fbpx
لأنه ردفان علي عنتر*

عيدروس نصر ناصر

بعد صراع طويل مع المرض انتقل إلى بارئه الفقيد ردفان علي عنتر عضو المجلس المحلي رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والخدمات بالمجلس المحلي بمحافظة عدن، مات على فراش المرض في مستشفى الوالي بعد أن عجز الأطباء عن التغلب على الجلطة الدموية التي تعرض لها، وفي ظروف الحصار والعدوان التي تعيشها عدن. 

ردفان ابن الشهيد المناضل علي أحمد ناصر عنتر لم يتمكن من الحصول على منحة علاجية تساعده على التغلب على الحالة التي تعرض لها، ليس لأن البلاد بلا موارد بل لأن أصحاب الشأن انشغلوا بتسفير الأقارب والأحباب والمداحين والمطبلين وضاربي الدفوف للنجاة بهم من رصاص العدوان وقذائف الغدر، لكن ردفان لم يكن لديه من يسأل عنه، ومثله الآلاف من الجرحى والمصابين والمعوقين الذين لاقوا ما لاقوا من العذاب بسبب دفاعهم عن الشرعية التي لم تكلف نفسها بالسؤال عنهم. 

توفى ردفان في عمر الشباب وكان ما يزال  قادراً على العطاء والأبداع، مات متأبطا ملف الشؤون الاجتماعية لمحافظة عدن المثقلة بالآلام والمعانيات المرة منذ عقدين وقد تمكن ردفان من التغلب على عدد من تلك المشاكل والآلام بجهده وبمكانته المحترمة بين الناس وليس بفضل السياسات الرسمية التي لا مكان فيها لمعاناة الفقراء وآلام المسحوقين والمهمشين بعد أن صار أكثر من نصف سكان عدن مهمشين.

لو إن الشهيد علي عنتر كان من الناهبين والمحتالين وآكلي الثروات ولصوص المال العام لكان ردفان يتعالج لتسوس الأسنان أو لخدوش الكفين في أرقى مستشفيات أوروبا أو أميريكا ولو أن ردفان استغل اسم أبيه أو موقعه القيادي وسمعته العطرة لكان جرى تسفيره إلى أفضل مستشفيات العالم للعلاج على أيدي أفضل وأكفأ الأطباء، لكن الشهيد علي عنتر ترك ثروة أخرى لا يعرف قيمتها النافذون وصانعو القرار السياسي في اليمن أما ردفان فكانت ثروته هي حب الناس له ومحاولاته تقديم ما يمكن من المساعدة لهم للتخفيف عنهم من معاناة الظروف التي أغرقهم فيها نظام الحرب والاستباحة.

رحم الله الفقيد ردفان علي أحمد ناصر عنتر وطيب ثرى قبره بالورد والياسمين والمسك، وأسكنه الله فسيح جناته بجوار الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، وألهم الله أهله وذويه الصبر والسلوان. 

برقيات:

*   يتواصل سقوط قوافل شهداء الدفاع عن عدن والجنوب وفي كل يوم يتساقط العشرات من المقاومين الأبطال الذين يستحق كل منهم رسالة تحية وبرقية عزاء خاصة لمواقفهم البطولية ولتضحياتهم المشهودة.

*   وكان من بين شهداء اليوم (20/5/2015م) الشهيد عبد الباري أحمد درويش ابن المناضل المرحوم أحمد درويش حسين الطالبي أحد ثوار ١٤أوكتوبر وعضو مجلس الشعب الأعلى ومجلس النواب السابق، نبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان