fbpx
مشاركتي في مؤتمر الرياض والقضية الجنوبية

بدعوة من الحكومة اليمنية سافرت من بريطانيا مع عددمن الزملاء لحضور مؤتمر الرياض وفي البدء ترددت قليلا حول المشاركة من عدمها وفي النهاية قررت المشاركة لأكون في موقع الحدث من جهة بدلا من متابعة اخبار المؤتمر عبر وسائل الاعلام وربما تواجدي في المؤتمر سيتيح لي فرصة طرح القضية الجنوبية بأبعادها القانونية والسياسية وعمل مايمكن عمله في هذا الصدد وانتهاز هذا الاجتماع من جهة اخري لتجديد اللقاء والتشاور مع بعض الشخصيات الجنوبية  واليمنية  حول ابعاد الازمة الراهنة

المشاركون في المؤتمر عكس التفاوت السكاني بين الشمال والجنوب

تميز المشاركون في المؤتمر من المحافظات الشمالية بكثافة اعدادهم التي قدمت الي الرياض من مشائخ وعناصر قبلية وبعض الكوادر وعدد كبير من الاعلاميين ممن يعملون مع الشرعية ووسائل اعلام اخرى مقارنة بالعدد القليل ممن حضروا من الجنوبيين خاصة علي المستوي الاعلامي وربما يعود سبب ذالك الي صعوبة ومشاكل امكانية خروجهم من الجنوب بسبب تدهور الاوضاع الامنية او عدم توجيه الدعوات لهم للمشاركة وقد قلص نسبيا قلة العدد من المشاركين الجنوبين حضور عدد من افراد الجالية الجنوبية المتواجدة في المملكة والملاحظ هنا ان غالبيتهم ان لم يكن جميعهم من مؤيدي حق تقري المصير لشعب الجنوب مما يجعل من الضروري بمكان اشراكهم في اي استفتاء قادم حول تقريرالمصير وهو في جميع الاحوال حق اصيل لجميع المواطنين في الداخل و الخارج سواء في الاستحقاقات الانتخابية او الاستفتاء وهذا ماكنت اقترحته في عهد الرئيس السابق ولم يؤخذ به لان من شأن ذلك تقليص فارق الكثافة السكانية بين الشمال والجنوب واريد هنا الأشارة ان بعض الشباب من المقاومة الجنوبية برغم الظروف والتعقيدات التي واجهتهم للقدوم الي الرياض اصروا الحضور الي المؤتمر ولعل قدوم احدي السيدات من عدن الذي لا يحضرني اسمها الان اثرت شهادتها علي المؤتمرين عن الاوضاع المأساوية التي تعيشها عدن وكيف ان العالم تركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم دون مساعدة او انقاذ سواء علي مستوي الغذاء او الدواء او توفير المعدات الطبية لانقاذ الجرحي والمصابين من جراء القتل الهمجي التي تمارسه ميليشيات الحوثي وقوات صالح للمدنيين وهذه الشهادة المؤثرة كان لها وقع كبير لدي الحضور من اليمنيين والسعوديين مما اظهر اشياء كانت مخفية على الكثيرين ونادرا ماتناولته جميع وسائل الاعلام لان من شأن ذلك تشكيل ضغط علي جميع الاطراف حول اسباب تأخر الانزال البري او فرض الحماية الدولية لحماية المدنيين

القضية الجنوبية في وثيقة الرياض

بمبادرة من الاخ دولة رئيس الوزراء حيدر العطاس اقترح في الجلسة العلنية للمؤتمر اضافة الدكتور محمد علي السقاف

والدكتور رشاد العليمي الى اعضاء اللجنة المكلفة بمراجعة وثائق المؤتمر مما اتاح لي الفرصة في تعديل واعادة صياغة مسودة مشروع وثيقة الرياض فيما يخص القضية الجنوبية.

