fbpx
الرئيس السوداني يمنح جنوب السودان فرصة أخيرة لوقف دعمها للتمرد
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

بعد يوم واحد من إعلان فوزه بدورة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات، توعد الرئيس السوداني عمر البشير دولة جنوب السودان حال عدم توقفها عن إيواء المتمردين ضد نظام حكمه، بأن يكون له معها «شأن آخر» لم يحدده. وفي حين تلقى البشير تهاني الملوك والأمراء والرؤساء العرب والأفارقة، فإن المعارضة السودانية جددت رفضها لنتائج تلك الانتخابات، وأعلنت الشروع في عمل جماهيري يرمي لإسقاط حكمه، وقطعت بعدم جدوى الحوار معه.
وقال البشير في خطاب لقوات «الدعم السريع» التابعة لجهاز الأمن والمخابرات بولاية جنوب دارفور أمس، إن دولة جنوب السودان ما لم تتوقف عن دعم الحركات المسلحة، سيكون لحكومته شأن آخر معها، وأضاف: «أمام حكومة الجنوب فرصة أخيرة، لتتخذ القرار السليم، بتجريد كل الحركات المتمردة والمسلحة من أسلحتها وإلا فسيكون لنا حديث آخر». وأوضح البشير الذي كان يخاطب قواته وبرفقته وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ومدير جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا عباس، ووالي الولاية الفريق آدم محمود جار النبي، وقادة عسكريين ميدانيين في المنطقة، ووفقا لوكالة الأنباء الرسمية «سونا» من منطقة «قوز دنقو» بمحلية تلس، أن السودان منح الجنوبيين دولة كاملة الدسم ببترولها، فردت عليه بما سماه التآمر والخيانة وقال: «أمام دولة الجنوب خيار واحد، إما أن يجردوا هؤلاء من أسلحتهم، وإما فإن قوات الدعم السريع جاهزة لتجريدهم، وإنها تملك الحق في مطاردتهم في كل مكان».
ونشبت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات حركة العدل والمساواة في أكثر من موقع بولاية جنوب دارفور منذ أيام، وتبادل الطرفان بيانات ادعى كل منهما تحقيق انتصارات كل على الآخر.
وهي المعارك التي أشار إليها البشير في خطاب إعلان فوزه أول من أمس بأنها كانت «هدية المعارضة» له بالمناسبة، لأن قواته استولت على 200 عربة مسلحة كاملة التجهيز من قوات التمرد بعد أن لحقت بها هزيمة كبيرة.
وذكر الجيش السوداني وقتها في بيان أنه وقوات الدعم السريع، ألحقا هزائم فادحة بقوات التمرد، واتهم دولة جنوب السودان بدعمها وإيوائها وتسهيل منافذ مكنتها من مهاجمة مناطق في دارفور، وأنه استدرجها لـ«المعركة المنتظرة» في منطقة «النخارة»، قرب محلية «تلس» – نحو 80 كيلو جنوبي العاصمة نيالا – وألحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد الحربي، وأجبرها على الفرار مخلفة أعدادا كبيرة من القتلى بأرض المعركة.
بيد أن حركة العدل والمساواة المسلحة نفت قدوم قواتها من جنوب السودان، وقال المتحدث باسمها جبريل آدم بلال لـ«الشرق الأوسط» إن قواته أعادت الانتشار من معسكرات التدريب في أنحاء الإقليم دارفور، وقال إن الخرطوم تسعى لاصطناع مشكلة مع دولة جنوب السودان.
ووصف بلال المعركة بأنها كانت فاصلة استولت قواته خلالها على معسكر تابع للجيش الحكومي وسيطرت عليه تماما، وألحقت بالقوات الحكومية خسائر بالعشرات، واستولت على عدد كبير من الآليات والذخائر والمؤن العسكرية، وأن القوات الحكومية انسحبت باتجاه نيالا وتلس.
