fbpx
ما يجب ان يفهمه “الحوثيون وصالح” في الجنوب اليوم

بقلم : فتحي بن الازرق

المعركة التي تخوضها قوات صالح والحوثيين في الجنوب اليوم “خاسرة” “خاسرة” مهما كان حجم أعمال القتل والتدمير التي تمارسها هذه القوات على الأرض في مدن الجنوب .
أي قوة “إحتلال” أو أي قوة عسكرية تصارع قوى أخرى للسيطرة على ارض ما تحتاج في نهاية المطاف إلى مشروعية لفعلها السياسي والعسكري .
وهذا الأمر تفتقره قوات الحوثيين وصالح في الجنوب هي لاتملك ذرة مشروعية واحدة والناس في الجنوب بشأن هذه القوات غير منقسمة الجميع يرفضها ويرفض تواجدها بأي شكل من “الأشكال”.
سيطرة هذه القوات على حي أو حيين من مدينة عدن أو من أي مدينة جنوبية أخرى لايعني انتهاء المعركة بل لا أبالغ ان قلت ان سيطرة هذه القوات بالحديد والنار على مدن الجنوب كافة لايعني انتهاء المعركة .
في العام 1991 سيطرت قوات صدام حسين على كافة مناطق دولة الكويت فهل تمكنت من ان تكون سلطة شرعية مقبولة في هذه البلاد ، بالعكس خرجت بعد ذلك مذمومة مدحورة ملعونة يلعنها الكويتيون حتى اليوم .
مايجب ان يفهمه الحوثيون وقوات صالح في اليوم أنهم يخوضون معركة “خاسرة” حتى وان خيل لهم أنهم يحققون بعض المكاسب .
في أبين هم غرباء عن الدلتا في لحج هم غرباء عن “فل لحج ورقصتها الشهيرة وفي الضالع هم ليسوا من أهل “دار الحيد” وفي عدن هم غرباء لاصلة لهم بالبحر وفي عتق هم غرباء عن الدان الشبواني الأصيل وفي حضرموت هم غرباء عن العسل الدوعني.
هم “غرباء” عن كل شيء فينا ومنا .
مايؤسف له ان الحوثيين يضربون أخر ماتبقى من أمل بالتعايش الانساني مع الاخوة في الشمال.
ستنتهي الحرب لكن سيبقى الجرح غائرا والالم كبير باتساع الوجود .
ستنتهي وسيكون لدينا الزوجة التي فقدت زوجها والام التي فقدت ابنها والطفلة التي فقدت اباها والاخ الذي فقد اخاه والقائمة تطول .
السؤال الذي الاخلاقي الذي لايمكن لفلاسفة جماعة الحوثي ان يجيبوا عليه هو “لماذا يشنون حربهم على الجنوب ؟
قتل الجنوبيون في 1994 وشردوا على يد نظام صالح وقتلوا عقب الإطاحة بنظام صالح .. أهالي عدن لم يطمعوا في حكم صنعاء يوم .. كل من يقاتلهم الحوثي اليوم أناس عادية جدا ليس بينهم من يملك متر مربع واحد في صنعاء ..
لماذا يقتلون “الأبرياء” لماذا يدمرون كل شيء .. عدن ليست “علي محسن الأحمر” وليست هادي وليست حزب الإصلاح وكذلك كل مدن الجنوب .
العائلات المشردة في عدن لاصلها بصراعات الشمال هي أناس عادية تصحو صباحا وتدعو الله ان يستر حالها .
لايساورني شك ابدا ان الجنوب سينتصر وشعبه في نهاية المطاف لكنها حينها لاتسألون الجنوب وشعبه عن أي إنسانية تجاه هؤلاء القتلة عن أي اخلاقيات .
حينها قولوا عنا ماشئتم قسما انه فراق ابدي بيننا وبينهم إلى ان تقوم الساعة …

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك