fbpx
شحنات المساعدة الإيرانية تطيح البنية التحتية اليمنية 
شارك الخبر

يافع نيوز – العربي الجديد
تستعد إيران لإرسال سفينة مساعدات ثانية إلى اليمن بعد أيام من انتهاء أزمة السفينة الأولى، التي أصرّت طهران في البداية على أنها ستصل إلى اليمن، قبل أن تجبر على الرضوخ إلى إجراءات تفتيشها وإفراغ حمولتها في جيبوتي.
وبدا أن إيران هذه المرة أقل ميلاً للاستعراض الإعلامي بخصوص سفينة مساعدتها الثانية. وأعلن مسؤول الشؤون الدولية في جمعية الهلال الأحمر الإيراني، محمد عراقي، أمس الأربعاء، أن بلاده تعتزم إرسال سفينة مساعدات ثانية إلى اليمن حيث ستتحرك الأسبوع المقبل من بندر عباس جنوبي البلاد. إلا أن وكالة “أنباء إيسنا” الإيرانية نقلت عن عراقي، قوله أيضاً إنه في حال لم يتم السماح بدخول السفينة إلى اليمن، فستفرغ حمولتها في ميناء صلالة في سلطنة عمان لتسلم للصليب الأحمر الدولي، كي يتولى مهمة إيصال المساعدات الإنسانية لليمن.
وجاءت هذه التهدئة الإيرانية بعد أيام من اختفاء الحديث عن سفينة المساعدات الأولى التي ملأت طهران وسائل الإعلام تهديداً، وتأكيداً على أنها ستمضي إلى اليمن، وتتحدى الحظر الذي يفرضه التحالف العشري، لكن السفينة انعطفت في نهاية المطاف إلى جيبوتي، مثلها مثل شحنات المساعدات الإيرانية الأخرى، ولكن بعد أن دفعت البنية التحتية في اليمن ثمن الاستعراض الإيراني
آخر الفصول تمثلت في استهداف التحالف العشري لميناء الحديدة الدولي غربي البلاد، والذي يعدّ ثاني أهم الموانئ في البلاد وأهمها في الوقت الحالي، باعتباره الأقرب إلى صنعاء ومدن شمالي البلاد. وكان الحوثيون وقعوا قبل أسابيع من بدء عمليات التحالف اتفاقاً مع شركة إيرانية لتطوير الميناء، فضلاً عن توقيع اتفاقية بين هيئتي الطيران المدني في البلدين، دشّن من خلالها الحوثيون وإيران جسراً جوياً بواقع 14 رحلة أسبوعياً بين طهران وصنعاء.
وحسب مصادر محلية في الحديدة، فقد استهدف التحالف، أمس الأربعاء، بغارات جوية وبوارج حربية، الميناء وقاعدة بحرية تابعة للقوات اليمنية يسيطر عليها الحوثيون، في القرب منه.
وكانت طائرة مدنية إيرانية تحمل مساعدات حاولت الشهر الماضي تحدي التحالف وكسر الحظر، ودخلت إلى الأجواء اليمنية بدون إذن، الأمر الذي دفع التحالف إلى قصف مدرجي مطار صنعاء ومطار الحديدة الدوليين لإخراجهما عن الجاهزية. وامتدت الغارات إلى ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة صنعاء، بعد شائعات بنية الحوثيين تحويله إلى مدرج لهبوط الطائرة الإيرانية.
وعلى الرغم من أن أغلب المؤشرات تؤكد فشل إيران حتى اليوم بإيصال دعم للحوثيين منذ بدء غارات التحالف، إلا أن شحنات إيرانية قبل الحرب كانت تعبر إلى المحافظات الغربية قبل فرض الحصار على اليمن. ولا تتوفر تفاصيل مؤكدة عن حجم الشحنات ونوعها، غير أن السلطات اليمنية كانت قد كشفت في أوائل العام 2013 عن سفينة “جيهان” التي كانت تحمل شحنة أسلحة خطيرة، وتم اكتشافها واقتيادها من قبل السلطات اليمنية.
وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة “فاينشال تايمز” في تقرير لها قبل أيام إلى رصد نشاط مشبوه على مدى أشهر في ما يتعلق بالنقل البحري بين إيران واليمن.
وأشارت البيانات البحرية التي حصلت عليها الصحيفة إلى أن “ما لا يقل عن أربع سفن شحن كبيرة، مع القدرة على نقل أكثر من 15 ألف طن، عمدت إلى إجراء سلسلة من الرحلات غير العادية وغير المعلنة بين إيران والموانئ اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام”.
كما أوضحت الصحيفة أن الرحلات البحرية الأربع انطلقت من ميناء بندر عباس باتجاه ميناء الحديدة، ولجأت إلى تحركات مشبوهة بينها تغير رايتها خلال الرحلة، تسجيل معلومات كاذبة في سجلات الشحن الدولية، إغلاق أجهزة التتبع الخاصة بها عند نقطة معينة خلال الرحلة، فضلاً عن اللقاء بطاقم مجهول في عرض البحر.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة، فإن من بين هذه السفن، سفينة غادرت جنوب شرق آسيا في أواخر ديسمبر/كانون الأول، ووصلت إلى كراتشي الباكستانية منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2015 بعد أن اختفت 9 أيام في البحر أطفأت خلالها جميع أجهزة تعقبها، ثم عادت لتظهر في ميناء بندر عباس في منتصف فبراير/شباط. وأشارت الصحيفة إلى أن السفينة غادرت في اليوم نفسه، وظهرت مجدداً في ميناء الحديدة في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، حيث رست في المياه اليمنية لمدة شهر، قبل أن تتوجه مجدداً نحو إيران.

أخبار ذات صله