ولتأكيد انتصار قواته على قوات حركة العدل والمساواة، أعلن البشير منح كل من شارك في المعركة التي دارت هناك قبل يومين «وسام الشجاعة»، وعن موافقته على كشوف الترقيات والحوافز لتلك القوات، وقال: «كل من يتآمر على السودان سيكون مصيره مصير العدل والمساواة»، مشيرا إلى أن قواته حسمت المعركة في أقل من نصف ساعة، مضيفا في حديثه لقوات الدعم السريع: «لا نريد أن نسمع مرة أخرى بأي قوة تسمى العدل والمساواة وتحرير السودان، لأن قوات الدعم السريع ستحرر السودان من الخونة والمارقين والمرتزقة لأنهم يعملون على ترويع الآمنين».
من جهة أخرى، توالت ردود الأفعال المؤيدة والرافضة لنتائج الانتخابات التي أعلنت أول من أمس، وحصدها الرئيس البشير وحزبه، فيما قاطعتها قوى المعارضة الرئيسة.
وتلقى الرئيس البشير أمس التهاني بفوزه من ملك الأردن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بعد أن كان قد تلقى أول من أمس التهاني بالفوز من كل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ونائب الأمير بدولة قطر الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.
بينما قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية جيف راتكة إن بلاده لا تعتبر نتائج الانتخابات السودانية تعبيرا صادقا عن إرادة الشعب السودان، منتقدا ما سماه فشل الخرطوم في خلق «بيئة مناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة». وأضاف راتكة أن فرض قيود على الحقوق السياسية والحريات، وغياب الحوار الوطني ذي المصداقية، واستمرار النزاع المسلح في محيط السودان أدت وأسباب أخرى لانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات.
وكانت دول الترويكا والاتحاد الأوروبي قد أعلنت مسبقا عدم اعترافها بنتيجة الانتخابات السودانية، وهو ما جعل رئيس القطاع السياسي في حزب الرئيس البشير مصطفى عثمان إسماعيل يستنكر مجددا الموقف المعلن من الاتحاد الأوروبي وأميركا تجاه الانتخابات التي جرت في البلاد.
وقال عثمان إنها «مواقف غير مبررة، لن تؤثر على الحوار الوطني، لأنها منحازة لاستمرار الحروب في السودان واستهداف قياداته، وإن أبواب الحوار ستظل مفتوحة».
وقطع عثمان بأن تشهد الأيام المقبلة تنشيط الحوار الوطني، وانعقاد اجتماع آلية الحوار الوطني، وآلية 7+7. واجتماع آخر بين الآليتين لرفع ما يتم التوصل إليه للرئيس، وهو آليات تم تكوينها وفقا لدعوة البشير للحوار في يناير (كانون الثاني) 2014 بين حزبه والقوى التي ارتضت الحوار.
من جهتها، جددت قوى المعارضة رفضها لنتائج الانتخابات، وتوعدت بتكثيف العمل ضمن حملتها لمقاطعة الانتخابات المعروفة باسم «ارحل»، للوصول لثورة شعبية تسقط النظام، أو أن يرضخ لشروطها التي تتمثل في تكوين حكومة انتقالية ووقف الحرب وإتاحة الحريات، والاتفاق على كيفية حكم السودان بصياغة دستور دائم مجمع عليه، ومن ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد فترة انتقالية متفق عليها.
وقال الحزب الشيوعي السوداني في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»، إن تحالف المعارضة «قوى الإجماع الوطني» يعمل على تطوير مقاطعة الانتخابات لفعل ثوري لصياغة خارطة طريق للخروج بالبلاد من الأزمة الحالية وإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية. وأضاف الحزب الذي يعد من بين أهم أحزاب المعارضة: «أكدت التجارب عدم جدوى أي حوار أو تفاوض مع النظام، الذي دمر الشعب والوطن وأفقده حريته واستقلاله وكرامة شعبه».

أخبار ذات صله