوضح المتحدث أن دوي الانفجارات المتتالية خلال الأيام المنصرمة كان بسبب ضرب الطيران الحربي لمواقع الميليشيات، ونتيجة لقذائف الدبابات المتبادلة بين الطرفين، ونوه بأن الميليشيات المتمركزة في مجمع المحافظة والعمارات السكنية الجديدة في سناح باتت عملياتها مقتصرة على محاولات تسلل متفاوتة، لكنها باءت بالفشل.

وفي محافظة أبين شرق عدن، قال منصور سالم العلهي، الناطق باسم المقاومة في المنطقة الوسطى في أبين، إن رجال المقاومة بالمنطقة الوسطى تمكنوا فجر أمس من دحر ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع من منطقة الحميراء السلامية، بعد أن كبدوهم خسائر في الأرواح قدرت بعشرة قتلى وعشرات الجرحى، وأعطابا في آليات الميليشيات المعتدية، كما تم تطهير المنطقة تمامًا من الميليشيات المعتدية بعد أن أحكمت المقاومة سيطرتها على الموقع.

وأضاف العلهي أن المقاومة شنت هجوما عنيفا على قرن حنين باتجاه العين بهدف تطهير موقع القرن من الميليشيات الحوثية وقوات صالح، التي تتقهقر تحت ضربات المقاومة، مشيرا إلى أن المقاومة نفذت عملية أمس، أسفرت عن تفجير طقم في منطقة العين ومقتل كل من فيه.

الشرق الاوسط
أخبار ذات صله