ففي المشروع الاصلي المسمي بوثيقة الرياض نص في ثانيا فيما يخص بناء الدولة في الفقرة ٧ علي”التاكيد علي ضرورة جدولة معالجة كافة القضايا اليمنية وخاصة معالجات القضية الجنوبية بصفتها القضية المحورية والجوهرية في الحالة اليمنية وبما يتوافق مع مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق الحلول والضمانات للقضية الجنوبية وحق الشعب في تحديد مكانته السياسية في اطار الدولة الاتحادية” وطالبت استبدال عبارة حق الشعب في تحديد مكانته السياسية بعبارة حق الشعب في تقرير مصيره ورفض الاقتراح بشدة ومعارضة قوية من الاخوة في المحافظات الشمالية وقلت لهم ان شعب الجنوب لن يستأذن احد في تقرير مصيره وبامكانه وفق القانون الدولي اعلان ذلك من جانب واحد اذا اراد وهددت بالانسحاب من اللجنة واعلان ذلك في الجلسة النهائية في صباح اليوم التالي وفي الاخير وافق الاخوة على اقتراحي باستبدال عبارة حق تقرير المصير بعبارة” وفق ما ينص عليه العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية “وهو ماتم اقراره علما ان العهد الدولي ينص علي حق الشعوب في تقرير مصيرها كما اتفق بناءا علي اقتراحي استبدال تعبير اعلان الرياض بدلا من وثيقة الرياض

 والاقتراح الاخر الذي تقدمت به وتم قبوله بالاجماع يتعلق بضرورة إعادة تشكيل اللجنة العليا للاغاثة وللاسف تم الغائه من قبل جهة مجهولة عند طباعة النص النهائ ؟؟؟

في الخلاصة

—————

١- هناك مشكلة شخصية واجهتها عند وصولي الي المطار جعلني انتظر قرابة ٦ ساعات بسبب ان تاشيرة الدخول الفيزا التي حصلت عليها من السفارة السعودية في لندن في نفس يوم السفر لم تبلغ الي جوازات المطار بعكس زملائي الاخرين المتواجدين في لندن  الذين حصلوا عليها قبل موعد السفر بيوم واحد وحاولت افهام ادارة جوازات المطار ان السفارة والقنصلية هي جهات رسمية تمثل الدولة في الخارج دون ان يقتنعوا بما ذكرته وانا اشير الي هذه الواقعة استنادا الي اقوال خادم الحرمين الشريفين الذي طالب بطرح اي تعقيدات او مظالم يواجهها زوار المملكة علنا لمعالجتها لحرص المملكة على حسن التعامل والتعاطي مع زوار اراضيها باستثناء هذه الملاحظة العابرة فقد كانت الحفاوة والكرم من الاخوة السعوديين والتنظيم الدقيق في ادارة مؤتمر الرياض يرتقي الي المكانة الاقليمية والدولية التي تحظي بها المملكة بامتياز وعن جدارة

٢- وللاسف في الجانب الرسمي اليمني كان التنظيم غائبا بالكامل حيث بعد ساعات الانتظار الطويل في المطار انتظرنا ٤ساعات من جديد في بهو الفندق الذي تم حجزه لنا دون اعطاء قائمة الاسماء لمن يفترض ان يكونوا في الفندق ماعليش جماعتنا معذورين بقضايا معالجة اوضاع الداخل اليمني بازماته المتعددة السياسية والانسانية والعسكرية ولكنه كما ذكر لي احد المسؤولين السعوديين في المؤتمر ان الشرعية في حاجة الي بذل جهود مكثفة علي المستوي الدبلوماسي والسياسي الذي يشوبه تقصير كبير من قبل مسؤولي السلطة الشرعية وقد كتبت منذ فترة ان العمل العسكري الذي تقوم به قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يجب ان يواكبه نشاطا دبلوماسيا وسياسيا واعلاميا من قبل السلطة الشرعية وهو ما نؤمل ان تقوم به في المستقبل القريب

والسوال الهام الان يتمثل في الاعداد لموتمر جنيف القادم الذي دعي اليه الامين العام للامم المتحدة وتحديد الاطراف المشاركة في المؤتمر والمواضيع التي ستبحث في المؤتمر وموقع القضية الجنوبية في اجتماع جنيف وتحديد العلاقة بين مؤتمر جنيف ومؤتمر الرياض هل سيكون مكمل له ام مختلفا عنه اسئلة يجب التفكير بشانها والاستعداد لها

بريطانيا في ٢٩ مايو 2015